قمة نواكشوط.. مكافحة الإرهاب في الصدارة

الحدث الثلاثاء ٢٦/يوليو/٢٠١٦ ٠٩:٣٦ ص
قمة نواكشوط.. مكافحة الإرهاب في الصدارة

نواكشوط – – وكالات

أثار انعقاد القمة العربية العادية السابعة والعشرين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، تساؤلات المراقبين حول ما ستأتي بهِ من جديد، لاسيما مع استعصاء الأزمات، وغياب التوافق بشأن الحل الممكن لعدة ملفات شائكة.

جدول الأعمال

ويتضمن جدول أعمال مجلس جامعة الدول المنظار 16 بنداً، ولا يختلف كثيراً في مجمله عن سابقيه في القمم المنظار السابقة، ومن بين بنوده القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي ومستجداته، التضامن مع لبنان، الأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن.
ورغمَ هذه النظرة التشاؤمية، إلا أن نواكشوط، أصـــــرت على عقدِ القمة، وبذلت في سبيل ذلك كل ما تملك، لانطلاق أعمالها، الأمر الذي تُوجَ أمس، ببدء اليوم الأول لمداولات المجتمعين، برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ومن المتوقع، أن تنهي القمة، التي شهدت إجراءات أمنية مشددة، أعمالها اليوم الثلاثاء.
وتميّزت هذه القمة العربية، بمشاركة عدد من القادة الأفارقة، يتقدمهم الرئيس السوداني عمر البشير، ورؤساء جيبوتي، وجزر القمر، وتشاد، وهي لفتةٌ موريتانية تعكسُ رغبةَ نواكشوط على ترسيخ البعد الأفريقي للقمة العربية.
وعلى المستوى العربي؛ تميَّزَ الحضور الخليجي، إذ وصل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى موريتانيا للمشاركة في القمة.

أبو الملفات

وفي ظل هذه المرحلة الحرجة عربياً، يبرز الإرهاب باعتباره «أبو الملفات» الذي لا ينازعهُ ملف آخر النقاشَ، والجدل، وذلك في ضوء ما يمثلهُ من تهديد، ليس لبعض الدول العربية وحسب، وإنما العالم.
نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي، وفي تصريحٍ لـ«الإذاعة الجزائرية»، نقلتهُ أمس الاثنين، قال إن التحدي الخطير الذي تتعرض له المنطقة العربية هو الإرهاب ولهذا فإن هذا الموضوع سيطرح من كافة جوانبه خلال هذه الدورة، بالإضافة فــــــتح النقاش نحو تدعيات الوضع في سوريا وليبيا واليمن والعراق والصومال وكذا تحقيق الأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية.
ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبدالقادر مساهل قال في تصريحات للإذاعة الجزائرية إن بلاده «تطالب دوما بالتعجيل في إصلاح الجامعة العربية التي تسير منذ إنشائها إلى اليوم بنفس الآليات ووجب عليها التأقلم مع تطور العالم، وباتت ضرورة حتى يدخل العالم العربي في إستراتيجية منسقة من أجل تقدمه.
من جهته، أكد مندوب موريتانيا الدائم في الجامعة العربية ودادي ولد سيدي هيبه أنه سيتم تبنى «إعلان نواكشوط» في ختام القمة التي «ستتبنى موقفا يوحد العرب بدلاً من تقسيمهم». وسيناقش القادة العرب مشاريع قرارات متعلقة بالوضع السياسي والأمني في قمتهم التي تجري في وضع بالغ التعقيد في العالم العربي، حيث تشهد دول عدة نزاعات خطيرة، علاوة على القضية الفلسطينية وملف الإرهاب.

كلمة الافتتاح

وافتتحت القمة بكلمة باسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ألقاها باسمه رئيس الوزراء شريف إسماعيل عبر خلالها عن شكره للسلطات الموريتانية على حسن تنظيم وتحضير القمة العربية. وقال شريف إن فترة تولي مصر لرئاسة الجامعة العربية تركزت حول دراسة ومتابعة مختلف التطورات التي تهم العالم العربي، وسعت إلى تطوير علاقاتها مع كافة الدول العربية من أجل استعادة ما سماه دورها الريادي في المنطقة العربية.
وأضاف أن الوضع الحالي للعالم العربي يتطلب تكاثف جهود جميع الدول من أجل رفع العقبات ومواجهة التحديات التي تحول دون تحقيق التكامل العربي الذي ضربه الإرهاب في الصميم وحوله إلى دول تعيش مآسي يهتز لها الوجدان الإنساني.
ودعا رئيس الوزراء المصري الدول العربية إلى «الانخـــــراط في حوار جاد يمكن المنطـــــقة العربية من تجاوز خلافاتها والعودة إلى التنـــــسيق المشترك على كافة المســــتويات الاقتــــصادية والاجتماعية والسياسية».
وشدد على أن مصر لن تدخر جهداً في تعزيز اللحمة العربية ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في الوطن العربي. وأعلن شريف إسماعيل باسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تسليم الرئاسة الدورية للقمة العربية للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

إعلان نواكشوط

نقلت صحيفة «الأهرام» يوم أمس الاثنين، مشروع إعلان نواكشوط الذي سيصدره القادة العرب في ختام أعمال قمتهم. ويؤكد القادة العرب في مشروع البيان التمسك بالمبادئ والأهداف الواردة في ميثاق الجامعة العربية والمعاهدات والبروتوكولات اللاحقة عليها واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على وحدة البلدان العربية وسلامة أراضيها.
كما يؤكد الإعلان مركزية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك. وسيرحب القادة، في هذا السياق بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.
كما سيدعو القادة الأطراف الليبية إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية. كما يناشد الـــــفرقاء في اليمن إلى تغليب منطق الحوار والعـــــمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجـــــابيـــــة تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت. ومن المقـــــرر أن يعرب القادة عن أملهم في أن يتوصــــــل الأشقاء في سوريا إلى حل سياسي يعتمد مقومات الحفاظ على وحدة ســـوريا ويصون استقلالها وكرامة شعبها.

كما سيعلن القادة دعمهم للعراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الإرهابي.