نجاح النظام الغذائي يعتمد على الجينات

إيان جونستون-ترجمة: أحمد بدوي

لا يوجد غذاء مثالي يمكن أن يساعد جميع الأشخاص في الحفاظ على الوزن الصحي، هذا ما قاله علماء بعد دراسة خلصت الى أن تأثير الغذاء الذي نتناوله يختلف من شخص لآخر وفقا للعوامل الجينية. وخلال التجارب قام الباحثون بإطعام أربع مجموعات من الفئران بأنواع مختلفة من المواد الغذائية (غربية، يابانية، بحر متوسط ونظام أتكنز الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون ونسبة منخفضة من الكربوهيدرات). وسمح للفئران أن تأكل ما تريده وقام الباحثون بتسجيل كميات الطعام. وبعد ستة أشهر اكتشفوا أن سلالة وراثية واحدة من الفئران أصبحت تعاني السمنة المفرطة وأصيبت بمرض الكبد بعد تناول الطعام الغربي، إلا أنه لم يحدث آثار صحية ضارة نتيجة تناول نظام أتكنز الغذائي.

وأظهرت سلالة وراثية آخرى من الفئران اصابة بالسمنة المفرطة مع اتباع نظام «أتكنز» الغذائي وعلامات متلازمة التمثيل الغذائي غير أنها كانت تتمتع بصحة أفضل من الفئران التي وضعت على النظام الغذائي الغربي. وقال أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، د وليام بارينجتون، من جامعة ولاية نورث كارولينا أن هناك حالة من التعميم المفرط سواء للفوائد الصحية أو المخاطر المتعلقة ببعض الوجبات الغذائية.
وقال بارينجتون أن الدراسة التي أجروها أظهرت أن تأثير النظام الغذائي يعتمد على الأرجح على التكوين الجيني للفرد الذي يتناول نظام غذائي معين، وهذا يعني أن الوجبات الغذائية المثالية تختلف باختلاف الأفراد. وأضاف: على امتداد المائة عام الفائتة كنا نعتقد أن هناك نظاما غذائيا جيدا صالح لجميع الأشخاص، والآن تبين أن الأمر ليس كذلك، وأعتقد أنه في المستقبل ستكون هناك قدرة أكبر على التعرف على العوامل الجينية التي تساهم في الاختلافات في استجابة الأفراد لنظام غذائي معين.
وقد وجدت الدراسة أن هناك أسبابا متفاوتة لزيادة وزن أنوع مختلفة من الفئران، فبعض الفئران التي وضعت على وجبات محددة كانت تتناول المزيد من السعرات الحرارية، وكان ذلك هو السبب وراء السمنة المفرطة، إلا أن فئران وضعت على أنظمة غذائية مختلفة كانت تتناول كميات أقل ولكنها تعرضت أيضا للسمنة.
و وجد الباحثون أن نظام «أتكنز» تسبب في زيادة حرق السعرات الحرارية لدى كافة السلالات المختلفة من الفئران دون زيادة في النشاط، إلا أن البعض منهم على هذا النظام الغذائي تناولت الكثير من الطعام ما أدى الى سمنة مفرطة.
وقال بارينجتون الذي قدم هذه النتائج في مؤتمر لعلم الوراثة الموحدة استضافته جمعية علم الوراثة الأمريكية: بالنظر إلى التمثيل الغذائي والتشابه الجيني بين البشر والفئران، فمن المحتمل جدا أن مستوى تنوع الاستجابة للنظام الغذائي التي شهدناها في دراستنا يمكن ملاحظتها عند الإنسان أيضا، وحيث أن هناك اختلاف في الوجبات الغذائية المثلى للأفراد المختلفين فإن هذا يؤكد الحاجة إلى التدقيق في التغذية والذي من شأنه أن يعرفنا على الأنماط الغذائية المثالية التي تختلف من شخص لآخر.

عن الاندبندنت