روسيا تتنفس الصعداء بعد تجنبها استبعاد كافة رياضييها في الاولمبياد

الجماهير الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٤٣ م
روسيا تتنفس الصعداء بعد تجنبها استبعاد كافة رياضييها في الاولمبياد

لوزان - أ ف ب: تنفست روسيا الصعداء بعدما قررت اللجنة الاولمبية الدولية عدم حرمان جميع رياضييها من المشاركة في دورة الالعاب الاولمبية في ريو من 5 الى 21 اغسطس المقبل، واحالة امر مشاركتهم الى اتحاداتهم الرياضية الدولية.
وقررت اللجنة الاولمبية الدولية الاحد عدم استبعاد نظيرتها الروسية وبالتالي جميع رياضيي روسيا، وذلك بعد مباحثات عبر الهاتف لاعضاء لجنتها التنفيذية.
وجاء في بيان للجنة الاولمبية الدولية ان على الاتحادات الرياضية الدولية ان تحدد أهلية كل رياضي بشكل فردي.
وتابع البيان "ان الاتحادات الرياضية الدولية يجب ان تحلل سجل المنشطات لكل رياضي على حدة، مع الاخذ في الاعتبار فقط الاختبارات الدولية الموثوقة، وخصوصيات كل رياضة ولوائحها، من اجل ضمان تكافؤ الفرص".
واعتبرت اللجنة الدولية انه "في ظل هذه الظروف الاستثنائية، فان الرياضيين الروس في أي من الرياضات الاولمبية الصيفية الـ28 يجب أن يتحملوا عواقب ترقى إلى المسؤولية الجماعية من أجل حماية مصداقية المنافسات الاولمبية".
وقال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ بعد الاجتماع "لقد رفعنا المعايير الى الحد الاقصى"، في دفاعه عن موقف اللجنة عقب اسوأ فضيحة منشطات في تاريخ الحركة الاولمبية.
وعقد اعضاء اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية هذه المباحثات لاتخاذ قرار بشأن مشاركة رياضيي روسيا بعد تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) الذي اتهم روسيا مباشرة بالاشراف على نظام ممنهج لتعاطي المنشطات.
ووحده الاتحاد الدولي لالعاب القوى قرر ايقاف نظيره الروسي ومنع رياضييه من المشاركة في اي بطولة دولية ومنها اولمبياد ريو بسبب انتهاك قواعد المنشطات.
وشكل قرار الاتحاد الدولي لالعاب القوى بايقاف الروس في نوفمبر الماضي بناء على تقرير سابق لوادا ايضا حول تعاطي المنشطات بداية المخاض الروسي.
ولجأ 68 رياضيا روسيا الى محكمة التحكيم الرياضي (كاس) للطعن بقرار ايقافهم من قبل الاتحاد الدولي، لكنها ثبتت القرار قبل يومين بمنعهم من المشاركة.

منع مشاركة ستيبانوفا
لن تتمكن العداءة الروسية يوليا ستيبانوفا التي كانت وراء الكشف عن وجود نظام تنشيط ممنهج في بلادها من المشاركة في ريو بحسب اللجنة الاولمبية الدولية.
وكانت اللجنة الدولية تدرس حالة ستيبانوفا، عداءة الـ800 م، لتقرر اذا كانت ستسمح لها بالمشاركة في العاب ريو 2016 تحت علم محايد بعد مساهمتها في الكشف عن نظام التنشط في بلادها والذي ادى الى حرمان رياضيي العاب القوى الروس من المشاركة.
لكن القرار اتخذ الاحد من قبل اللجنة الاولمبية الدولية بحرمانها من المشاركة ايضا بسبب سقوطها في اختبار للمنشطات عام 2013، فباتت لاعبة الوثب الطويل داريا كليشينا ممثلة العاب القوى الروسية الوحيدة في ريو بعد ان سمح لها الاتحاد الدولي لالعاب القوى بالمشاركة "لتلبية المعايير المطلوبة" كونها تتدرب خارج روسيا.

قنبلة تقرير ماكلارين
وكان المحامي الكندي ريتشارد ماكلارين فجر الاثنين الماضي قنبلة ما تزال شظاياها تتطاير حتى اليوم حين نشر تقريرا اعده بناء على طلب وادا، واورد فيه اتهامات مباشرة لروسيا بالاشراف على برنامج لتعاطي المنشطات من قبل رياضييها في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي مطلع 2014 وفي بطولة العالم لالعاب القوى في موسكو منتصف 2013، مع تلاعب بالكثير من العينات الايجابية واستبدالها.
واكدت اللجنة الاولمبية الدولية عقب تقرير ماكلارين انها تدرس "جميع الخيارات القانونية" بين الاقصاء الجماعي لروسيا من العاب ريو و"الحق بالعدالة الفردية" للرياضيين الروس.
وواجهت اللجنة الاولمبية الدولية ضغطا هائلا من جهات عدة، خاصة من وكالات مكافحة المنشطات في العالم، وبالتحديد من وادا الى طالبتها بحظر شامل على مشاركة رياضيي روسيا في الالعاب الاولمبية.
وطلبت وادا من ماكلارين اجراء تحقيقاته واعداد تقريره بعد اتهامات اطلقها المدير السابق للوكالة الروسية لمكافحة المنشطات غريغوري رودتشنكوف حول تنشط منظم في روسيا.
ووكان رودتشنكوف كشف في مايو الماضي ان العشرات من الرياضيين الروس، منهم 15 حصلوا على ميداليات اولمبية، استفادوا من نظام تنشط نظمته واشرفت عليه روسيا واجهزة مخابراتها في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي مطلع 2014.
وأبرز ما خلص اليه ماكلارين في تقريره ان نظام المنشطات كان تحت اشراف وتنظيم وزارة الرياضة الروسية مع "مشاركة ومساعدة فعالة" لجهاز الاستخبارات الروسية ومجلس الامن الاتحادي الروسي.
كما اكد ان عينات ايجابية لفحوصات المنشطات تتعلق ببطولة العالم لالعاب القوى التي اجريت في موسكو عام 2013 قد تم استبدالها قبل وصولها الى الاتحاد الدولي لفحصها.
وكتب ماكلارين في هذا الصدد "في نهاية بطولة العالم بموسكو، فان مختبر (موسكو) استبدل عينات ايجابية للبول قبل ان يتم ارسالها الى مختبر آخر" حسب تعليمات الاتحاد الدولي لالعاب القوى.
وتابع "ان مختبر موسكو قام بحماية عدائي روسيا الذين تناولوا المنشطات ضمن نظام ممنهج من قبل الدولة"، مضيفا "عمد مختبر روسيا الى اعتماد مقاربة لافتة تهدف لتطهير عينات الرياضيين، ما يسمح لهم بالمشاركة في البطولات دون شك او ريبة".
خطوات روسية خجولة
وفي حين كانت اللجنة الاولمبية الدولية قررت منع وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو المشتبه الرئيسي ببرنامج التلاعب بنظام المنشطات في بلاده من حضور الالعاب الاولمبية، فان الخطوات التي قامت بها روسيا بعد الكشف عن تقرير ماكلارين كانت خجولة جدا حتى الان.
واتهم ماكلارين في تقريره موتكو ونائبه يوري ناغورنيخ بأنهما من العناصر الاساسية الفاعلة في نظام التنشيط الممنهج الذي طبق في روسيا منذ 2011 وطال 30 لعبة على رأسها العاب القوى.
وبعد ان تعهد الكرملين بايقاف جميع المتورطين الذين وردت اسماؤهم في التقرير، كانت البداية بناغورنيخ الذي اعتبر أنه الرجل الذي ادار برنامج الغش والتلاعب بنظام المنشطات، ثم اعلن موتكو نفسه ايقاف مساعدته ناتاليا جيلانوفا، وثلاثة من كبار المسؤولين هم آفاق اباليان وايرينا روديونوفا ونائب رئيس مختبر موسكو لمكافحة المنشطات يوري شيزوف مؤقتا.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الجمعة اللجنة الاولمبية الروسية بانشاء لجنة لمكافحة المنشطات تتضمن اختصاصيين محليين ودوليين لمحاولة تلميع صورة البلاد، مؤكدا ان "المنشطات لا مكان لها في عالم الرياضة".
انوك اول الداعمين
وكان اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية (انوك) أول الداعمين لقرار اللجنة الاولمبية الدولية.
وقال رئيس انوك الشيخ احمد الفهد الصباح في بيان له "ان انوك تعلن دعمها الكامل للقرار الذي اتخذته اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية".
وتابع "ان المزاعم الواردة في تقرير ماكلارين مروعة وتهدد بشكل مباشر نزاهة الرياضة، ولكن معاقبة الفريق الروسي بأكمله سيظلم العديد من الرياضيين النظيفين".
واضاف "تشيد انوك بقرار منح الاتحادات الرياضية الدولية مسؤولية ضمان نظافة مسابقاتها في ريو 2016".