الأردن يغلق مدرسة يملكها جولن

الحدث الخميس ٢١/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٠٤ ص
الأردن يغلق مدرسة يملكها جولن

عمّان – ش – وكالات
قالت صحيفة "الغد" الأردنية يوم أمس الأربعاء، إن الحكومة قررت إغلاق مدرسة تركية في عمان، يعتقد أنها الوحيدة من نوعها في الأردن، والتي تشير المعلومات إلى أن ملكيتها تعود للداعية التركي فتح الله جولن.
وأوضحت الصحيفة أن "وزارة التربية والتعليم خاطبت محافظ العاصمة لإغلاق المدرسة التركية في عمان، بعد أيام من سحب ترخيصها، لأسباب أرجعتها الوزارة إلى مخالفتها للتعليمات، بحسب مدير إدارة التعليم الخاص أمين شديفات".
وقال شديفات إن "سحب ترخيص المدرسة، جاء بسبب المخالفات التي ارتكبتها، واقتضى بموجبها معاقبتها"، مشيرا إلى أنه تم مخالفة هذه المدرسة سابقا عدة مرات لعدم التزامها، و"أن لا عام دراسيا مقبلا فيها".
ورفض شديفات الكشف عن طبيعة المخالفات التي ارتكبتها هذه المدرسة، لكنه اوضح أن آخر انذار وجه للمدرسة "كان بتاريخ 4/4/2016".
بيد أن الصحيفة قالت ان مصدرا تربويا، فضل عدم نشر اسمه، أوضح أن "من الأسباب التي دفعت الوزارة لسحب ترخيص المدرسة المذكورة، وتوجيه خطاب للمحافظ تمهيدا لإغلاقها، "هو تدريسها مناهج غير معتمدة من قبل مجلس التربية والتعليم الأردني".
ونقلت عن مصدر آخر قوله أن من الأسباب أيضا "طلب كانت تقدمت به السفارة التركية في عمان مؤخرا إلى وزارة التربية، لإغلاق المدرسة"، منوها إلى أن ملكية المدرسة "تعود إلى الداعية التركي فتح الله جولن، الذي يمتلك سلسلة مدارس ومؤسسات تعليمية في تركيا ودول مختلفة ويقيم حاليا في الولايات المتحدة".
يشار إلى أن الحكومة التركية اتهمت قبل أيام جولن بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الأخير والفاشل في تركيا، حيث طلبت رسميا من الولايات المتحدة تسليمه هذه الشخصية لمحاكمتها امام القضاء التركي بتهمة تشكيل كيان مواز والوقوف وراء الانقلاب الفاشل.
كما وكشفت مصادر أردنية بأن السلطات التركية لم تقدم حتى الآن طلباً للأردن حول تسليمها أنصاراً للداعية فتح الله جولن، يقيمون على أراضي المملكة. وتتهم أنقرة “جولن”بالمشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا. ولفتت المصادر إلى أن السلطات التركية طلبت قبل حادثة الانقلاب من جميع السفارات المعتمدة في انقرة، ومن بينها الاردنية، عدم التعامل مع جماعة جولن وما يتبع له من مؤسسات ومدارس وجامعات.
وبحسب المصادر ذاتها فإن:"الموقف الرسمي التركي يقدر للأردن موقفه الرسمي والشعبي من الانقلاب الفاشل"، فيما شددت هذه المصادر على أن “العلاقة بين عمّان وانقرة تشهد دفئا بين الطرفين”.
وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي مولود جشاويش أوجلو عبر فيه عن تعازيه للحكومة التركية والشعب التركي بضحايا الاضطرابات التي شهدتها تركيا.
وأعرب جودة خلال الاتصال عن الأمل في أن تتجاوز تركيا هذه الظروف الاستثنائية مؤكدا على أن استقرار تركيا عامل مهم لاستقرار وأمن المنطقة. وأكد وزيرا البلدين التزام الحكومتين الأردنية والتركية بالعمل على مكافحة الإرهاب والتطرف.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوجان أكد أن السلطات التركية ستقدم خلال الأسبوع الحالي طلبات خطية إلى العديد من الدول الغربية والإفريقية، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، لتسليم المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا.
وأوضح أردوجان أن الأمر لا يتعلق فقط بزعيم منظمة الخدمة فتح الله جولن، وإنما هناك هيكل تنظيمي شارك في تلك المحاولة، والكثير من أفراده موجودون حاليا في دول أخرى، وستطلب السلطات التركية من تلك الدول تسليمهم.
في سياق متصل، قال مسؤول في السفارة التركية لدى الرباط، إنه بعد فشل المحاولة الانقلابية في تركيا، فقد زودت سفارة بلاده، وزارة الخارجية المغربية بمعلومات حول مؤسسات جماعة فتح الله جولن بالمملكة، آملا في اتخاذ الإجراءات المناسبة بخصوص هذه المؤسسات. جاء ذلك في تصريحات صحفية للمسؤول التركي، خلال زيارة قام بها وفد من حزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي بالمغرب، لمقر السفارة التركية بالرباط، الثلاثاء، للتضامن مع تركيا ضد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال القائم بالأعمال في السفارة التركية لدى الرباط، إبراهيم خليل صاكلي، إن "جماعة جولن التي تقف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة (بتركيا) لها مؤسسات في المغرب، واتصلنا بوزارة الخارجية هنا في المغرب، وأعطيناها معلومات حول هذا الموضوع".
يشار إلى أن جولن يمتلك 2000 مدرسة و20 جامعة في مختلف التخصصات في تركيا و160 دولة عبر العالم، كما يمتلك العديد من المؤسسات الإعلامية الكبيرة وحتى الاقتصادية والتي استخدمها جميعًا في مهاجمة حزب العدالة والتنمية بعد رغبة الأخير في إغلاق مراكز الدروس الخاصة التابعة له، كما أن ضمن نفوذ الحركة داخل السلطة القضائية عدم الطعن في تجاوزات أعضائها.