اسـتـنـسـاخ ديناصورات

مزاج الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٣١ م

لورا جيجل - ترجمة: أحمد بدوي

على الرغم من أن الباحثين لم يتمكنوا حتى الآن من الحصول على الحمض النووي للديناصورات، وهو لازم أساسي لعملية الاستنساخ، إلا أنهم عثروا على أجزاء حمض نووي غامض في عظم ديناصور، ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان هذا الحمض يعود إلى الديناصور نفسه أو إلى شكل آخر من أشكال الحياة التي خالطته ميكروبات أو حيوانات أو حتى علماء الحفريات الذين عملوا مع هذه الحفريات في السابق.

تقول ماري شفايتزر عالمة الطبيعيات الجزيئية في جامعة ولاية نورث كارولينا، في حديثها إلى لايف ساينس: لقد عثرنا على الحمض النووي في عظم ديناصور ولكنه لم يكن متسلسلا ومن ثم لم نتمكن من استعادته.
وأضافت: ليس من المستغرب أن تحتوي بقايا ديناصور على الحمض النووي، فالعظام تتكون جزئيا من معدن يسمى هيدروكسيباتيت يشبه للغاية بعض الجزيئات الحيوية بما في ذلك الحمض النووي.
وغالبا ما يستخدم الباحثون الهيدروكسيباتيت لتنقية وتركيز الحمض النووي في المختبر.
والسؤال المهم: ما هي مدة بقاء الحمض النووي على قيد الحياة؟ الواقع أن الحمض النووي للكائن الحي يبدأ في التحلل بعد لحظات من وفاته، ذلك لأن الأنزيمات (من الميكروبات في التربة وخلايا الجسم وخلايا الأمعاء) تقوم بتحليل الحمض النووي، إلى جانب الأشعة فوق البنفسجية.
ويقول بيث شابيرو الأستاذ المشارك في قسم علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة كاليفورنيا أن الأكسجين والماء أيضا يمكن أن يغير كيميائية الحمض النووي، ما يتسبب في تكسر خيوطه وفي نهاية المطاف لن يبق منه شيء.
وأوضح شابيرو، أن أقدم حمض نووي تم الحصول عليه يعود إلى حصان يرجع عمره إلى 700 ألف سنة ومع ذلك فإنه من غير الواضح طول المدة التي يمكن أن يمكثها الحمض النووي على قيد الحياة.
ويقول بعض العلماء أن الحمض النووي يمكنه البقاء لملايين السنين، ولكن بالتأكيد ليس أكثر من 5 أو 6 ملايين سنة، وهي مدة قصيرة مقارنة بالحديث عن 65 مليون سنة عندما تسبب اصطدام كويكب بالأرض في قتل الديناصورات اللاطيرية.
وإذا افترضنا جدلا أن الباحثين عثروا على التسلسل الكامل للحمض النووي للديناصورات، ما يعني الجينوم بأكمله، بما في ذلك ما يسمى الحمض النووي غير المرغوب فيه والحمض النووي الفيروسي المدمج في الشفرة الوراثية للديناصور، تقول شفايتزر إن هذا الحمض النووي الفيروسي يمكن أن يكون مشكلة، لا سيما إذا أصاب نباتات أو حيوانات حديثة.
والخطوة التالية ستكون العثور على كائن مضيف للمساعدة في استنساخ الديناصور، ومن المرجح أن يكون نوعا من الطيور، وإذا افترضنا أن الأم المضيفة ستكون قادرة بصورة أو بأخرى على ولادة هذا المخلوق، فالنسل الناتج سيكون نصفه طائر ونصفه ديناصور، فهل يمكن لمثل هذا المخلوق البقاء على قيد الحياة في ظل المناخ السائد اليوم؟ لقد عاشت جيناته وبروتيناته في عالم مختلف تماما، كما أن محتوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كان مختلفا وكذا محتوى الأكسجين ودرجات الحرارة، وعلاوة على ذلك فالإنزيمات الهاضمة لدى الكائن الجديد ربما لا تعمل مع الحيوانات والنباتات الحديثة ولن يكون لديها ذلك النوع من الميكروبات الذي سيحتاجه على الأرجح لهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
ناهيك عن أن الكائن الجديد سيكون بحاجة إلى تجمع من جنسه للبقاء على قيد الحياة.

لايف ساينس