المركز الوطني الميداني للبيئة يطلق مبادرة الأودية الخضراء في السلطنة

مزاج الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ١٦:٠٠ م

مسقط - العمانية

أطلق المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني باعتباره مركز بحوث علمية في الجانب البيئي بالسلطنة مبادرة وطنية بيئية بعنوان " مبادرة الأودية الخضراء بالسلطنة " التي تأتي ضمن احتفالات السلطنة باليوم العالمي لمكافحة التصحر بمشاركة واسعة من مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات الأكاديمية والبحثية ومؤسسات المجتمع المدني والمحلي. وتهدف المبادرة إلى إنقاذ مختلف الأودية في السلطنة من ظاهرة التصحر من خلال إعادة التوازن الطبيعي والبيئي لها بأشجار برية محلية عمانية محققة بذلك أهدافاً بيئية وسياحية وتوعوية واقتصادية واجتماعية ورياضية. وستنفذ المرحلة الأولى من هذه المبادرة في وادي منطقة الأنصب بولاية بوشر بمحافظة مسقط كبداية لانطلاقتها بمشاركة أبناء ولاية بوشر في معسكر عمل تشارك فيه مختلف الجهات ، حيث سيتم إعادة التوازن الطبيعي والبيئي لهذا الوادي من خلال أشجار برية محلية كالسدر والسمر والغاف والشوع وغيرها من الأشجار على إحدى المسارات القريبة من الوادي ، مستفيدين من المياه السطحية المتجمعة على ضفاف الوادي لسقي هذه الأشجار في المرحلة الأولى لتركها بعد ذلك تنمو طبيعيًا في بيئتها المحلية. وأكد الدكتور سيف بن راشد الشقصي المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني على أن تبني المركز الوطني لهذه المبادرة البيئية الوطنية لكونه من المراكز البحثية العلمية في السلطنة المتخصصة في الجانب البيئي ،مشيرًا إلى أن المبادرة تأتي في إطار اهتمامه بالغطاء النباتي في السلطنة ، والعمل على الحفاظ على الأشجار البرية العمانية من التدهور والإنقراض. وأشار الشقصي إلى أن المبادرة تشكل إحدى نتائج الدراسات البحثية البيئية الميدانية التي قام بها المركز الوطني على الغطاء النباتي في السلطنة ، وتسعى الى إشراك مختلف الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والمجتمع المحلي في عمليات التخطيط والتنفيذ ، وهو ما نجح به المركز سابقا في دراساته وبحوثه البيئية الميدانية على الغطاء النباتي في منطقة الجبل الأخضر وجبل شمس ، ودراسة الانظمة البيئية للمياه العذبة في السلطنة . وأوضح الدكتور سيف الشقصي بأن السلطنة تتميز بوجود غطاء نباتي فريد بحكم موقعها الجغرافي المتميز ، حيث تم تسجيل ما يزيد على /1295/ نوعًا من النباتات في مختلف محافظات السلطنة ، منها حوالي / 136 / نوعًا أو فصيلة نباتية مهددة بخطر الانقراض والتدهور ، ويعزى ذلك لأسباب طبيعية كالتحولات المناخية والجفاف ونقص المياه والتصحر ، وأيضًا لأسباب بشرية كالاحتطاب الجائر والتلوث والتنمية وقيادة المركبات بطرق عشوائية على الغطاء النباتي والرعي الجائر ، مما أدى كل ذلك إلى تناقص رقعة الغطاء النباتي في السلطنة وتعرض بعض الأشجار البرية المحلية لخطر الإنقراض والتدهور. وأكد المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بأن هذه المبادرة الوطنية البيئية ستعمم على مختلف محافظات السلطنة ، حيث انها ستسهم في الحفاظ على الغطاء النباتي وتنميته ، والحفاظ على الأشجار البرية العمانية من الانقراض والتدهور ،وستعمل على إرجاع الأهمية البيئية والسياحية والاقتصادية للأودية في السلطنة إضافة إلى دعم التنوع الأحيائي بمختلف أشكاله وأنواعه ، وتساهم في التقليل من تلوث الهواء والاحتباس الحراري.