كل عام وأنتم بخير

مزاج الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ١٢:١٢ م

مسقط -
تحتفل السلطنة الحبيبة هذه الأيام بذكرى تحملُ الكثير من المعاني والقيم التي أسست لما نعيشه اليوم من استقرار وازدهار أياً كان المعيار الذي نستخدمه لقياس ذلك، فبمجرد إلقاء نظرة شاملة على العالم أجمع والشرق الأوسط منه على وجه التحديد خلال نصف القرن الفائت، سنجد كيف أن دولاً كبرى تراجعت وفق غالبية المؤشرات، بسبب النزاعات والحروب والإرهاب، وأخرى استطاعت أن تبني دولة قادرة على الصمود في وجه تيارات هائلة تستهدف استقرار المنطقة بالكامل. من هذه الدول تحديداً سلطنتنا الحبيبة عُمان.

ولعل العامل الأبرز في هذه الصيرورة التاريخية يعود إلى الإدارة الناجحة لهذه الدول، وقيادة سفينتها نحو بر الأمان وسط عواصف عاتية هبت على المنطقة وما تزال تستهدف تغيرها غالباً نحو الأسوأ. نحن لا نتحدث هنا بالسياسة على أهميتها، إلا أن المقصود تحديداً هو النجاح في الإدارة الذي لابد وأن يكون مدرسة للآخرين في كيفية بناء البيت الداخلي على أسس متينة ومستقرة وقابلة للبقاء والاستدامة في وجه التقلبات والاهتزازات بغض النظر عن نشأتها، ولعل سر النجاح لهذه الإدارة هو القدرة على الإنصات للآخرين على اختلاف آرائهم ومن ثم اتخاذ القرار الحكيم الذي يصب في مصلحة الغالبية العظمى، هذا الأسلوب الحكيم في الإدارة والذي اعتمده صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على مدى العقود الأربعة الفائتة استطاع أن يجنب عمان الكثير من المطبات التاريخية التي كان من الممكن أن تقع بها لولا هذه الحكمة التي أنتجت استقراراً في زمن الضياع والخراب والغليان الذي تعيشه المنطقة والعالم.
شكراً جلالة السلطان المفدى، وشكراً لشعب عمان الوفي، ودامت علينا عمان بهية مشرقة إلى أبد الأبدين.