باسم الرواس
بصرف النظر عن اكتمال صفقة انتقال النجم الفرنسي بول بوجبا الى نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي من عدمها، سواء تمت قبل أو خلال أو بعد كتابة هذه السطور، يبقى الأمر اللافت والثابت في آن معا أن ثمة مبالغة في الرقم الذي تتداوله الصحف والمواقع عن قيمة الصفقة والذي يصل الى 130 مليون دولار.
صحيح أن هذا الرقم بات في السنوات الأخيرة مباحا بشكل عام على مستوى الانتقالات أن لناحية القيمة المادية أو حتى المعنوية، لكن ثمة في المقابل إجماع لدى معظم الخبراء والمحللين أن اللاعب الأسمر لم يلامس بمستواه الحالي ما يستحق أن «يرمي» البرتغالي جوزيه مورينيو من أجله هذا المبلغ الضخم الذي يتيح لـ» السبيشال وان» نفسه أن يضم بقيمته أكثر من لاعب مؤثر وفي خطوط قد يكون بحاجة إليها «اليونايتد» أكثر من أي وقت مضى(...)!
.. وبالعودة إلى النجم الفرنسي الذي ذاع صيته تحديدا مع مساهمته بقيادة فريق السيدة العجوز الى الألقاب المحلية في إيطاليا ، فإن أي متابع «متواضع» لأداء « السيدة العجوز» بإمكانه إدراك مدى اللااستقرار الذي يشوب أداء اللاعب الفرنسي خصوصا أن الأخير يقدم مستويات متفاوتة على مدار الموسم، فتارة يتصاعد مستواه واُخرى يكون دون الوسط.. ما يجرده من صفة النجومية المطلقة التي ارتبطت بنجوم سبقوه مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وغيرهم..
ليس بوجبا ذلك النجم القادر على قيادة فريقه لاجتراح المعجزات الفنية في التوقيت الصعب.. ليس بوجبا ذلك المتحفز لكبرياء ناديه وقت الشدائد.. ليس بوجبا ذلك العنصر القائد والملهم لزملائه في الملعب وخارجه..
هو باختصار لاعب يميل الى الإمتاع والاستمتاع بالقدر الذي يتيح له مستواه المتذبذب أن يفعل ذلك .. وهذه صفات ليست حكرا على من يحمل شارة القيادة على كتفه بل هي شعور بالمسؤولية.. ومهام توظف لخدمة الفريق عند الحاجة..
ولعل ما يضاعف موجة الاستغراب في فلك الدائرين في أجواء الساحرة المستديرة أن ابن الـ 23 ربيعا لم ينجح بتقديم أوراق اعتماده كما يجب مع منتخب الديوك في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، إذ تطابق الأداء «الطالع نازل» في يوفينتوس مع حضوره الفني والذهني في «اليورو» باستثناء بعض اللمحات التي كانت أشبه بلحن بديع لم يكتمل بأغنية جميلة!
حسن الختام :
ثمة من يراهن على الترويج للقيمة الفنية المبالغ بها لبول بوجبا .. لكن ماذا عن المدرب الذي يصدق الوهم ويتجاهل المنطق !!!
basemraws@hotmail.com