العنصرية تتفشى ضد الفلسطينيين والعرب

الحدث الأحد ٢٤/يوليو/٢٠١٦ ١١:٣٤ ص
العنصرية

تتفشى ضد الفلسطينيين والعرب

القدس المحتلة – زكي خليل

تزداد مظاهر العنصرية الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب في ظل حكومة يمينية متطرفة تغذي كل مظاهر العنصرية وتشرعنها من خلال سن قوانين وخطابات تحريضية من على منبر الكنيست وفي وسائل الإعلام وغيرها.

وتعرضت الطالبة الجامعية حنان أمين زيد كيلاني (24 عاماً) من قرية عارة بالمثلث داخل أراضي 48، وهي طالبة سنة ثانية في كلية ‹بتسلئيل› في القدس، لاعتداء عنصري حين كانت في طريقها عودتها إلى مكان سكنها.

وقالت حنان: كنت في طريق عودتي إلى المسكن، صعدت إلى القطار الخفيف وكنت أتحدث بواسطة الهاتف الخلوي مع صديقتي باللغة العربية، غير أنني تفاجأت من شرطية بزي «حرس الحدود» تتوجه لي طالبة مني النزول من القطار بعد أن توجهت إليها يهودية تشتبه بي، رفضت النزول من القطار وأصررت على البقاء فيه›.

وأضافت أنه «عند توقف القطار لإنزال الركاب، حصلت مشادات كلامية بيني وبين الشرطية واليهود الذين تواجدوا هناك، وبدأوا بسبي وشتمي وتوجيه الإهانات والعبارات العنصرية مثل «عربية مخربة»، «اذهبي إلى غزة» و»لا نريدكم هنا». وعند وصول القطار إلى المحطة التالية كانت قوات كبيرة من الأمن التابعة لبلدية الاحتلال تنتظرني بعد أن أبلغت قوات أمن القطار عما حدث، ولفقوا ضدي شبهة النية لتنفيذ عملية كبيرة».

وأكدت أنه «حين فتح باب القطار توجه أحد أفراد الأمن وطلب بالعربية أن أنزل من القطار، وما أن أجبته حتى وضع الأصفاد بيدي ودفعني إلى الحائط خارج القطار وبدأ بتفتيشي وتفتيش أغراضي بطريقة مهينة أمام الجميع، وبدورهم واصلوا توجيه الإهانات والمسبات لي، وحاول أحدهم الاعتداء علي جسدياً، في وقت رفضت فيه امرأتان تعامل قوات الأمن معي ووثقت إحداهما الاعتداء علي. لقد شعرت بالإهانة في ظل معاناتنا كمواطنين عرب في هذه الدولة، ورغم كل ذلك لم أشعر بالخوف منهم، بل كنت مصرة على حقي وجادلتهم وأصررت بطريقة حضارية على حقي، وها أنا هنا أمارس حياتي الطبيعية مرة أخرى وعدت للقطار لأنه لا يجوز الاستسلام لمثل هذه الوضعيات ويجب الوقوف أمامها ونصر على أننا أصحاب حق ولا نخاف.

ودعت للتصدي لهذه الفاشية، وقالت: لا يوجد من يحرك ساكنا، يجب الوقوف أمام هذه الظاهرة التي تتفشى يوماً تلو الآخر، وقد تصبح مع مرور الوقت خطيرة جداً إلى درجة الاعتداءات الجسدية إذا ما سكتنا على مثل هذا الأمر، وأتمنى من المسؤولين إيصال رسالة إلى المجتمع اليهودي بأننا هنا باقون وسندحر العنصرية.

وفي نفس السياق رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب. ويستعرض التقرير الحالي رقم (293)، عددًا من المقالات والأخبار التي تحمل في طياتها، بشكل مباشر أو غير مباشر، مقولات، وادعاءات وأفكارًا تحريضية وعنصرية، نشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الفترة الواقعة بين التواريخ 24 يونيو 2016 ولغاية 30 يونيو 2016.

ويشمل التقرير أبرز المقولات التحريضية والعنصرية المنشورة في وسائل الإعلام المركزية خلال الفترة المذكورة، والتي تهدف في مجملها إلى «شيطنة» ونزع الإنسانية عن الفلسطينيين، العرب والمسلمين عامة، ووصمهم بأوصاف سلبية وتعميمها عليهم جميعاً. كما تهدف تلك المواد إلى التشديد على دونية الفلسطيني، العربي والمسلم مقابل فوقية العرق اليهودي، وكله يصب في محاولات إنكار حق الفلسطينيين في أرضهم ووجودهم التاريخي، وشرعنة احتلالهم وتبرير كل الممارسات العنيفة ضدهم.

وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية المركزية تحريضها على الرئيس محمود عباس والسياسيين الفلسطينيين. وشنت صحيفة «إسرائيل اليوم» هجومًا تحريضيًا ضد الرئيس محمود عباس، على خلفية خطابه أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل. ونشرت الصحيفة بتاريخ 24.6.2016 خبرًا تحت عنوان «أبو مازن كشف عن وجهه الحقيقي».

أما صحيفة «يديعوت احرونوت» فنشرت بتاريخ 26.6.2016 مقالة كتبتها سمدار بيري، التي ادعت أن زمن الرئيس محمود عباس انتهى وطالبته بالرحيل.
أما صحيفة «إسرائيل اليوم» بنسختها الصادرة بتاريخ 30.6.2016 فشنت هجومًا ضد النائب في الكنيست حنين زعبي. حيث كتبت على صفحها الرئيسة: «زعبي بالغت، حان وقت إقالتها من الكنيست». ونشرت الصحيفة خبراً تحت عنوان «تجاوزت كل الحدود»، جاء فيه: «استفزاز مثير إضافي من إنتاج حنين زعبي، وصفت جنود جيش الدفاع بـ «القتلة» وأشعلت شجاراً كاد يتحول إلى عنف. رئيس الدولة توجه للمستشار القضائي ليفحص إمكانية إقالتها: «مكانها ليس في الكنيست». أعضاء كنيست من كافة الأحزاب غضبوا: «حقيرة».