«البوكيمون» والصحة النفسية

مزاج الأربعاء ٢٠/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٤٠ م

ستيفاني باباس - ترجمة: أحمد بدوي

ربما تكون قد شاهدت أو سمعت عن «سكويرتل» أو «رتاتا» الشخصيات الخاصة بلعبة الهواتف الذكية «البوكيمون»، أو ربما تكون قد قرأت عناوين الصحف حول الأعداد الكبيرة من الأشخاص من مستخدمي اللعبة التي حازت شعبية واسعة.

اللعبة تقوم على أساس استخدام الموقع الجغرافي لتحدد بوكيمون افتراضي في العالم الحقيقي، وترجع نسختها الأولى إلى ما قبل 20 عاما.
ويعود جزء من نجاح اللعبة إلى المزج بطريقة ماهرة بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي كما تقول باميلا ريتليدج، مدير مركز أبحاث علم النفس الإعلامي في نيوبورت بيتش، كاليفورنيا، التي تشير إلى أن تلك الميزة جنبا إلى جنب مع تلبية رغبات بشرية مثل الحاجة إلى التواصل الاجتماعي هي التي أكسبت اللعبة هذه الشعبية ما يوحي بأنها لمست جانبا مهما من الدوافع الرئيسية للسلوك البشري.
وتقول ريتليدج أن تقنيات الواقع الافتراضي لم يتم تطويرها بما فيه الكفاية إلى الحد الذي يسمح باستخدامها بشكل موحد بدون الشعور بدوار الحركة. إلا أن هذه المشكلة لا توجد مع البوكيمون جو التي لا تهدف إلى مشاهدات بانورامية معظمة كما يحدث في أجهزة الواقع الافتراضي. وبدلا من ذلك يتم ممارسة اللعبة على شاشات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الصغيرة، وهذه الشاشات يجب أن تكون محمولة، فاللعبة تتطلب من اللاعبين التوجه إلى بعض المواقع للإمساك بالبوكيمون واستخدام شخصياته في إدارة صراع فيما بينهم.
وقد طورت اللعبة بطريقة متقدمة لوضع البوكيمون في المناطق الملائمة للبيئة في العالم الحقيقي، على سبيل المثال الشخصيات التي تعيش في المياه بالقرب من الشاطئ، وشخصيات ليلية للاعبين وقت الغسق.
وتعتقد ريتليدج أن المعرفة السابقة بوجود لعبة البوكيمون ربما تكون قد ساعدت كثيرا في الإقبال عليها الآن، وحتى الأشخاص الذين لا يمارسون اللعبة ربما يكونون قد سمعوا عن أو شاهدوا تلك الشخصيات الكرتونية التي يحاول اللاعبون الإمساك بها.
وبعد آخر تشير إليه ريتليدج ضمن النوازع النفسية وهو الحاجة إلى الاختلاط مع الآخرين والرغبة في الخروج والقيام بنشاط حقيقي يمكن قياس نتائجه إلى جانب الحاجة إلى الكفاءة والإتقان لتحقيق هدف اللعبة وهو الإمساك بتلك الشخصيات.
ورغما عن الخطر المتمثل في انهماك اللاعبين وانشغالهم التام بشاشة الهاتف أثناء التحرك على أرض الواقع، ما دعا الشركة المنتجة إلى حث اللاعبين على الانتباه إلى الوسط المحيط بهم، إلا أن ريتليدج تعتقد أن اللعبة قد تكون مفيدة في نواح عديدة من الناحية النفسية، فاللاعبون يتحركون من مكان لآخر، وهناك الكثير من الدراسات التي وجدت أثرا للنشاط البدني في تحسين الحالة المزاجية. كما أن الواقع المعزز، بما في ذلك «بوكيمون جو» يتيح الفرصة لإضفاء أجواء من الخيال إلى الحياة الخاصة بطريقة يمكن إخضاعها للسيطرة.

عن لايف ساينس