مسقط – حنان العمدوني
تبدأ أولى ثمرات البرنامج الجديد "جليسة عمانية" الذي تنفذه وزارة التنمية الاجتماعية بتخريج 28 مشرفة كأول دفعة من المشرفات العاملات بمؤسسات تنشئة الطفل ويتوزعن على ثلاث اختصاصات 21 منهن لدور الحضانة و3 لأركان الاطفال و4 لبيوت نمو الطفل.
خضعت المشرفات لتدريب مكثف بمعهد التعلم مدى الحياة التابع لجامعة نزوى تحت اشراف المديرية العامة لتنمية الأسرة ودائرة شؤون الطفل وقسم مؤسسات تنشئة الطفل، وستمنح المشرفة عند التخريج شهادة تخصصية في الطفولة المبكرة. وكان البرنامج قد انطلق في الاول من نوفمبر الفائت وامتد ليتواصل إلى غاية 21 يناير الجاري.
وقال مدير عام التنمية الأسرية د. يحيى الهنائي لـ "الشبيبة" إن هذا البرنامج تم العمل عليه منذ فترة طويلة للحد من انتشار ظاهرة الحضانات غير المرخصة ومن أجل حماية وسلامة الطفل في مرحلة التنشئة، مؤكدا أن مرحلة الطفولة المبكرة من أهم وأكثر المراحل تأثيراً في مستقبل الفرد والمجتمع، ويجمع المفكرون التربويون على أنها مرحلة تكوينية يتم فيها بناء ملامح الشخصية السوية وكذلك اكتساب العادات التفاعلية المتصفة بالثبات في البيئة الاجتماعية والطبيعية وفيها يحتاج الطفل إلى توفير بيئة آمنة لرعاية الطفل في هذه المرحلة وتوفير بيئة اجتماعية تضمن عوامل التربية الرشيدة التي تساعد على إنماء شخصيته وتكوينها، خصوصاً أنها تحقق أهدافاً أخرى متعلقة بتمكين المرأة من الناحية الاقتصادية وإيجاد مصدر دخل لفتيات يبحثن عن عمل، وكذلك يعطي المرأة العاملة استقرارا مهنيا باعتبارها مطمئنة على طفلها.
مفهوم جديد
وأضاف الهنائي أن إيصال خدمة الجلساء لمن يحتاج إليها في منزله بين أهله وذويه أحد المفاهيم الجديدة التي تسعى الوزارة إلى تنفيذها وتقديمها للمواطن وفق إجراءات واضحة، فالمجتمعات المحلية في يومنا هذا بحاجة الى جليسات عمانيات يجالسن أطفالنا عند الحاجة اليهم، بدلاً من الاعتماد على العاملات الوافدات.
تهدف الرعاية المنزلية بشكل عام إلى تقديم خدمات الرعاية المنزلية الآمنة وفق آليات وشروط معينة، لكل من الأطفال بحيث تكون هذه الخدمات ذات جودة عالية. ومن إيجابيات هذا البرنامج أن وجود الجليسة عمانية يسهم في تنشئة الطفل على العادات والقيم العمانية الأصيلة.
وعن أهداف برنامج جليسي الاطفال قال: أهم الاهداف هي توفير البيئة الامنة والمناسبة لرعاية الطفل وترسيخ القيم والعادات الايجابية وتقديم الرعاية المنزلية للأطفال وتحقيق الاستقرار الصحي والنفسي والاجتماعي للأطفال والتقليل من المخاطر الناجمة عن القوى العاملة الوافدة ومساعدة المرأة العمانية للانخراط في سوق العمل من خلال تدريبها وتأهيلها للتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي والمهني واستقرار المرأة العاملة التي لديها أطفال في سن الحضانة.
شروط الخدمة
وعن شروط تقديم خدمة جليس للأطفال أشار الهنائي إلى وجوب إبرام عقد عمل بين الجليس أو الجليسة والأسرة المستفيدة من الخدمة يحدد فيه المقابل المالي وعدد ساعات العمل وأي شروط يتفق عليها الطرفان وفقاً لأحكام قانون العمل والالتزام بفترة العمل وتقديم خدمات الرعاية للطفل والتواصل مع الأسرة في الحالات الطارئة التي قد تطرأ على الطفل وتوفير المكان المناسب (غرفة خاصة) وتوفير المستلزمات المناسبة لعمر الطفل وتوفير الغذاء المناسب لعمر الطفل وتوجيه الجليس أو الجليسة بأوقات تناول الوجبات وكيفية تناول الغذاء.
وعلى الوالدين أو الأسرة توجيه الجليسة أو الجليس بالمعلومات الكافية عن الطفل التي تتعلق بسلوكه واهتماماته وتغذيته ليسهل على الجليس أو الجليسة التعامل معه، وإذا كان الطفل يعاني من أي مشكلة صحية فعلى الوالدين أو الأسرة توفير المعلومات الكافية للجليس عن حالته الصحية، وطريقة إعطاء العلاج ومواعيده، وما هي الحالات الطارئة التي من الممكن أن تحدث معه وكيفية التعامل معها وطبعا النظافة الشخصية.
أما إذا كانت خدمات الرعاية والعناية المنزلية بمقر منزل جليسة الطفل فيجب ان يتم توفير المكان المناسب للطفل وتوفير المستلزمات المناسبة للطفل وتوفير الغذاء المناسب وأيضا العناية بالنظافة الشخصية.
ومن الشروط التي يجب أن تتوفر في مهنة الجليسة ان تكون عمانية الجنسية وان تكون حاصلة على مؤهل علمي لا يقل عن شهادة الدبلوم العام، ويجوز الاستثناء من هذا الشرط لمن تتوفر لديهم الخبرة في هذا المجال بموافقة الوكيل وألا يقل العمر عن عشرين سنة ميلادية ولا تزيد على ستين سنة وأن تكون حاصلة على دورة تدريبية في ذات المجال وأن تتمتع بالأخلاق الحميدة، وحسن التصرف في التعامل مع الاخرين. ويجب كذلك تقديم شهادة طبية من المؤسسات الصحية الحكومية تفيد بخلو من الأمراض المعدية وشهادة حسن السيرة ولسلوك من الجهة المعنية وأن تكون حاصلة على بطاقة جليس من خلال التدريب الذي توفره الوزراة ضمن برنامج جليسي الأطفال.
حملة إعلامية
وفي إطار الحملة الإعلامية للمشروع يتم العمل على تهيئة المجتمع العماني لتقبل فكرة المشروع بخاصة أنه مجتمع محافظ كما أن الجليس أو الجليسة سيكون عماني الجنسية، ويكون ذلك من خلال الحملات الإعلامية والتعريفية بالمشروع وأهدافه والتي يمكن أن يشارك فيها أئمة المساجد، والإذاعة والتلفزيون والصحف اليومية والمواقع الإلكترونية إضافة إلى المدارس الثانوية والجامعات والكليات الخاصة.
وتؤكد الجهات المعنية أهمية تكثيف الحملة الإعلامية التي من شأنها أن تزيد وعي وإدراك المتدربين بالفئة التي يتعاملون معها والأطفال وحقوقهم في إطار المواثيق العالمية بشكل عام والمجتمع العماني والدين الإسلامي الحنيف بشكل خاص، والمشكلات التي يعاني منها الأطفال بالتطبيق على المجتمع العماني وأساليب التنشئة الاجتماعية للأطفال ضمن الثقافة العمانية واتباع نماذج وأساليب التدخل المهني المختلفة لمساعدة هذه الفئة على إشباع احتياجاتها والاستفادة من الموارد البيئية المتاحة.
وتتوقع الوزارة الخروج بإيجابيات عديدة من هذا المشروع من أبرزها أن وجود الجليس عماني أو الجليسة عمانية يسهم في تنشئة الطفل على العادات والقيم العمانية الأصيلة. وبإمكان الجليسة العمانية المشاركة في المناسبات الخاصة التي تتعلق بالأسرة باعتبارها أحد أفراد العائلة، والاطمئنان من جانب الأسرة على وجود طفل لدى الجليس أو الجليسة العمانية وتجنب الآثار السلبية لرعاية الطفل من قبل العاملة الأجنبية.