باريس – ش – وكالات
شهدت باريس أمس الأربعاء، عمليات شغب، بالتزامن مع إقرار البرلمان الفرنسي تطبيق حالة الطورائ، ليكون بذلك هذا اليوم، أول يوم شغبٍ تشهدهُ باريس بيعدَ قرار البرلمان.
وقال مسؤول محلي فرنسي اليوم الأربعاء إن حشدا غاضبا أطلق طلقات خرطوش على الشرطة مما ألحق إصابات طفيفة بستة من أفرادها في مواجهة الليلة الفائتة بعد وفاة شاب في مركز للشرطة في منطقة فال دواز شمالي باريس.
وقال جان سيمون ميراندات مدير مكتب مفوض الحكومة في البلدة لراديو فرانس إنفو "جاء نحو مئة شخص يبحثون عن قوات الأمن بعد وفاة شخص في مركز شرطة الدرك في (بلدة) بومون."
وأشار المسؤول إلى أن 6 من أفراد الشرطة جرحوا بسبب أعيرة خرطوش أطلقت "من أسلحة صيد على الأرجح". وتعيش فرنسا حالة من القلق بعد هجوم الأسبوع الفائت حين دهس رجل يقود شاحنة حشودا كانت تحتفل بيوم سقوط الباستيل في مدينة نيس الساحلية. لكن المواجهة في فال دواز لا علاقة لها على ما يبدو بالهجوم ونجمت عن وفاة شخص بينما كانت الشرطة تحتجزه مما أشعل التوتر بين السكان.
وفي العودة إلى إقرار حالة الطوارئ؛ وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) أمس الأربعاء على تمديد حالة الطوارئ في البلاد ستة أشهر في أعقاب هجوم نيس وهو ثالث هجوم عنيف في غضون 18 شهرا يعلن متشددون مسؤوليتهم عنه.
لكن الحكومة الاشتراكية بقيادة الرئيس فرانسوا هولاند تتعرض لضغوط شديدة بشأن الأمن منذ الهجوم الذي نفذ بشاحنة. وقاد التونسي محمد لحويج بوهلال الشاحنة ودهس حشودا من المحتفلين بالعيد الوطني في 14 يوليو تموز بمدينة نيس مما أودى بحياة 84 شخصا قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص.
ووافقت الجمعية الوطنية على تمديد سلطات التفتيش والاعتقال التي منحت للشرطة بأغلبية 489 صوتا مقابل 26 صوتا قبيل فجر أمس. ووجهت حشود في مراسم تأبين الضحايا ملاحظات ساخرة لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس يوم الاثنين وتعرض لانتقادات من خصوم سياسيين بسبب الهجوم. ودعا فالس أثناء تقديمه مشروع قانون حالة الطوارئ الليلة الماضية إلى الوحدة الوطنية.
وقال "يجب أن نبقى متحدين وأن نركز اهتمامنا لأننا يجب أن نكون أقوياء في مواجهة هذا التهديد." واتهم خصومه السياسيين باستغلال المأساة حتى قبل دفن القتلى.
وجدد كريستيان استروسي رئيس الحكومة الإقليمية في المنطقة المحيطة بنيس اتهاماته بوجود إخفاقات أمنية جسيمة وانتشار غير كاف للشرطة كما طالب بفتح تحقيق. وحالة الطوارئ سارية في فرنسا منذ هجمات باريس في نوفمبر عندما قتل متشددون 130 شخصا. ووقع الهجوم بعد اعتداء آخر في يناير كانون الثاني 2015 حيث قتل مسلحون 17 شخصا في هجمات بدأت بإطلاق نار على صحفيين في مقر صحيفة شارلي إبدو الساخرة بعد نشرهم رسوما كاريكاتيرية مسيئة للإسلام.
واستجابة لمطالب حزب الجمهوريين وهو حزب المعارضة اليميني الرئيسي تمت الموافقة على تمديد حالة الطوارئ ستة أشهر حتى أواخر يناير كانون الثاني 2017 وليس ثلاثة أشهر كما طالبت حكومة هولاند.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الشيوخ نظام الطوارئ أمس الأربعاء قبل أن يصبح قانونا. ويسمح المشروع للشرطة بتفتيش المنازل والاعتقال دون الحصول على موافقة مسبقة من القضاء. كما يسمح لها بتعقب الاتصالات الإلكترونية والهاتفية بحرية أكبر.
وأضعفت الهجمات فرص هولاند في الفوز بفترة جديدة في انتخابات العام المقبل بعد أن تضررت بالفعل بسبب فشله في الحد من البطالة. ودفاعا عن سجل حكومته قال وزير الداخلية برنار كازنوف في مقابلة مع صحيفة لو موند "لا يمكن درء المخاطر تماما" حتى مع اتخاذ كل الإجراءات.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم نيس لكن لم يظهر دليل دامغ بعد على أن المهاجم البالغ من العمر 31 عاما كان على اتصال مباشر بالتنظيم. وقالت فرنسا إنها ستعزز مشاركتها في التحالف بقيادة الولايات المتحدة لمهاجمة قواعد للتنظيم المتشدد في العراق وسوريا. ويزور وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان الولايات المتحدة حاليا للقاء الأعضاء الآخرين في التحالف وبحث سبل تعزيز الجهود العسكرية ضد التنظيم.
*-*
مقتل 3 عناصر من المخابرات الفرنسية في ليبيا
باريس – ش - وكالات
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الأربعاء إن ثلاثة جنود فرنسيين قتلوا في حادث طائرة هليكوبتر أثناء مهمة لجمع معلومات استخباراتية في ليبيا. والجنود الثلاثة هم أول قتلى عسكريين غربيين في ليبيا منذ أن تبين هذا العام أن قوات خاصة تعمل هناك.
وقال هولاند في كلمة "ننفذ في الوقت الحالي عمليات مخابرات خطيرة (في ليبيا) ... قتل ثلاثة من جنودنا المشاركين في هذه العملية في حادث طائرة هليكوبتر." ولعبت باريس دورا رئيسيا في الحملة الجوية التي نفذها حلف شمال الأطلسي لمساعدة مقاتلي المعارضة الليبيين على الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. وسقطت البلاد في براثن الفوضى منذ سنوات.
وتقدم قوات فرنسية خاصة بالتعاون مع بريطانيا والولايات المتحدة المشورة لقوات موالية للقائد الليبي خليفة حفتر في شرق ليبيا في تصديها للإسلاميين وخصوم آخرين في مدينة بنغازي منذ أكثر من عامين. وتجري الطائرات الفرنسية طلعات استكشافية منذ ديسمبر كانون الأول.
ولم يعلق مسؤولون عسكريون ليبيون على تقرير أفاد بوجود فرنسيين في طائرة هليكوبتر تحطمت قرب بنغازي يوم الأحد. وقال مسؤولون في ذلك الوقت إن أربعة أشخاص قتلوا في حادث التحطم وجميعهم ليبيون.