صدى.. أفكار

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٥٧ م
صدى.. أفكار

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

يوليو أكثر من ذكرى وإجازة..

يوليو تاريخ مجيد ونهضة شعب، وتفكير عميق، عميق جدا، كيف نمنح هذا الوطن ما يستحق، وأن نفكر فيه وبه، وأن نحافظ على ما تحقق، وأن نمعن النظر جيدا في سؤال: ما الذي يمنعنا أن نحقق أكثر وأكثر؟!

تلك هي القضية الأساسية لنحتفل بذكرى يوليو المجيد.

**
وكيل أحد المساجد، وقد أوجعه هدر الماء والكهرباء من قبل من يفترض فيهم الحرص على نعمتين منّ الله بهما علينا، يقول لو أن كلفة ذلك سيدفعها المصلون، لصاروا أكثر حرصا عليهما، إنما «هدر المال العام» مشاع حتى وإن كان في بيت من بيوت الله.
أين المشاريع للاستفادة من مياه الوضوء، وهي لا تحتاج إلى عملية تنقية بالغة التعقيد، وبإمكانها أن تجعل المناطق المحيطة بالجوامع الكبرى بقعة خضراء، إنما مشكلتنا مع الفقر الفكري والإبداعي!!
**
بعد مقالي «أسئلة المعرفة» اتصل أحد الكتّاب يتساءل عن مشاريعنا الثقافية الحالية والمستقبلية، ويتحسر على مكتبة الطفل.. مرت سنوات على إنشاء مبناها، لكن رسالتها لم تبدأ بعد، ربما لأن المسؤولين.. لم يستيقظوا بعد!.
مثقف سابق حدثني عن توجه الدول المتقدمة لفرض مساحة كبيرة على المستثمرين في المجمعات التجارية تخصص للمعرفة، مكتبة بها أركان لمن يرغب في عرض منتجاته الثقافية أمام العامة، فدعم الحكومات لحركة الوعي داخل المجتمعات ضروري، لكن مشكلتنا أننا نواجه تجارا.. يفكرون في «النفعية النقدية» ولا علاقة لهم بالنفعية «الحضارية» إذا لم تكن بها مصلحة لها رائحة المال.
**
أعيد، وأكرر، وأناشد، وأطالب، بكل ما هو ثقافي وأركز عليه كثيرا لسبب بسيط، كل الأمم السابقة والحاضرة والتي ستأتي لن تكتب تاريخها إلا من خلال نافذة الثقافة، لأنها الوعي المجتمعي القادر على فهم نفسه، تاريخه ويومه وغده، ولن يسقط مجد ثقافي، بينما، وبهزة غياب ثقة، يتهاوى المجد المالي.
لكن، ماذا نفعل إذا كان تغييب دور المثقف يتم على عدة مستويات: من الدولة، والشعب، ومن المثقف نفسه؟!
**
تباعد فترات المطر في عاصمتنا مسقط عامل إيجابي لصالح بلدية مسقط.
عورات التخطيط تظهرها المياه، وحالما تجفّ فإن المسؤولين في البلدية يراهنون على حالة النسيان التي تصيب الناس، فالشوارع الداخلية (في العذيبة والغبرة على سبيل المثال لا الحصر) والتي تغرق لعدة أيام خلال الأمطار، وبعدها، في أفضل حالاتها حاليا، والتفكير في حلول غرقها مؤجل، حتى تذكّرنا به حالة جوية أخرى، وهكذا هي.. «سالفة التخطيط» في عاصمتنا!