نادي "النساء الحاكمات" يتمدد في الغرب

الحدث السبت ٢٣/يوليو/٢٠١٦ ٠٢:٤٥ ص

لندن – ش – وكالات
"عصر النساء".. هكذا تصف صحيفة "ديلي ميل" البريطانية صعود المرأة في مراكز القرار في الغرب؛ من أمريكا حتى بريطانيا في القارة الأوروبية، "نادي النساء الحاكمات" يتسع، ويفتح أبوابهُ لأعضاء جدد، فيما عينهُ تراقبُ معارك إنتخابية، في أمريكا مثلاً، حيث هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية القوية تخوضُ معركةً مع منافسها المشاغب الجمهوري دونالد ترامب.
تيريزا ماي، العضو الجديد في هذا النادي، تبوأت مؤخراً رئاسة وزراء بريطانيا خلفا لديفيد كاميرون، وفي لندن، لم يكن مستغرباً وصول "ماي" إلى سدة الحكم، ففيها اليوم أهم ملكات المملكة المتحدة، اليزابيث الثانية ، البالغ عمرها 90 سنة، والتي كتبت عنها "العربية.نت" سلسلة تحقيقات حين تخطت في سبتمبر الفائت المدة التي بقيت فيها الملكة الراحلة فكتوريا على العرش، وهي 63 سنة و217 يوما، فإذا بمن عاصرت للآن 155 حاكما عربيا و12 أميركيا، تتخطاها وقد تضرب رقما قياسيا جديدا في نهاية العام الجاري ببقائها ملكة.
أنجيلا ميركل (61 عاما)، عضو قديم في النادي النسائي للحكم، فلها إلى اليوم، 11 عاما وهي تتبوأ المنصب الأول في ألمانيا، وقبله تنقلت بين المناصب فكانت نائب المتحدث الرسمي للحكومة، ثم نائب رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، وبعده وزيرة المرأة والشباب، ثم وزيرة للبيئة، وبعدها رئيسة للحزب، ثم أمينته العامة، في وقت نشطت فيه كبرلمانية. كما تقلدت منصب رئيس المجلس الأوروبي ورئيس مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى. أما الوحيد المحرومة منه ولم تحصل عليه، فهو منصب الأمومة، مع أنها متزوجة للمرة الثانية، ولكن بلا نصيب من الإنجاب دائما.
وفي نادي الحاكمات كوليندا غرابار كيتاروفيتش(48 عاما) رئيسة كرواتيا الملمة بسبع لغات، والتي فازت في يناير العام الفائت كأول امرأة تصل إلى المنصب الأول في بلاد سكانها 4 ملايين و400 ألف.
ولا ننسى؛ كريستينا لاغارد، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، وتبلغ من العمر 60 عاما، وهي واحدة من أهم وأشهر الشخصيات النافذة في العالم على المستوى الاقتصادي، وتتدخل في السياسات الاقتصادية لدول العالم كلها، وأيضاً نيكولا ستيرجين، وهي زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي، ورئيسة وزراء الحكومة المحلية في مقاطعة اسكتلندا، وتبلغ من العمر 45 عاماً، وهي واحدة من أهم وأشهر سيدات بريطانيا وأكثرهن تأثيرا حيث يتوقع أن تتمكن حكومتها المحلية وبرلمانها من عرقلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وروث دافيدسون، وتبلغ من العمر 37 عاما، وهي زعيمة حزب المحافظين في اسكتلندا، وواحدة من بين الشخصيات الأكثر تأثيرا في بريطانيا، وأيضا لين وود، وهي زعيمة الحزب الوطني في مقاطعة "ويلز" ببريطانيا، وتبلغ من العمر 44 عاماً. وكيزيا دوغدال، وهي زعيمة حزب العمال البريطاني في اسكتلندا، وتبلغ من العمر 34 عاماً.

عربيات ومسلمات في النادي
المناصب في النادي الغربي فتحت أبوابها أيضاً للعربيات والمسلمات، في ترجمة لقصص نجاح في غرب، تؤكد أن المرأة المسلمة قادرة على هزيمة المستحيل نفسه، طالما ملكت فرصتها، وزيرة هنا ومهندسة مرموقة هناك وإعلامية ومسؤولة برلمانية.. كلها مناصب وضعت المرأة المسلمة ضمن قوائم أكثر النساء تأثيرا ونفوذا في الغرب.
فمن البوسنة، وهرباً من الحرب، التي اندلعت في بلادها، وهي طفلة ابنة 5 سنوات، وبعد أن هاجرت عام 1992 إلى السويد، أصبحت عايدة هازديلك، لاجئة بوسنية مسلمة، نائبة لرئيس بلدية المدينة التي ترعرعت فيها، وتم اختيارها في أكتوبر 2014 لتشغل منصب وزيرة التعليم قبل الجامعي في حكومة السويد الجديدة، برئاسة ستيفان لوفين، لتكون أول وزيرة مسلمة في السويد.
أما سعيدة وارسي؛ فهي لاجئة مسلمة من باكستان، ووزيرة سابقة للدولة للشؤون الخارجية في بريطانيا، بالرغم من مواجهتها العديد من الصعوبات للوصول إلى منصب وزيرة في الحكومة البريطانية، باعتبارها أول وزيرة مسلمة تصل إلى هذا المنصب، فلم تتردد للحظة في التقدم باستقالتها من منصبها دعماً لغزة في أغسطس 2014، بعد أن أوضحت أنها فعلت كل ما تستطيع، سواء في الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية، لمحاولة إقناع مجلس الوزراء البريطاني بأن السياسة البريطانية في غزة لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيا.
وجاء اختيار البارونة سعيدة وارسي، لتشغل منصبا وزيرة الدولة للشؤون الخارجية، في 12 يونيو 2010 وهي لم تتجاوز الـ40 من عمرها، لتكون أول وزيرة مسلمة في تاريخ بريطانيا.
سلكت «وارسي» كل الدروب الممكنة كي تمنع المجازر التي تحدث في قطاع غزة ضد المدنيين العزل، فطلبت من حكومتها أن تغير من سياستها المتبعة مع إسرائيل، وذُهلت عندما علمت أن حكومتها ما زالت تصدر الأسلحة إلى إسرائيل، فيما اعتبرته مساعدة غير مباشرة من بريطانيا لقتل الأطفال الفلسطينيين، فسارعت بتقديم استقالتها.