جرحى تعـز يموتـون نزفـاً

الحدث السبت ٢٣/يوليو/٢٠١٦ ٠٢:٤٧ ص
جرحى تعـز يموتـون نزفـاً

عدن - إبراهيم مجاهد

«تعددت الأسباب والموتُ واحدُ»، ينطبقُ هذا القول على اليمن، الذي يموتُ فيهِ اليمنيون بأسبابٍ متعددة؛ بقذيفةٍ، أو رصاصةٍ، أو عبوةٍ ناسفةٍ، أو انفجارٍ، أو بالجوعِ، أو المرض، كما يموتُ بعضَ اليمنيين نزفاً نتيجةَ إصابتهم بجروحٍ بالغةٍ، لا يجدون إثرها العلاجَ اللازم، لنقصهِ في المستشفيات، أو لتعذرِ العلاج أصلاً.

وفي ضوء هذه المعاناة الإنسانية، استمرت الوقفات الاحتجاجية في وسط المدينة التي شارك فيها العشرات من أهالي المحافظة، لمساندة جرحى تعز والمطالبة بسرعة علاجهم، ورفع الحصار عن جميع المنافذ، والسماح بدخول المواد الدوائية والطبية، ووقف استهداف المستشفيات.

محافظ محافظة تعز علي المعمري استغرب من المحاولات التي يقوم بها مسلحو الحوثي والموالون لهم من قوات صالح، من استغلال مأساة جرحى تعز ومحاولة التكسب من ورائها. وأكدت السلطة المحلية في المحافظة برئاسة المحافظ علي المعمري أنها «تتعامل مع ملف جرحى تعز كأولوية ملحة وتتابع كل تفاصيله بكل مسؤولية وجدية وتوليه كامل الاهتمام والرعاية لإيجاد حلول جذرية توقف معاناة جراحنا الأبطال، كما أنها تتابع بألم وحزن كبيرين الحالة المأساوية لجرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مدينة تعز، الذين تفاقمت مأساتهم لظروف وأسباب كثيرة ومتعددة؛ الأمر الذي دفع بملف الجرحى إلى الواجهة ليتصدر المشهد الإعلامي خلال الأيام القليلة الفائتة».

وقال المعمري، في بيان حصلت «الشبيبة» على نسخة منه، إن «جرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هم أوسمة شرف وفخر على صدور جميع أبناء محافظة تعز وكل أبناء اليمن، فقد جسدوا ببسالتهم وإقدامهم، غير متهيبين لمخاطر الموت والفناء، ونموذجا لليمني الحر الشريف الذي يأبى الركوع لمشاريع الظلام والكهنوت أو الانحناء لهواة القتل والاستعباد والوصاية، وهو الأمر الذي يضع الجميع أمام مسؤولية إنسانية ووطنية وأخلاقية للنظر إلى أحوالهم والعمل لإنهاء معاناتهم بأقصى سرعة ممكنة».

وعلى الصعيد ذاته، نفذت رابطة إعلاميات تعز وقفة احتجاجية وفعالية رمزية لتشييع لجرحى تعز تحت شعار «جرحى تعز يموتون». وقالت الرابطة في بيان لها، إن «التضحيات الجسيمة، التي تقدمها مدينة تعز الشامخة الصامدة، برجالها ونسائها وشبابها وأطفالها الأحرار والحرائر، كانت وما تزال تقدم من أجل الحفاظ على كرامة وعزة ورفعة هذا البلد المكلوم، الذي عاثت فيه عصابات التمرد الخراب، وجماعات الكهوف والرجعية المقيتة، وأوغلت في الحقد والإذلال مدعومة بحقد رئيس خائن حاقد فاسد خلعته تعز بشكل خاص وشعب اليمن بشكل عام».
ونشرت الرابطة إحصاء بعدد جرحى تعز الذي قالت بأنهم وصلوا إلى 15 ألف جريح: 13433 رجلا، 896 طفلا، 671 امرأة. وأن من يحتاجون إلى العلاج بالشكل التالي: 7 آلاف جريح يحتاجون إلى تدخل جراحي، 535 جريحا يحتاجون إلى السفر العاجل لإنقاذهم من الإعاقة الدائمة، 94 جريحا نالتهم الإعاقة، 64 جريحا بُتِرت أطرافهم».
ميدانيا؛ هز انفجار عنيف في فجر أمس الجمعة أرجاء واسعة من مديرية خور مكسر بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن أعقبه إطلاق نار كثيف بالقرب من مطار عجت الدولي، وذكرت مصادر محلية لـ «الشبيبة» أن الانفجار نجم عن استهداف إحدى بوابات مطار عدن الدولي الواقع في مديرية خور مكسر، بقذيفة «آر بي جي» أطلقها مسلحون من على متن دراجة نارية من مسافة بعيدة ولاذوا بالفرار، مشيرة إلى أنه سُمع أصوات إطلاق رصاص بعد دوي الانفجار. إلاّ أنها لم تؤكد أنها اشتباكات بيت المهاجمين وحراسة مطار عدن. كما لم تؤكد سقوط ضحايا.
من جانبه قال المكتب الإعلامي لشرطة محافظة عدن، أن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية قاموا عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، برمي قنبلة يدوية في جولة مطار عدن الدولي محدثة انفجارا سمع دويه في مدينة خور مكسر.

وأشار في بلاغ صحفي إلى أنه أعقب الانفجار إطلاق رصاص من قبل أفراد الأمن الذين يتولون حراسة المطار، باتجاه المهاجمين الذين تمكنوا من الفرار بدراجتهم النارية باتجاه الأحياء السكنية في مدينة خور مكسر. مؤكداً أن هذا الهجوم لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية غير أنها أحدثت إقلاقا للسكان المدنيين الآمنين وبث زوبعة إعلامية فارغة. حسب ما جاء في البلاغ.