حسام بركات
يلتقي مانشستر يونايتد الإنجليزي مع جاره اللدود مانشستر سيتي ضمن بطولة الكأس الدولية للأبطال بكرة القدم في ستاد عش الطائر الشهير في العاصمة الصينية بكين.
ورغم الطابع الاستعدادي والتحضيري لهذه البطولة من أجل تجهيز الفرق الكبيرة لخوض غمار المنافسة في الموسم الجديد إلا أن المباراة ستكون نارية مشتعلة مع امتياز التاريخ الثأري الذي يفصل بين الجارين اللدودين.
طابع ملتهب إضافي سيغلف المباراة المنتظرة منتصف الأسبوع المقبل وتحديدا عصر الاثنين على اعتبار وجود البرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني بيب جوارديولا على مقاعد بدلاء الفريقين.
صديقان تحولا لعدوين بين ليلة وضحايا وقصتهما كانت حديث الأوساط الصحافية عندما التقيا في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا العام 2010.
قطع مورينيو ملعب الكامب نو طولا وهو يحتفل هستيريا بتأهل انتر ميلان الايطالي إلى النهائي على حساب فريقه السابق ما خلق غصة في حلق صديقه القديم جوارديولا الذي كان مدربا للفريق الكتالوني.
التقى مورينيو بجوارديولا عندما حضر الأول إلى برشلونة مترجما ومساعدا للمدرب منتصف التسعينيات من القرن الماضي وكان الثاني لاعبا وقائدا للفريق .. نشأت بينهما صداقة رائعة خلدها العناق الطويل بعد فوزهما معا بنهائي كأس الكؤوس الأوروبية العام 1997 على حساب باريس سان جيرمان الفرنسي بهدف الظاهرة رونالدو.
لكن هذا العناق تحول إلى جفاء طويل خصوصا بعدما حضر مورينيو إلى مدريد مدربا للفريق الملكي وأمضى 3 سنوات لم يترك خلالها واردة أو شاردة إلا والتقطها ليغيض بها غريمه الجديد.
وصلت العداوة إلى ذروتها بعد الحرب الكلامية في نصف نهائي دوري الابطال 2012 عندما اتهم «السبيشال وان» الاتحاد الأوروبي بالانتفاع من عقد مشبوه مع برشلونة فيما رد «الفيلسوف» متهما صديقه السابق بالجنون والخرف.
ورغم أن جوارديولا رحل في العام 2013 عن برشلونة إلا أن القدر سرعان ما جمعه مع مورينيو في كأس السوبر الأوروبي العام 2014 عندما تولى بيب لتوه سدة الحكم في بايرن ميونيخ الألماني فيما عاد جوزيه لناديه القديم تشيلسي الانجليزي.
وقتها خاض الرجلان مباراة تاريخية تخليدا لذكرى العداوة المتزايدة بينهما، انتهت بركلات الجزاء الترجيحية لحساب الفريق البافاري بعد التعادل في الوقتين الإضافي والأصلي 2-2.
تلك المباراة وصفت بأنها الأجمل والأقوى منذ فترة لأنها عكست الامتداد الحقيقي والواقعي لحالة التنافس بين أفضل مدربين على الساحة الكروية الحالية.
الآن يجمع القدر مرة أخرى بين رجلين عنيدين ترفض الظروف تصالحهما، وفي أصعب الأجواء العدائية بين الجارين في مدينة مانشستر الانجليزية، قد لا يجد مورينيو وجوارديولا وقتا للسلام بينهما.. أتمنى أن أكون مخطئا.!!
husam@karmicholding.com