مسقط - حمدي عيسى عبد الله
أكد المدير التنفيذي ورئيس اللجنة المنظمة لإنترناشونال ترافل ويك أندي بوكانان أن الأصول السياحية في السلطنة تستند على الطبيعة الخلابة، التنشئة، التراث والشعب الطيب وهذا بحد ذاته يتوافق مع نموذج السياحة المسؤولة، وكل العوامل المذكورة تضع السلطنة في مكانة رائدة على الساحة الدولية كوجهة متميزة في السياحة المسؤولة موضحاً أن السياحة الحلال واحدة من القطاعات المتسارعة التطور على الصعيد الدولي، وباستثناء الحج والعمرة، من المقرر أن يصل حجم سوق السياحة الحلال العالمي إلى 238 بليون دولار بحلول العام 2019، بحيث تشكل 12 إلى 14 % من إجمالي الإنفاق السياحي العالمي. جاء ذلك في حوار خاص للشبيبة أكد فيه أيضاً أن استراتيجية السياحة العُمانية 2040 ستكون مركزة ومحددة لكل محافظة من أجل تعزيز «السياحة المسؤولة» معتمدة على تعزيز الفنادق الجديدة، والمناظر الطبيعية الساحرة وتنمية التراث.
يزيد من معدل الإنفاق
عن مفهوم السياحة الحلال قال أندي بوكانان: «مفهوم السياحة الحلال يشير إلى توفير متطلبات السفر للسياح المسلمين الذين يسعون في الغالب إلى بيئة صديقة للأسر، وتعد منظمة الدول الإسلامية أحد أهم الأسواق المصدرة للسياحة الحلال. وكذلك بعض الأسواق ذات الطابع الغير إسلامي جنباً إلى جنب مع النمو السريع للسكان المسلمين المقيمين في أوروبا، أمريكا الشمالية، الصين والهند. من جانب آخر رأينا مؤخراً أن سياح السفر الحلال يحبذون البقاء فترات أطوال في مناطق الجذب السياحي الحلال، وهذا بدوره يزيد من معدل الإنفاق مقارنةً بمقاصد أخرى. ولهذه الأسباب عملت الماركات السياحية في دول العالم على تكييف خدماتها لتكون مناسبة لاحتياجات الضيوف المسلمين. وسوف تدشن إنترناشونال ترافل ويك في أبوظبي في الفترة ما بين 21-25 نوفمبر 2016 أكبر تجمع للمشترين في العالم مع تقديم البرامج الشاملة والمتضمنة قائمة من الاجتماعات التي من شأنها أن تعزز من فرص التواصل فضلاً عن الحلقات الدراسية المحددة والتجارب المبتكرة. كما سيقام أثناء هذه المناسبة حفل مصمم لتوزيع الجوائز للإنجازات البارزة في المشهد الدولي للسياحة الحلال، العلاجية وسياحة التسوق.
توسعة صناعة الحلال
أندي بوكانان أضاف قائلاً: «لم يعد يقتصر سوق الحلال العالمي والذي يضم 1.8 بليون مسلم على المنتجات الغذائية فحسب، وإنما توسعت صناعة الحلال إلى مجالات متنوعة بما في ذلك الأدوية، مستحضرات التجميل، المواد الصحية ومستلزمات الأجهزة الطبية، إضافة إلى مكونات قطاع الخدمات ومنها اللوجستية، التسوق، وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، التعبئة، التغليف والتمويل.
تتحسن تدريجياً
وعن واقع السياحة الحلال في الخليج عموماً قال أندي بوكانان: بلغ حجم الإنفاق السياحي الإسلامي في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط 52 بليون دولار لعامين 2015 و 2016 ويقول الخبراء المحليين بأن سياحة الحلال في دول الخليج تتحسن تدريجياً كما إن خطة تطوير الفنادق يجب أن تتماشى مع استراتيجية تنمية هذا القطاع. ولا بد أن نضع في عين الاعتبار إن التنوع الثقافي الفريد من نوعه في المنطقة هو أحد العوامل التحفيزية لمستقبل سياحة حلال مزدهر. والسلطنة تستطيع أن تبني مزيد المرافق السياحية الشاملة التي تعود بفوائد كبيرة وتنوع مصادر الدخل، مع إطلاق برامج وباقات سفر مبتكرة والتعريف بما تزخر به السلطنة من سياحة واعدة تناسب الضيوف المسلمين على اختلاف جنسياتهم.
حضور كبير للهيئات السياحية
وعن الجهود المبذولة لتطوير السياحة الحلال وتوسيع نطاقها قال أندي بوكانان: «إن القمة العالمية للسياحة الحلال تتيح للعارضين والزوار أقصى حد ممكن من العائدات التجارية، وفي ذات السياق سيستفيد المشاركين في القمة مما سوف يتم إنشاؤه اليوم وذلك بالتوازي مع استضافت أكبر برنامج للمشترين في العالم، وأتوقع أيضاً بأن نسخة 2016 ستحظى بحضور كبير للهيئات السياحية، أصحاب المصالح ورجال الأعمال سعياً منهم لبناء مستقبل السياحة الحلال على نحوٍ غير مسبوق. وعلى ما يبدو أن دول الخليج تسعى إلى تنويع مصادر دخلها رغم انخفاض أسعار النفط وتقليل الاعتماد على عوائد الطاقة، في هذا الإطار ستلعب السياحة الحلال دوراً حيوياً في السنوات المقبلة.