التكنولوجيا الشخصية تحدد ملامح المستقبل لخدمات النقل السلسة والمتكاملة

مؤشر الاثنين ٢٥/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٣١ م

مسقط - ش

اكد النائب التنفيذي الأول للرئيس لأنظمة النقل في سيمنس الشرق الأوسط يورغ شايفلر انه على أصحاب المصلحة الرئيسيين توفير شبكة نقل حديثة لتحديد كيف يمكن لرفيق التنقل الشخصي المساهمة في تحويل قطاع النقل الإقليمي
في ظلّ الجهود المستمرة من قبل الدول في منطقة الشرق الأوسط لبناء مدن ذكية بشكل متزايد، تزداد تباعاً أهمية توفير شبكات نقل حديثة ومبتكرة. ومن شأن الزيادة السكانية السريعة، ونمو السياحة، وتنظيم الكثير من الفعاليات الدولية رفيعة المستوى أن تبرز تحديات قطاع النقل في المنطقة.
ولا تلبي أنظمة النقل العام حول العالم الطلب في كثير من الأحيان من حيث القدرة الاستيعابية والراحة والسلامة، ما يعني أن الناس ما زالوا يعتمدون على سياراتهم للتنقل. ونتيجة ذلك حدوث الازدحام المروري، ناهيك عن مستويات عالية من التلوث.

أهمية حلول الأجهزة
لكن حتى في المدن التي تمتلك شبكات نقل عام، يواصل الناس استخدام سياراتهم. ويتمثل أحد أسباب ذلك في انخفاض مستوى التكامل عادة بين وسائل النقل المختلفة، فضلاً عن عدم توفر المعلومات حولها في الموقع أو في الوقت الحقيقي. وهذا يعني أن على مستخدمي وسائل النقل العام أن يخططوا لرحلاتهم بدقة، فعليهم على سبيل المثال تعديل الخطط يدوياً ما لم يكن القطار أو الحافلة يعملان وفقاً للجدول الزمني المحدد.
ونؤمن من وجهة نظرنا في شركة سيمنس بأهمية حلول الأجهزة مثل القطار النموذج للنقل بين المدن "حصان الخليج"، المزوّد بتقنيات مجرّبة من محفظة سيمنس للنقل. ويعتبر الجمع بين المعدات والبرمجيات التقنية عاملاً جوهرياً لمواجهة تحديات النقل الحديثة. وعلى وجه التحديد، سوف يستفيد أصحاب المصلحة من رفيق التنقل الشخصي على الهواتف الذكية للمسافرين. وقمنا في شركة سيمنس بدراسة الظروف وأصحاب المصلحة الذين يحتاجون إلى التوصّل لنظام النقل المثالي. ويعتبر فهم متطلبات أصحاب المصلحة الرئيسيين، وتحديداً المسافرين والمشغلين والهيئات الحضرية، جانباً أساسياً في رؤية سيمنس لرفيق التنقل الشخصي.

المسافرون
يرغب المسافرون بالحصول على نفس مستويات الراحة كما هو الحال عند التنقل بسياراتهم - دون ازدحام مروري. وفي العديد من المدن، حتى التي تمتلك نظام نقل عام جيد، تشكل السيارات الخاصة وسيارات الأجرة وسائل النقل السائدة. وقد أصبحت الاختناقات المرورية هي القاعدة السائدة. لكن هذه النظرة تتغير، إنما ببطء. وتحظى نماذج "مشاركة" وسائل النقل لدى جيل الشباب، مثل مشاركة السيارات والدراجات، بقبول واسع النطاق. بينما يفقد امتلاك سيارة خاصة جاذبيته. وبدلاً من ذلك، أصبحت المرونة أكثر وأكثر أهمية، وتحديداً المرونة لاختيار وسيلة النقل الأفضل لاحتياجات النقل الحالية.
وقد تطورت الهواتف الذكية والتطبيقات بشكل كبيرة، حيث بات من الممكن الاسترشاد طوال الرحلة بهاتف ذكي يعمل بمثابة رفيق تنقل شخصي.

المشغلون
من جانبهم، يهتم المشغلون بتوفير رحلات مريحة لجذب الركاب والحفاظ عليهم وزيادة الإيرادات. وعلى هذا النحو، يجري العديد من المشغّلين استثمارات كبيرة لتعزيز قدراتهم وشبكاتهم. وليس من المستغرب بالنسبة للمشغلين الاستثمار في أنواع مختلفة من وسائل النقل لتلبية احتياجات الركاب بشكل أفضل وتوفير خدمات النقل من نقطة الانطلاق وصولاً إلى الوجهة النهائية. ويحظى هذا النموذج بإقبال متزايد في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة التحديات المناخية الخاصة مع الحرارة الشديدة في فصل الصيف.
وبغية تعزيز الإيرادات، يبحث المشغلون عن نماذج جديدة، مثل المشاريع التي تركز على خدمات النقل (TOD)، وهي مشاريع تزوّد المناطق التجارية والسكنية متعددة الاستخدامات بقدرات وصول سهل إلى محطات العبور أو المواقف. ويستفيد مشغلو محطات العبور من تأجير المساحات التجارية والسكنية في هذه المناطق، ونجد في إمارة دبي مثالاً على آفاق هذا التوجه في محطة مترو الاتحاد.
ويتمثل الهدف الأساسي للمشغلين في توفير تجربة جذابة للعملاء، وتعتبر سهولة الاستخدام من الجوانب الرئيسية في هذا السياق. لذلك، يقدم المشغلون على نحو متزايد أنظمة تذاكر متكاملة، ويحرصون على جعلها سهلة ومريحة للمسافرين للجمع بين وسائل النقل المختلفة. وهم يقدمون بذلك مساهمة كبيرة لتخفيف الضغط على أنظمة النقل.

الهيئات الحضرية
وتتنافس الحكومات والهيئات الإدارية حول العالم لجذب المواهب والسياح وتحقيق التنمية الاقتصادية. ولذلك، يتوجب على المدن والأقاليم توفير نمط حياة ذي جودة ممتازة لتكون وجهات وأماكن مناسبة للعيش. ويسهم هذا في خلق فرص العمل، وتوفير بيئة صحية وفرص مميزة للتفاعل الاجتماعي.
ويعتبر توفير خدمات نقل عالية الكفاءة من أهم الأدوات اللازمة لدعم هذا الهدف. وتسهم حلول التنقل الحديثة القائمة على تكنولوجيا المعلومات في تعزيز صورة المدن المبتكرة والجذابة.
ويمكن لوسائل النقل العام أيضاً أن تساعد المدن على خفض معدلات استهلاكها للطاقة وتحقيق أهدافها في مجال الاستدامة، وهي أمور بالغة الأهمية في منطقة الشرق الأوسط. وهناك شهية إقليمية لتقنيات التنقل التي تركز على كفاءة استخدام الموارد، ومن الأمثلة الجيدة على ذلك نظام الترام لمؤسسة قطر، الذي تقوم سيمنس ببنائه. وسوف يكون هذا النظام، قيد الإنشاء حالياً، نظام السكك الحديدية الأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، وسيلبي الاحتياجات المتطورة لحلول النقل في دولة قطر، كما سيسهم في تقليل الأثر البيئي.

يقدم جميع المعلومات الاستباقية
ومن الواضح أن رفيق التنقل الشخصي العصري يقدم جميع المعلومات الاستباقية اللازمة لكل حالة وكل موقع لإنجاز الرحلات بسلاسة. كما أنه يساعد المستخدمين على الوصول إلى وجهتهم النهائية باستخدام مختلف وسائل النقل والمشغلين. وعلاوة على ذلك، يتيح هذا الرفيق إجراء عمليات الدفع دون تذاكر، مما يساعد في إنجاز التعاملات مثل حجز سيارة مشتركة أو حجز مواقف السيارات. كما تشكل الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة أو ممن هم بحاجة لمساعدة خاصة جزءاً من العرض أيضاً.
وفي نفس الوقت، يؤثر رفيق التنقل الشخصي بشكل إيجابي على إيرادات المشغلين من خلال تقديم رحلات أكثر جاذبية للمسافرين، مما يسهم في جذب المزيد من المسافرين وزيادة استعدادهم لدفع ثمن الخدمات الكفيلة بتعزيز تجربتهم بشكل أكبر.
وبالنسبة للهيئات الحضرية، يغدو توفير تجارب سفر ممتازة للركاب وسيلة إضافية لتعزيز التنمية الاقتصادية وجودة الحياة، مع تخفيف العبء على البيئة في الوقت نفسه.
ويساعد التركيز على التكنولوجيا على توفير نظام نقل حديث يغطي كافة المواقع، لكن لا يزال هناك الكثير لتحقيق ذلك على أرض الواقع، ويمكن الوصول إلى رؤية النقل السلس هذه فقط عن طريق ضمان دمج التقنيات الرقمية والتعاون كمقومات رئيسية لمستقبل أفضل لقطاع النقل.