فلسطين.. جدار الفصل العنصري يتمدد

الحدث الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ١٢:١١ م
فلسطين.. جدار الفصل العنصري يتمدد

القدس المحتلة - زكي خليل

أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن الشروع في بناء 42 كيلومترًا من جدار الفصل في المنطقة بين بلدة ترقوميا ومستوطنة ‹ميتار› المقامة جنوب الخليل.

وجاء هذا الإعلان بعد زيارة للمنطقة قام بها نتنياهو برفقة وزير جيش الاحتلال، أفيجدور ليبرمان، ووزير الأمن الداخلي، جلعاد إردان، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية التابعة للكنيست، آفي ديختر ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، جادي أيزنكوت.

وتعمل سلطات الاحتلال على إقامة جدار مجهز بوسائل مراقبة حديثة مكان جدار الفصل القديم الذي بنته قبل 10 أعوام، ومن المتوقع أن العمل على إقامة الجدار الجديد سيستمر سنة تقريبا، ويشرف على المشروع وزارة الأمن وجيش الاحتلال سويًا. وتزعم السلطات الإسرائيلية أن منطقة ترقوميا بشكل خاص وجنوب الخليل بشكل عام هي الثغرة الأمنية التي يتسلل منها الفلسطينيون إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بشكل غير قانوني، ومنها مر منفذو العمليات في الأراضي الإسرائيلية. وباتت سلطات الاحتلال تولي هذه المنطقة اهتمامًا خاصًا بعد أن أظهرت الإحصائيات أن أكبر عدد من منفذي العمليات خلال الهبة الشعبية الأخيرة، التي اندلعت في تشرين الأول العام الفائت، ينحدرون من هذه المنطقة، ومنهم من نفذ عمليات أوقعت عددًا من القتلى، وكان آخرها عملية مركز سارونا قرب وزارة الأمن. إذ تتهم سلطات الاحتلال منفذي العملية، وهم من بلدة يطا الواقعة جنوب الخليل، بالحصول على السلاح من البلدة والتسلل إلى إسرائيل من منطقة ترقوميا حتى بلدة شقيب السلام في النقب، ومن هناك انطلقا إلى تل أبيب حيث نفذا عمليتهما.

وفي هذا السياق؛ تفرض قوات الاحتلال عقابا جماعيا على سكان مدينة الخليل في الضفة الغربية منذ نهاية العام الفائت 2005م، حتى الآن من إغلاق مدن وقرى وبلدات المحافظة، عبر سد مداخلها بالمكعبات الإسمنتية والصخور والأتربة والبوابات الحديدية الموجودة، وإغلاق بعض الطرق الموصلة إلى الأراضي الزراعية، والتي تركزت معظمها على جنبات شارع الخليل -بيت لحم الالتفافي رقم « 60» وشارع الخليل- الظاهرية والشارع الموصل ما بين مدينة الخليل وقرى يطا الجنوبية « الالتفافي 317» مع زيادة وتشديد إغلاق المداخل والتي تراوحت ما بين مؤقتة وأخرى دائمة، حولها إلى سجن كبير، مما تسبب بمعاناة يومية لما يقارب مليون مواطن يتنقلون صباحا ومساء بين أرجاء المحافظة.

وقال جمال طلب العملة، مدير مركز أبحاث الأراضي، إن فريق البحث الميداني في المركز رصد «70» إغلاقا لمداخل القرى والبلدات والمخيمات في محافظة الخليل، ما بين إغلاق البوابات الحديدية التي وضعها الاحتلال سابقا على مداخل القرى والبلدات، وبين مكعبات إسمنتية جاهزة كانت قوات الجيش تجلبها إلى مكان الإغلاق، وأخرى عبارة عن سواتر ترابية وصخور تقوم جرافة عسكرية بتجريف المنطقة المجاورة للمدخل المراد إغلاقه ووضع الصخور والأتربة في المدخل لمنع وإعاقة حركة تنقل المواطنين، مضيفا أنه تم رصد إغلاق دائم ومستمر للمدخل الرئيس لمخيم الفوار، عبر إغلاق البوابة الحديدية على مدخل المخيم، كما لا يزال المدخل الشرقي لمدينة دورا - مثلث الفوار، مغلقا منذ ذاك التاريخ وببوابة حديدية. وأضاف، أن هذه الإغلاقات التي تم رصدها من بداية الهبة الجماهيرية حتى نهاية شهر فبراير 2016، زادت في مرحلة الحصار منذ مطلع شهر يوليو الجاري، لافتا إلى أنه تم رصد (39) إغلاقا بالصخور والأتربة في (8) مدن وقرى معظمها إغلاقات للمداخل والأخرى لطرق تربط أراضي المواطنين الزراعية بالشارع الرئيس في المنطقة، فيما تم رصد (12) إغلاقا بالمكعبات الإسمنتية الجاهزة التي جلبتها قوات الاحتلال إلى المكان المراد إغلاقه، كما تم رصد (11) بوابة حديدية، وإضافة 3 أبراج عسكرية وإقامة 5 حواجز عسكرية، كما رصدت (8) مواقع تشهد حواجز شبه دائمة لقوات الاحتلال، حيث يقوم جيش الاحتلال بنصب حواجز بشكل شبه يومي في هذه المواقع ويقوم بإيقاف مركبات المواطنين وإعاقة تحركاتهم والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية.
وأوضح العملة، أن الاحتلال يتذرع بوضع هذه الحواجز بحجة أمن المستوطنين، مشيرا إلى أن سياسة الاحتلال هذه متواصلة منذ انتفاضة الأقصى في العام 2000 فهي تقوم بإعاقة حركة المواطنين على الطرق، من خلال إغلاقها ووضع الحواجز العسكرية عليها أو من خلال منع المواطنين من شق طرق وإخطار وهدم ما يتم تأهيله أو شقه، موضحا أنه في العام 2015 وجه الاحتلال إخطارات لإزالة بعض الطرق في محافظة الخليل بحجة إقامتها دون ترخيص، منوها أن الإدارة المدنية الإسرائيلية وجهت إخطارات لست طرق خلال العام 2015 وبداية العام الجاري.