سان سيباستيان الاسبانية عاصمة الثقافة الاوربية 2016

مزاج الأربعاء ٢٠/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:١٦ م
سان سيباستيان الاسبانية عاصمة الثقافة الاوربية 2016

باريس- هدى الزين

رغم عودة الهدوء إلى سان سباستيان، والتي لا تزال مطبوعة بعمليات الاغتيال والخطف والاعتداءات التي شهدتها منطقة الباسك على مدى حوالي 40 عامًا حتى تخلت منظمة إيتا الباسكية الانفصالية نهائيًا عن الكفاح المسلح في أكتوبر 2011، احتفلت المدينة الساحلية الجميلة باختيارها عاصمة للثقافة الاوربية لعام 2016 بقرع الطبول واغاني الفرح حيث دشنت مدينة سان سباستيان في شمال إسبانيا سنتها كعاصمة للثقافة الأوربية باحتفال ضم 6500 من عازفي الطبول في ساحتها الرئيسية، كما شهدت المدينة الواقعة على بعد 350 كيلومترًا شمال مدريد عرضًا مركزيًا بعنوان "جسر العيش المشترك" من تصميم المدير الفني الكاتالوني "هانسل سيريسا" الذي تولى تصميم الحفل الافتتاحي لدورة الألعاب الأولمبية في برشلونة لعام 1992.
كما قدم عرض بصري ضخم على نهرها بعنوان "جسر العيش المشترك"، ضم حفل "تامبورادا" وهو تقليد يعود إلى مطلع القرن التاسع عشر لقرع الطبول في المدينة الواقعة في بلاد الباسك، آلاف الرجال والنساء، وقد تنكروا بملابس مختلفة على شاطئ خليج لا كونتشا.
وكانوا يقرعون الطبول والبراميل عازفين لحن سان سباستيان ومقطوعات كلاسيكية أخرى، وتعيش المدينة التي غادرها العنف وحمى الاغتيالات السياسية حيث ستقدم مشاريع بعنوان (يوروبا ترانزيت) هو من المشاريع الرئيسية في إطار هذه الفعاليات من شأنه أن يساهم في إعداد أفلام وثائقية مع مجموعة من الصحافيين المتعددي الوسائط تجوب أوروبا على متن حافلة صغيرة لزيارة 10 مواقع شهدت أعمال عنف أو حروب، من بينها مدينة سبتة عند الحدود مع المغرب التي تستقبل مهاجرين خاطروا بحياتهم للوصول إلى أوروبا، وبلفاست في إيرلندا الشمالية التي شهدت نزاعا بين الكاثوليك والبروتستانت، فضلا عن ساراييفو التي تعرضت لحصار خلال حرب البوسنة مدته 44 شهرا.
كما افتتح في سان-سيباستيان معرض مكرس لموضوع الحرب والسلم من منظور كبار الفنانين، من غويا إلى بيكاسو.
اضافة الى عروض المسرح التي تتناول النزاع الذي قسم المجتمع الباسكي وتنوي المدينة الباسكية استغلال إعلانها عاصمة للثقافة الأوربية مع فروتسلاف البولندية للغوص طوال السنة في موضوع «العيش معًا بوئام» واضافة للفعاليات الثقافية والفنية ستبرز أيضًا مسائل أقل جدية، مثل فن الطبخ المحلي الرائع، حيث سيفتتح طهاة كبار أبواب مطابخهم أمام زملاء لهم من دول أوربية أخرى من أجل الدمج بين التقاليد المطبخية المتعددة.
وتتمتع هذه المدينة الشهيرة ب"لؤلؤة بحر كانتابريا"، بإمكانيات سياحية هائلة حيث إنها تعد قِبلة لهواة ركوب الأمواج ومقصداً للسياحة العلاجية ووجهة لعشاق السينما وعاصمة الذواقة في العالم.
وترجع شهرة مدينة سان سيباستيان الى السياحة العلاجية منذ زمن بعيد، حيث نصح الأطباء الملكة إيزابيلا الثانية بالإقامة في هذه المدينة للتخفيف من المشكلات الجلدية، التي كانت تعاني منها بفضل المناخ البحري الصحي.
ويمتاز خليج "لا كونشا" الذي يتخذ شكل محاري، ويحيط به جبل "إغلدو" وكذلك جبل "أورغول" من الجانب المقابل، ويوجد عند سفح هذا الجبل نادي الشراع الملكي وميناء الصيادين القديم حيث تنتشر من حوله البلدة القديمة.
الشواطئ الساحرة تشكل شواطئ "أوندارتيه" و"لا كونشا" الرائعة، التي تقع بين جبلي "إغلدو" و"أورغول"، نصف دائرة تمتد لمسافة كيلومتر ونصف.
كما تعتبر شواطئ المدينة من أجمل شواطئ العالم حيث يتمكن السياح من ركوب التليفريك، الذي تم إنشاؤه العام 1912، ونزول جبل "إغلدو" حتى مياه المحيط، ومشاهدة المنحوتات البديعة الموجودة على المنحدرات، والتي أبدعها النحات إدواردو شيليدا الشهير المنحدر من إقليم الباسك.
ومن المتوقع أن يساعد الاهتمام الدولي بمدينة سان سيباستيان باعتبارها عاصمة الثقافة الأوروبية خلال العام 2016، على ازدهار الحركة السياحية، من خلال تنظيم ما يزيد على 60 حدثاً من الفعاليات والأحداث الثقافية المثيرة وعروض الطهي لأشهر الأطباق، التي يمتاز بها إقليم الباسك.
كما سيتم تنظيم العديد من المهرجانات السينمائية والموسيقية، التي تجتذب عشرات الآلاف من السياح المهتمين بالتعرف على الثقافة الإسبانية.