ممثل جلالة السلطان يشارك في أعمال القمة العربية

بلادنا الثلاثاء ٢٦/يوليو/٢٠١٦ ٠٩:٠٤ ص
ممثل جلالة السلطان يشارك في أعمال القمة العربية

نواكشوط - العمانية

ممثلاً لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - شارك صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد ممثل جلالة السلطان في افتتاح أعمال القمة العربية العادية في دورتها الـ 27 أمس برئاسة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بقصر المؤتمرات بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.

وتناقش القمة أبرز القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية العربية الراهنة وبخاصة في ظل الأوضاع الصعبة الحالية التي تواجهها العديد من الدول العربية ومنها العراق واليمن وسوريا وليبيا، إضافة إلى بحث آخر التطورات في الشأن الفلسطيني، وكذلك دعم التوجه العربي نحو التكامل الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، والاستثماري بين الدول الأعضاء، ومكافحة الإرهاب.

رئيس الوزراء المصري

وألقى رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل كلمة نيابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال فيها: لقد تولت مصر رئاسة القمة العربية خلال ما يزيد على العام تركز فيها جهدنا بشكل عام على تعزيز آليات العمل العربي والمشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إيمانا بأن التكامل العربي الفعال لم يعد ترفاً، وإنما قد أضحى ضرورة ملحة إذا ما كان لهذه الأمة أن تترجم تطلعات أجيالها الصاعدة إلى خطوات عملية باتجاه بناء مستقبل مشرق طال انتظاره.
وأشار إسماعيل إلى التزام مصر بمسؤوليتها تجاه متطلبات الأمن القومي عبر استعادة الدور الصحيح للدولة ومؤسساتها في المنطقة في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية تحولات وتطورات استراتيجية عميقة تمس أمن الأمة في الصميم، لافتا إلى أن مصر حرصت خلال فترة رئاستها للقمة على توظيف علاقتها المتوازنة وتحركاتها النشطة على الساحة الدولية وتنسيق المواقف مع الدول العربية الشقيقة بهدف التأثير الفعال في التناول الدولي لقضايا العالم العربي.

وذكر أن مصر عملت أيضا في هذا الإطار منذ بداية العام الجاري بصفتها عضوا في مجلس الأمن على تحقيق نقلة نوعية في تناول المجلس للشأن العربي والمساهمة في توحيد الرؤى والمواقف العربية تجاه ما يطرح عليه من قضايا ومستجدات تمس المصالح العربية.

ولفت إسماعيل إلى أن الظرف التاريخي الدقيق الذي يشهده العالم العربي يتطلب تكاتفنا جميعا من أجل الحفاظ على تماسك مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا وحق أبنائها في اللحاق بركب الحضارة الإنسانية، والحصول على فؤاد تطورها القيمي والتقني المبهج خلال العقود الأخيرة كما يتطلب منا السعي بصدق نحو بلورة رؤية واضحة لمعالجة مختلف التحديات و وضع مبادئ متوافق عليها لإدارة ما تشهده منطقتنا من تحولات.

الرئيس الموريتاني

وقد سلم إسماعيل رئاسة القمة العربية الـ 27 للرئيس الموريتاني محمد بن عبد العزيز الذي ألقى كلمة رحب فيها بجميع الحضور موجها الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده الطيبة التي بذلها طيلة الرئاسة المصرية للدورة السابقة والتي كان لها الأثر الكبير للدفع قدما بالعمل العربي المشترك.

كما قدم الرئيس الموريتاني الشكر للدكتور نبيل العربي على العمل الجبار الذي أنجزه خلال توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، مرحبا في الوقت ذاته بالدكتور أحمد أبو الغيط الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية متمنيا له النجاح والتوفيق.

وقال إن جامعة الدول العربية منظمة إقليمية تأسست قبل 70 عاما للدفاع عن المصالح الحيوية للأمة العربية وتنسيق العمل العربي المشترك والنهوض بدور إيجابي على الساحة الدولية خدمة للسلم والأمن الدوليين.

وأضاف الرئيس الموريتاني «إننا نواجه اليوم تحديات كبيرة على رأسها إيجاد حل دائم لقضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية، والتصدي لظاهرة الإرهاب لإخماد بؤر التوتر والنزاعات التي تلقيها التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية».

وأكد أن الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة العربية أدت لاعتقاد البعض أن القضية الفلسطينية تراجعت في أولويات العرب بفعل الأزمات المتجددة وهو ما شجع الحكومة الإسرائيلية على التمادي في سياسة الاستيطان.

وأشار الرئيس الموريتاني إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستظل كذلك حتى يتم إيجاد حل عادل ودائم لهـــا قائم على القرارات الدولية وعلى مقترحات المبادرة العربية التي تمثل أساسا متينا للوصول إلى الحل المنشود لتنعم المنطقة بالسلم والأمن والاستقرار، مشيرا الى أن استئناف المفاوضات بين الفلسطينين والإسرائيليين بضمانات دولية ملزمة وتجميد الاستيطان وإيقاف مسلسل العنف ضد الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي الظالم عنهم تشكل شروطا ضرورية للتوصل إلى حل نهائي للصراع في منطقة الشرق الأوسط.

وحول ظاهرة الإرهاب، قال الرئيس الموريتاني إنها تمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنسان اليوم، حيث إنه عنف أعمى يزهق الأرواح ويمزق المجتمعات ويدمر البلدان بخاصة في المنطقة العربية، مطالبا بمواجهة المجموعات الإرهابية بقوة وحزم.

وأوضح أن استئصال الجماعات الإرهابية يتطلب وضع استراتيجية جماعية متعددة الأبعاد تقوم على تحقيق تنمية مستدامة في الوطن العربي تستجيب لجميع تطلعات الشعوب العربية وبخاصة الأكثر هشاشة والتنسيق بين الحكومات والأجهزة الأمنية لوضع خطط متكاملة للقضاء على خطر الإرهاب بالإضافة إلى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام.

الأمين العام للجامعة العربية

كما ألقى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط كلمة دعا خلال إلى تكثيف العمل العربي المشترك، مؤكدا أنه ينبغي العمل على «وقف التدهور والتفكك» ومراجعة المشاريع الاقتصادية العربية المتعثرة.
ويتضمن جدول اجتماعات القمة تطورات الأزمة السورية والوضع فى كل من ليبيا واليمن ودعم الصومال وخطة تحرك السودان لتنفيذ استراتيجية خروج اليوناميد من إقليم دارفور واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاثة «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى»، إلى جانب التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وبند آخر يتعلق باتخاذ موقف عربي إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية وآخر فى شأن صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير جامعة الدول العربية والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.
كما تتناول الاجتماعات تحديد موعد ومكان الدورة العادية الـ 28 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وتوجيه الشكر لدولة موريتانيا لاستضافتها القمة الـ 27 والترحيب بتعيين الأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، ومشروع بيان بشأن التضامن مع دولة قطر وإدانة اختطاف مواطنين قطريين في العراق.