الدبلوماسية العُمانية.. رؤية بلورتها حكمة القيادة

بلادنا السبت ٢٣/يوليو/٢٠١٦ ٠٢:١٥ ص

مسقط - ش

بَلور جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- رؤيةً حكيمة ومحددة لقواعد العمل الدبلوماسي في السياسة العُمانية، انطلاقاً من عدة ركائز، تستندُ إلى الإرث الحضاري العريق للسلطنة، وتاريخها السياسي الرائد، والدين الإسلامي، وحقوق الإنسان، الأمر الذي ولَّدَ نتائجَ طيبةً على صعيد علاقات السلطنة مع الخارج.

ويؤمن صاحب الجلالة بقيمٍ عُليا تتمثلُ في الانفتاح، ورفض التحزب والانغلاق، والتسامح، ولطالما دعا إلى تجاوز الماضي، معايناً الأمور من منطقِ الحكمةِ والتوازن. هذا المنطق، والفكر، وتلك القيم، أفرزت سياسات متوازنة إقليمياً وعالمياً، أصبحت محطَّ أنظار العالم، ومثالاً يُقتدى لتعزيز السلام، وفض النزاعات، وتقريب وجهات النظر.
ويمكنُ للمراقب أن يلمسَ بوضوح أن الفكر السياسي لجلالة السلطان أسهمَ ليسَ وحسب في تهدئة التوترات في بعض المناطق بالعالم، وإنما أيضاً في إبعاد السلطنة عن التوتر، والتنازع مع الدول والتكتلات الإقليمية والدولية، لأن جلالته رفضَ بالمطلق منطق المحاور بمختلف مسمياتها، واختار الحياد الإيجابي، والتوسط لحل النزاعات، والمساهمة في دفع عجلة السلام إلى الأمام.
ولا تخرجُ السلطنة في رؤيتها التي بلورها جلالة السلطان منذ بزوغ فجر النهضة المباركة عن الالتزام بمبادئ السلام بأفقهِ الإنساني الواسع، فهي ضد الحروب، والنزاعات، وانتشار السلاح، والإرهاب. وضمن مواقفها هذه، فالسلطنةُ تمتلكُ رؤيةً خاصةً في كيفية معالجة هذه الآفات.