مسيرة تربوية تواكب المستجدات وتراعي احتياجات المجتمع

بلادنا الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ١١:٣٦ ص
مسيرة تربوية تواكب المستجدات وتراعي احتياجات المجتمع

مسقط -
تشهد السلطنة العديد من خطى التطوير الشامل في مختلف المجالات والميادين الحياتية، نتيجة للجهود المبذولة من قبل حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه-.

هذا التقرير يلقي الضوء على الجهود التي تحققت في قطاع التربية والتعليم في العام 2015م، من خلال التعاون الوطيد وتكاتف الجهود بين عناصر المجتمع كافة بقطاعاته المختلفة والقائمين على هذا القطاع.

ولعل ما يعطي دلالة واضحة على حجم الجهود المبذولة في هذا الجانب تحقيق الكثير من طلبة السلطنة مراكز متقدمة ومشرّفة في الفعاليات والمسابقات الدولية والإقليمية، حيث بلغ عدد الطلبة الذين حققوا تلك المراكز (61) طالبا وطالبة، منهم (38) طالبا وطالبة في المجالين العلمي والتقني، و(23) في المجالين الثقافي والأكاديمي، وذلك خلال العامين 2014 و2015م.

ملامح وإحصائيات

توضح الإحصائيات التالية مجالات التطور الكمي في مختلف أنواع التعليم المدرسي الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم: التعليم قبل المدرسي، والتعليم المدرسي الحكومي، والتعليم المستمر (محو الأمية وتعليم الكبار)، والتعليم الخاص.

أولا: التعليم قبل المدرسي:

تولي وزارة التربية والتعليم اهتماما كبيرا بالتعليم قبل المدرسي، وتعمل على رفع نسبة الالتحاق فيه من خلال تشجيع إسهام القطاع الخاص في توفير هذه الخدمة، حيث وصل معدل التحاق الأطفال الإجمالي في التعليم قبل المدرسي برياض الأطفال المختلفة في مسمياتها (53.6%) من إجمالي عدد السكان في عمر (4-5) سنوات وذلك للعام الدراسي 2014/‏‏2015م وبلغ معدل الالتحاق الصافي للأطفال في عمر (4-5) سنوات نسبة (40.6%).

صفوف التهيئة:

تم افتتاح هذه الصفوف في المدارس الحكومية للحلقة الأولى (1-4) من التعليم الأساسي الموجودة في المناطق البعيدة التي لا تتوافر فيها مدارس لرياض الأطفال، حيث ارتفع عدد صفوف التهيئة في العام الدراسي 2014/‏‏2015م على مستوى جميع محافظات السلطنة ليبلغ (99) فصلا دراسيا، تضم (2528) طفلا وطفلة، ويعمل بهذه الصفوف (71) معلمة بدرجة البكالوريوس و(126) متطوعة من حملة شهادة دبلوم التعليم العام بعد خضوعهن لبرنامج تأهيلي خاص برياض الأطفال.

مدارس تعليم القرآن الكريم الخاصة:

هي مدارس خاصة تستهدف التعليم قبل المدرسي، ويتم التركيز فيها على تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إضافة إلى بدايات القراءة والحساب، ويبلغ عددها في العام الدراسي 2014/‏‏2015م (83) مدرسة تضم (10431) طفلا، وتعمل بها (647) معلمة.

ثانيا: التعليم المدرسي الحكومي:

ينقسم التعليم المدرسي الحكومي إلى: التعليم الأساسي الذي يشمل الحلقة الأولى من (1-4)، والحلقة الثانية من (5-10)، والتعليم ما بعد الأساسي ويشمل الصفين (11-12)، والتعليم المستمر الذي يشمل محو الأمية وتعليم الكبار.

النمو في أعداد الطلبة (المدارس الحكومية):

ارتفعت أعداد المدارس الحكومية لكافة الحلقات من (1040) مدرسة تضم (517.053) طالبا وطالبة في العام الدراسي 2011/‏‏2012م إلى (1048) مدرسة للعام الدراسي 2014/‏‏2015م تضم (523522) طالبا وطالبة، بنسبة نمو سنوي قدره (0,26%) للمدارس و(0,42%) للطلبة.

الكثافة الطلابية

يُعد مؤشر الكثافة الطلابية (معدل صف/‏‏طالب) من المؤشرات النوعية التي تقيس مدى توفر البيئة التعليمية المناسبة، فهو أحد مقاييس جودة التعليم، حيث حددت الوزارة الحد الأقصى للكثافة الطلابية في صفوف التعليم الأساسي بمـعدل (30) طالباً للشعبة الواحدة في مدارس الحلقة الأولى، و(35) طالبًا في صفوف الحلقة الثانية وللصفين الحادي عشر والثاني عشر.
ومن الملاحظ أن متوسط الكثافة الطلابية لجميع المراحل أقل من الحد الأقصى المعتمد من الوزارة خلال الفترة من 2011/‏‏2012-2014/‏‏2015م، حيث وصل متوسط الكثافة الطلابية في جميع المراحل الدراسية إلى (26) طالبا في الفصل الواحد.

كما تراوح متوسط الكثافة الطلابية في الصفوف (1-4) بين (22-27) طالبا وطالبة في الشعبة الواحدة، وفي الصفوف (5-12) تراوحت الأعداد بين (26-28) طالبا/‏‏ طالبة في الشعبة الواحدة أيضا، علما بأن هناك الكثير من المدارس تصل بها الكثافة إلى الحد الأقصى، في حين لا تزيد الكثافة في العديد من المدارس عن (15) طالبا؛ حيث يرتهن هذا الأمر بالموقع الجغرافي للمدارس.

معدل عدد الطلاب لكل معلم:

يعد نصيب المعلمين من الطلبة أحد المؤشرات المهمة المستخدمة في قياس مستوى مدخلات الموارد البشرية من حيث عدد المعلمين مقارنة مع أعداد الطلبة، وتوضح الإحصائيات أن متوسط نصيب المعلم من الطلبة خلال العام الدراسي 2014/‏‏2015م، بلغ (9) طلاب في التعليم الحكومي، و(8) طلاب في التعليم الخاص.
وهناك العديد من المدارس يزيد فيها هذا المعدل عن (10) طلاب، في حين يقل في العديد من المدارس أيضا عن (5) طلاب، وهذا الأمر يرتبط بعدد الطلبة بكل مدرسة، وكثافة عددهم في كل غرفة صفية.

مدارس وبرامج التربية الخاصة:

تتواصل جهود وزارة التربية والتعليم في تقديم خدمات وبرامج تعليمية متنوعة لتغطي كافة فئات المجتمع، حيث تتضح هذه الجهود في دعم مدارس وبرامج التربية الخاصة والتي تشمل ما يلي:

مدارس التربية الخاصة: وتضم ثلاث مدارس هي: المدرسة الفكرية للطلبة ذوي الإعاقة العقلية، ومدرسة الأمل للطلبة ذوي الإعاقة السمعية، ومعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، وبلغ إجمالي الطلبة الملتحقين بها (496) طالبا وطالبة في العام الدراسي 2014/‏‏2015م.

بينما بلغ إجمالي عدد المعلمين بهذه المدارس (327) معلما ومعلمة منهم (279) معلما عمانيا.

برنامج دمج الأطفال ذوي الإعاقة في مدارس التعليم الأساسي: بدأت الوزارة في تطبيق هذا البرنامج في العام الدراسي 2005/‏‏2006م الذي يقوم بتوفير غرف صفية خاصة منفصلة للطلبة ذوي الإعاقات السمعية والعقلية في المدارس، وقد وصل عدد المدارس إلى (205) مدرسة و(229) شعبة في العام الدراسي 2014/‏‏2015م يدرس بها (1568) طالبا وطالبة، كما يوجد بها (561) معلما ومعلمة.

برنامج معالجة صعوبات التعلم في مدارس التعليم الأساسي/‏‏ العام: بلغ عدد المدارس المطبقة لبرنامج معالجة صعوبات التعلم في العام الدراسي 2014/‏‏2015م (590) مدرسة، وبلغ عدد المعلمين (1225) معلما ومعلمة، في حين بلغ عدد المشرفين على البرنامج (80) مشرفا.

برنامج النطق والتخاطب: يهدف هذا البرنامج إلى تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية للطلبة الذين يعانون من اضطرابات في النطق والتخاطب من خلال الزيارات التي يقوم بها أخصائيو النطق إلى المدارس المستهدفة، حيث يتم تشخيص نوع الاضطراب ثم إعداد وتنفيذ الخطة العلاجية والتأهيلية بحسب احتياجات كل طالب، وبلغ عدد المدارس المنفذة للبرنامج على مستوى السلطنة (83) مدرسة، واستهدف (760) طالبا وطالبة، ويعمل على تقديم الخدمة لهم (40) أخصائي نطق وتخاطب.

التعليم المستمر:

يُعد التعليم المستمر من أنواع التعليم المدرسي الحكومي، ويشمل برامج محو الأمية وتعليم الكبار، وفيما يأتي تفصيل لهذه البرامج:

محو الأمية: هدفت خطة الوزارة إلى تخفيض نسبة الأمية في الفئة العمرية (من 15 سنة فأكثر) من الذكور والإناث إلى 50% مع نهاية العام 2015م، وقد أظهر تعداد عام 2010م تطورات واضحة في انحسار نسبة الأمية مقارنة بتعداد العام 2003م. وقد استطاعت السلطنة تحقيق تحسن بنسبة تجاوزت 50 % وفقا لتوصيات مؤتمر التعليم للجميع الذي نظمته اليونسكو (داكار 2000م) قبل نهاية الخطة الخمسية الثامنة (2011-2015م)، حيث تشير البيانات المتوافرة لدى المركز الوطني للإحصاء إلى انخفاض نسبة الأمية في الفئة العمرية (15-44) لتصل إلى (2.2%) حتى العام 2015م.

تعليم الكبار: يبدأ من الصف السابع وينتهي بنهاية الصف الثاني عشر، وتنقسم الدراسة في مراكز تعليم الكبار إلى الدراسة المنتظمة في المراكز، والدراسة المنزلية الحرة. وتوضح الإحصائيات تطور أعداد الملتحقين ببرامج تعليم الكبار (الحرة والمنتظمة) في السلطنة خلال العام الدراسي 2014/‏‏2015م، حيث وصل عدد الدارسين في الدراسات الحرة إلى (24142) دارسا ودارسة، وفي الدارسة المنتظمة يدرس (1629) دارسا ودارسة وبالتالي يصل عدد الدارسين في برامج تعليم الكبار لهذا العام إلى (25771) دارسا ودارسة.

ثالثا: التعليم المدرسي الخاص:

تقوم الوزارة بالإشراف الفني والإداري على المدارس الخاصة من حيث فحص واعتماد البرامج التعليمية والمناهج الدراسية المطبقة في المدارس الخاصة، وهناك عدة أنواع من المدارس التي تقدم تعليمًا مدرسيًا خاصًا وهي كالتالي:

1. الـمـدارس الخاصة:

ويتم تصنيفها بحسب البرنامج المستخدم على النحو الآتي:

مدارس خاصة أحادية وثنائية اللغة:

توضح البيانات الإحصائية تطور أعداد المدارس والطلبة والمعلمين في المدارس الخاصة الأحادية وثنائية اللغة والعالمية خلال العام الدراسي 2014/‏‏2015م، والتي وصل عددها إلى (486) مدرسة، وتبين كذلك الزيادة في عدد الطلبة الذين وصل عددهم إلى (97465) طالبا وطالبة وهو ما يبين مدى وعي أولياء الأمور ورغبتهم في توفير فرص تعليمية متنوعة للأبناء، بينما بلغ عدد المعلمين في هذه المدارس إلى (7107) معلما ومعلمة.

المدارس الدولية:

والمدارس الدولية هي تلك التي تقدم مناهج وبرامج تعليمية معتمدة من أنظمة دولية، ووصل عددها في العام الدراسي 2014/‏‏2015م إلى (43) مدرسة يدرس بها (57986) طالبا وطالبة، و(2416) معلما ومعلمة الإنجازات المحققة في مجال التعليم المدرسي.

التعليم والتعلم

إن عمليتي التعليم والتعلم عمليتان متكاملتان فلا يمكن تحقيق التعلم الذي هو الهدف الأسمى من أي عملية تربوية إلا بالتعليم، ويتمثل الهدف الاستراتيجي لهــــــذا المجال في: «تطوير نظام التعليم وفق معايير جودة تتلاءم مع الغايات والسياسات التربوية».

وقد نفذت الوزارة عددا من المبادرات التطويرية في هذا المجال، من أهمها:

 أن تكون عملية التخطيط لتجويد التعليم المدرسي مدروسة ومبنية على أسس علمية، وعليه تقوم الوزارة بوضع إطار عام لتجويد التعليم المدرسي (2016-2040) استنادا إلى دراسة تحليلية قام بها فريق من المتخصصين بالوزارة لكافة توصيات الدراسات والأبحاث التي نفذتها الوزارة وتمت مواءمة مسودة خطة الإطار العام مع الخطة الإستراتيجية الوطنية للتعليم (2020-2040).

 يجري إعداد مسودة وثيقة وطنية حول سياسات إعداد المعلم وتأهيله وتدريبه وآلية اختياره لتأطير عملية إعداد المعلمين وتأهيلهم وتوظيفهم، بناء على القرارين الوزاريين رقم (248/‏‏2015) و(384/‏‏2015) والذي ضم مجموعة من المتخصصين من المؤسسات المعنية بالتعليم في السلطنة واستشارة خبير دولي، ويتم بناء الوثيقة من خلال إشراك شرائح مختلفة من المعنيين في الحقل التربوي بمختلف محافظات السلطنة ودراسة تجارب عدد من الدول ووثائقهم في ذات المجال.

 تشكيل لجنة رئيسية ولجان فرعية للمواد الدراسية لإعداد وثيقة إطار عام حول سياسات المناهج العمانية ووثائق للمواد المختلفة (قيد التنفيذ).

المناهج الدراسية

تعد المناهج الدراسية من أهم مكونات العملية التعليمية، وقد سعت الوزارة إلى تطويرها بما يتناسب مع المستجدات الحاصلة على المستويين المحلي والعالمي، وهدفت الوزارة في هذا المجال إلى «تطوير الخطة الدراسية ومناهجها بما يضمن مخرج تعليمي يتوافق مع متطلبات التنمية وسوق العمل»، وللوزارة عدد من المبادرات في مجال المناهج الدراسية تتمثل في المجالات التالية:

تفعيل التقانة في المناهج: من خلال البدء في إنتاج برامج ودروس تفاعلية تحاكي الواقع الافتراضي في الفيزياء والكيمياء والرياضيات والجغرافيا والتاريخ، بالتعاون مع مؤسسة ساس، وتطبيق مشروع (STEM) من خلال وحدة الروبوت في منهج تقنية المعلومات، وتشغيل النافذة الرقمية لمختبرات العلوم بالبوابة التعليمية؛ لتسهيل العمل الإداري، وتضمين برنامج الصوتيات جولي فونيكس (Jolly Phonics) في منهج اللغة الإنجليزية للحلقة الأولى الخاص بتدريس مهارتي القراءة والكتابة.

البيئة المدرسية الداعمة للمنهج: وتم فيها إعادة تأثيث مختبرات المدارس استجابة لتــــــطوير مناهج العلوم، والبالغ عددها (199) مختبرا مدرسيا، ومشروع المكتبة الصــــــفيّة في جميع مدارس الحلقة الأولى الذي تمّ البدء بتطبيقه في (1662) شعبة من شعب الصف الأول.

المسابقات والمشاريع الداعمة للمنهج: ومنها الإشراف على المسابقات التربوية للطلبة والمعلمين والتي تعتبر داعمة للمناهج مثل: مسابقة حفظ القرآن الكريم، ومسابقة إعداد كتيبات داعمة للمناهج الدراسية، وأولمبياد الكيمياء، ومشروع «نقرأ معا» المصاحب لمنهج الصف الأوّل لمادة اللغة العربية.