وظيفتي «ربة منزل»

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٣٧ م
وظيفتي «ربة منزل»

لميس ضيف
من الشائع أن تسمع الموظف، وإحداهن تهم بفتح حساب في البنك أو تعبئة استمارة رسمية، وهو يسألها عن «وظيفتها» فما أن تخبره بأنها «في البيت» حتى يسارع بالإشارة لمربع صغير يجلس على استحياء في نهاية السطر مكتوب عليه «لا أعمل» مخصص للعاطلين وربات البيوت في العادة!

وعندما يتم التعارف، حتى في التجمعات النسائية، تسمع كثيرا أن واحدة تسأل أخرى بعنجهية «تشتغلين لو قاعدة في البيت؟». فربة البيت في التعريف السائد بلا عمل. شأنها شأن الكُسالى والعاطلين! وهي طامة تنم عن جهل مركب.

فربة البيت تعمل. بل وتعمل كثيرا. وتعمل أكثر مما يجب.
تعمل بلا أوقات دوام رسمية، ولا إجازة أسبوعية ولا حتى سنوية، وبلا راتب مخصص لها ولا حوافز ولا زيادات سنوية!
ولا تحصل حتى على إجازة أمومة إن أنجبت طفلا إضافيا!
في العادة يُسأل «الموظف» عن مهنته أو تخصصه فيسوق للسائل جوابا محددا: فهو معلم، مهندس أو حرفي. أما ربة المنزل «المتبطلة» فلديها قائمة وظائف قابلة للزيادة: فهي سائقة، ومدرسة، وطباخة، ومديرة مشتريات، وأخصائية نفسية، ومديرة علاقات عامة وعليها – سيما إن كانت أما لمراهقين – أن تلعب دور الشرطي والمحقق أيضا!
وإن كان البعض يظن أن وجود خادمة/‏ أو عدة خادمات في البيت يقلل من جهد المرأة في إدارة المنزل فهو واهم. فوجود عاملات المنزل – وإن كان يرفع جزءا من الضغط الجسدي على المرأة – إلا أنه يصنع ضغوطا نفسية ويزيد عدد من على ربة الأسرة متابعتهم ورعايتهم.
في دول الغرب، تلك المجتمعات والأنظمة التي تبلورت رؤيتها لنفسها وللحياة، تعد الزوجة غير العاملة شريكة في كل «فلس» يجنيه الزوج خلال فترة زواجهما. وتتقاسم معه مدخراته إن دقت ساعة الفراق. ولم ينص القانون على ذلك نكاية في الرجل ولا تدليلا للمرأة بل لوجود قناعة راسخة عندهم بأن الرجل لم يكن ليحقق ما حققه، ولم يكن ليكون الثروة التي كونها، لولا وجود امرأة تدير منزله وتوفر له الدعم النفسي والعملي.
أعتقد أن ما نريد قوله لربات البيوت قبل غيرهن: أرفعن رؤوسكن، لستن عاطلات ودوركن لا يقل رقيا عن سواكن.. تشغلون أصعب وظيفة في العالم.. وبطيب خاطر وعطاء لا يوصف.