البيماني: 23 يوليو انطلاقة حقيقية للسلطنة لبناء دولة عصرية

بلادنا الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٢٤ م
البيماني: 23 يوليو انطلاقة حقيقية للسلطنة لبناء دولة عصرية

مسقط -
الثالث والعشرون من يوليو يوم استثنائي بكل المقاييس لكل عماني تفيَّأ ظلال عُمان الخير، وهو يوم استثنائي لكل من افترش أرضها والتحف سماءها، ونَعِم بخيرها، وركب بحرها وصعد جبالها وخاض وهادها.

وبمناسبة هذه الذكرى الغالية على قلوب جميع العمانيين قال رئيس جامعة السلطان قابوس سعادة د. علي بن سعود البيماني: نرفع خالص التهاني والتبريكات مقرونة بالأمنيات الصادقة للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بمناسبة يوم النهضة العمانية المباركة الثالث والعشرين من يوليو المجيد. ويعد هذا اليوم علامة فارقة وانطلاقة حقيقية للسلطنة لبناء دولة عصرية تواكب جميع الطموحات التنموية. ونهنِّئ أيضا الشعب العماني بالقائد الذي أمّن مستقبل عمان بتشجيع العلم والمعرفة. وقد أشعرنا بالفخر والاعتزاز بعد عشر سنوات من تسلمه زمام الحكم حينما رأيناه يعلن عن ولادة منارة العلم والمعرفة «جامعة السلطان قابوس».

وأضاف سعادته قائلا: إن الجامعة منذ افتتاحها استقبلت أكثر من سبعين ألف طالب وطالبة، وخرّجت أكثر من 46 ألفًا من الذكور والإناث في التخصصات المختلفة التي تخدم كل القطاعات الوظيفية، فيما سيبلغ عدد من تحتضنهم من الطلبة مع الفوج الجديد لهذا العام ما يقارب 18 ألف طالب وطالبة. وتعتمد الجامعة أساسًا علميًّا قويًّا تقوده وتوجهه حكمة جلالة السلطان المعظم وفكره المستنير ورؤيته الواضحة المتكاملة.

نقطة تحول

وقال مستشار رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. طاهر بن عبد الرحمن باعمر: يعد الثالث والعشرين من يوليو 1970م نقطة تحول في التاريخ العُماني المعاصر، نقطة انطلاق لنهضة علمية وصحية واقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة عايشها المواطن العُماني والمقيم على هذه الأرض الطيبة التي لا تنبت إلا الطيب. فُتحت المدارس والمعاهد والكليات والجامعات بعد أن كانت 3 مدارس ابتدائية قبل عام 1970 في كلٍّ من مسقط ومطرح وصلالة، وكانت مقصورة على الذكور فقط. وقد تجاوز عدد المدارس اليوم الألف مدرسة يدرس بها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، وأكثر من 50 مؤسسة للتعليم العالي يدرس بها عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات.

يوم محفور في الذاكرة

تحمل صفحات ذاكرة المكرمة د. سعاد بنت بن محمد اللواتية، مديرة مركز الإرشاد الطلابي ونائبة رئيس مجلس الدولة، العديد من الذكريات فهناك ذكرى يوم لا يمكن نسيانه وتخبرنا عنه قائلة: يوم الثالث والعشرين من يوليو 1970، يوم محفور في الذاكرة، أقبل فيه والدي فرحًا تعلو الابتسامة على وجهه وتظهر البهجة عليه بشكل لا يوصف أحسستها من حنانه العارم عليّ، ليشرح لي فيه، بما يناسب عمري آنذاك، كيف أن السلطنة ستتغير وبأسرع وقت ممكن، وأن الأيام الشاقة والعسيرة قد ولّت وستنتهي قريبا، وأن عهدًا جديدًا مشرقًا سيبدأ بتولي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - مقاليد الحكم، وأن النهضة الحديثة في جميع مجالاتها ستنتشر في جميع أرجاء عمان.

فرصة لشحذ الهمم

يستعيد عميد البحث العلمي، د. يحيى بن منصور الوهيبي ذكريات مشاركته في أوبريت صوت النهضة قائلا: شاركت في الثالث والعشرين من يوليو في أوبريت صوت النهضة وهو من أهم الأعمال الوطنية التي أقيمت في الثمانينيات من القرن الفائت. ولنا الحق أن نفخر ونفاخر العالم بسيدي صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي أقام منجزات امتدَّ ألقها إلى خارج حدود الوطن. وها هي بلادنا اليوم ينظر إليها الجميع على أنها تجربة فريدة ثبت نجاحها، وأنموذج متميز يحتذى به في النهضة الحضارية والتطور والحداثة المدنية. وأدعو جميع أبناء السلطنة أن يجعلوا من هذه الذكرى فرصة لشحذ هممهم، والشَّد على السواعد لتحقيق الآمال وتحمل المسؤولية بكل إخلاص ووعي.

علامة بارزة لنهضة ساطعة

وقال عميد كلية الهندسة البروفيسور عبدالله بن حمد البادي: يعد هذا اليوم علامة بارزة لنهضة عمان الساطعة ملامحها في الإنجازات المحققة على مختلف الأصعدة التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، وأهمها الاهتمام بتنمية المواطن أينما كان. وقد انطلقت السلطنة منذ ذلك اليوم المجيد تشيد نهضتها الحديثة من واقعها التاريخي ومتطلبات حاضرها ومستقبلها، محافظة على تقاليدها المنبثقة من تعاليم الدين الإسلامي وتراثها الأصيل. وما كان هذا الإنجاز الكبير مصادفة، وإنما كان ثمرة رؤية شاملة وتخطيط دقيق وقيادة كرست نفسها لخدمة أبناء هذا الوطن. ونرفع إلى المقام السامي جلالة السلطان قابوس بن سعيد أسمى آيات التهاني وأطيب عبارات الأماني، سائلين الله العزيز أن يحفظ جلالته وأن يمده بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد.

أحداث سعيدة

ولدى عميد شؤون الطلبة في الجامعة د.يوسف بن سالم البادي العديد من الذكريات الجميلة مع هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا ويخبرنا عنها قائلا: لي مع هذا التاريخ ذكريات كثيرة، ومناسبات غالية توَّجها هذا التاريخ بهاء وجلاء، وأذكر خصوصًا الثالث والعشرين من يوليو عام 2000، وكان هو الشهر الذي انتقلت فيه من مقاعد الدراسة الجامعية إلى مجال العمل الأكاديمي الجامعي كمعيد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية (كلية التجارة والاقتصاد آنذاك)، ليتغير مع تلك الذكرى قاموس حياتي ولأبدأ مشوار رد الجميل لهذا الوطن.
وأضاف: اليوم، ونحن نعيش الذكرى الجميلة نفسها، يتجلّى ذلك المشهد في نفسي فرحًا وهو يحمل ذكريات بدايات عملي الأكاديمي بجامعة السلطان قابوس، والذي ما زلت إلى اليوم أعيش جميع تفاصيله بعطاء أحرص على ألا ينقطع ولا يخفت، حبًّا في هذا الوطن الغالي، وردًّا لقليل من جميله عليّ.

رؤية عصرية

أما المكرمة د.ريا بنت سالم المنذرية، أستاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية وعضوة مجلس الدولة، فقالت: يمثل يوم الثالث والعشرين من يوليو المجيد انطلاقة الرؤية العصرية الحديثة لمسيرة التنمية التي أرسى دعائمها سلطاننا المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - فكانت إشراقة الفجر الجديد على عُمان الغالية وأهلها الذين لبوا نداء الواجب مغلّبين مصلحة الوطن على كل شيء، معاهدينه وجلالته على المضيّ قدمًا في سبيل تحقيق ما رُسم من أهداف وطموحات. فأصبح هذا اليوم رمزًا خالدًا في نفوسنا جميعا كعمانيين، ارتبطت تفاصيله بإنجازات راقية لطالما انتظر أبناء السلطنة رؤيتها واقعًا ملموسًا فكان لهم ذلك.

إنجازات تنموية

تحتفل د.ميمونة بنت درويش الزدجالية، أستاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية، بهذه الذكرى العزيزة على قلوب جميع المواطنين من خلال وجودها في قلب محافظة ظفار. وتقول: مع احتفال السلطنة بذكرى الثالث والعشرين من شهر يوليو يوم النهضة المباركة، أقف إجلالا لما تحقق على هذه الأرض الطيبة من إنجازات تنموية شيدتها السواعد العمانية، وأرست دعائمها بفضل التوجيهات الكريمة من لدن مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لتبني صرح دولة عصرية وعد بها عند توليه مقاليد الحكم، ثم جاءت الإنجازات معبرة عن فكر جلالته السامي، وملبية لطموحات المواطن العماني، ومحققة التواصل مع مراحل الازدهار العماني عبر التاريخ من أجل الإنسان العماني.

ثمار النهضة

د.علي بن سعيد الريامي، أستاذ مساعد بقسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية تحدث عن المناسبة الغالية بالقول: من عاصر وأدرك أحداث ما قبل الثالث والعشرين من يوليو من العام 1970م، ثم كتب له معايشة الأحداث التي تلت، يعي جيدًا حجم التحولات التي حدثت وطالت مختلف أوجه الحياة، ويعي جيدًا حجم العمل والتضحيات، وربما جيل السبعينيات كان أول من جرب قطف ثمار النهضة وكنت واحدًا من هذا الجيل.
وأضاف: في الثالث والعشرين من يوليو عام 2013م، كتب لي مناقشة رسالة الدكتوراه، فكان ذلك بحق بمنزلة ولادة جديدة لي، وحدثًا مميزًا في حياتي ومستقبلي المهني، وكانت سعادتي أكبر بتزامن الحدث مع يوم النهضة.

الأستاذة نجاة بنت صالح الكلبانية مدرس لغة أول بمركز الدراسات التحضيرية في الهيئة التدريسية للغات في الجامعة، تقول: الثالث والعشرون من يوليو هو يوم مفصلي في تاريخ بلادنا، وهو تاريخُ صنع عُمانَ العصرِ الحديث، تاريخٌ يذكرنا ببلادنا أينما كنا ويعيدنا إليها بكل فخرٍ وشموخٍ واعتزاز واعترافٍ بنعمةٍ ما بعدها نعمة: نعمة الوطن.