مسقط - فريد قمر
يبدو أن الجهود التي وضعت في صلالة باتت تؤتي ثمارها، وأن قرار الاستثمار في تنمية محافظة ظفار سياحياً قدم مردوداً سريعاً بدا واضحاً مع انطلاقة الأسابيع الأولى من الموسم، والأهم أنه أحيى السياحة الداخلية التي يعتبر الحجر الأساس للتنمية المحلية في وطن يتميز بمقومات طبيعية ويبحث عن سبل فاعلة لتنويع الاقتصاد.
وحتى بداية الأسبوع الجاري، شهد خريف صلالة توافد أكثر من 127 ألفاً و235 سائحاً، يشكل العمانيون نحو 56.1 في المئة منهم مع عدد زوار بلغ 71 ألفاً و439 عمانياً بحسب أرقام المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، مما ساهم في زيادة نمو عدد السياح إلى محافظة ظفار بنسبة 128.7 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الفائت وذلك بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذت هذا العام لتطوير القطاع السياحي في المحافظة.
ويقول رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عمان علي بن سالم الحجري:إن السياحة الداخلية تمثل 40 في المئة في السلطنة في الوقت الحاضر وممكن ان تصل الى 60 في المئة في حال الاهتمام بها لأنها تشكل العمود الفقري للسياحة، وهذا العام بتنا نشهد في محافظة ظفار تطوراً نوعياً للسياحة الداخلية كنتيجة للمجهود الذي بذل في المحافظة، والناس بدأت تتفهم أن السياحة الداخلية اهم من السياحة الخارجية وأقل تكلفة.
وأضاف الحجري في تصريح لـ "الشبيبة" أن صلالة تغيرت هذا العام وبات فيها عدد من المنتجعات والمرافق التي بنيت خلال هذا الموسم، مما يعني توافر عدد أكبر من الغرف، والمطاعم وأماكن تسلية والترفيه مما شجع العمانيين والوافدين المقيمين في السلطنة على زيارتها بكثافة". ويؤكد الحجري ان هذا الموسم يشكل بداية التغيير فقط ، إذ ستشهد السنة المقبلة افتتاح المزيد من المشاريع والمنتجعات التي بدأ تنفيذها مما يزيد فرص تنمية السياحة الدالية والخارجية في المحافظة.
ودعا الحجري إلى تعميم تجربة صلالة معتبراً أن الاهتمام الذي تضعه في أي منطقة سيعطيك النتائج الإيجابية في المقابل، والناس دائماً تريد أن تستكشف وأن ترى ما السبب خلف الاهتمام بهذه المنطقة مما يشجعهم على المضي في السياحة الداخلية". ويؤكد "أن في السلطنة الكثير من المقومات السياحية التي يمكن دعمها والاهتمام بها، كموسم الشتاء في الصحراء والجبال فضلاً عن موسم السياحة الساحلية في بحر العرب وهي مواسم يمكن انجاحها أكثر من خلال الاهتمام بها.
واشاد الحجري بالجهد الكبير الذي ابدته وزارة السياحة هذا العام والذي كان أفضل من السنوات السابقة إذ لم يترك الاهتمام لبلديات ظفار فقط بل كان ثمة تكامل وتعاون مما ساهم في إنجاح الموسم"، مؤكداً تفاؤله بالاستراتيجية السياحية التي عرضتها الوزارة لتطوير القطاع.
تحسين المردود السياحي
وساهمت زيادة السياحة الداخلية في تحسين المردود السياحي للمؤسسات السياحية، ما يعود بالنفع على الاقتصاد ككل، وتقول دنيز الخوري المسؤولة عن دائرة المبيعات في منتجع ماريوت صلالة: إن السياحة الداخلية تفيد القطاع أكثر من السياحة الخارجية، لا سيما أن السائح الآتي من البلد نفسه يكرّر زيارته أكثر من مرة أكان ذلك في الموسم نفسه أو في المواسم التالية.
وأكدت الخوري أن التحسينات التي طرأت على صلالة هذا العام ساهمت في تنشيط القطاع مع تحسين الخدمات وتوسيع مهرجان صلالة وابتكار أفكار جديدة كالأسواق واماكن الترفيه للأطفال والعائلات.
وحول تأثير الجهود المبذولة على القطاع أوضحت أن "نسبة الحجوزات من بداية الموسم وصلت إلى 60 في المئة وهو أمر ممتاز مقارنة مع السنوات الفائتة، وبيّنت أن نسبة الحجوزات المؤكدة تصل إلى 70 في المئة ابتداء من الأسبوع المقبل وهي مرشحة للزيادة.
وأعتبرت الخوري أن السياحة الداخلية شرط لتنشيط السياحة الخارجية "إذا لم يزر إبن البلد وطنه فكيف يمكنه أن يسوق بلده في الخارج" مؤكدة أن تطور السياحة الداخلية يساعد ابناء المنطقة على افتتاح مشاريعهم الخاصة، ويشجع الحكومة على تطوير خدماتها أكثر فأكثر.
تجارب مشجعة
وبدورهم أكد المواطنون أن الخدمات الجديدة ساهمت في تنشيط السياحة الداخلية واستقبال المزيد من الزوار إلى الخريف لا سيما أن تلك التحسينات تزامنت مع طقس مثالي للموسم.
ويقول خالد الراشدي، أحد زوار صلالة: "إن الخدمات باتت للأفضل بكثير مقارنة مع السنوات الفائتة لا سيما الخدمات العامة ودورات المياه التي باتت منتشرة في مختلف أرجاء المحافظة وليس في صلالة وحدها، فضلاً عن تواجد القوى الأمنية وسهرهم على راحة الزوار. وأشاد الراشدي "بتكثيف الرقابة على الفنادق والشقق الفندقية من حيث الأسعار وجودة الخدمات، فلوائح الأسعار واضحة وظاهرة ولا تخضع لأي تغييرات مفاجئة إذ شهدنا التزاماً تاماً بالقوانين والإجراءات.
ولاحظ الراشدي تزايد عدد الزوار ويشجع العمانيين والمقيمين في السلطنة على السياحة الداخلية التي تعد أقل تكلفة وأفضل لهم وللاقتصاد.
وبدوره قال عبد الله أحمد المرهون، أحد سكان صلالة، أن السياحة الداخلية أساسية لتنشيط المحافظة والاقتصاد مؤكداً، هذا العام بدا مختلفاً بسبب زيادة الاهتمام والخدمات" مؤكداً أهمية التغيير الذي حصل من خلال تحسين الشوارع الداخلية وتوسيعها لاسيما ان الشوارع كانت تشكل عقبة أساسية أمام تطوير السياحة في المنطقة".
وأضاف أنه "تم حل مشكلة الشقق الفندقية هذا الموسم مع افتتاح عدد من المنتجعات والفنادق.