القدس - ش
استولى مستوطنون من جمعية "العاد" الاستيطانية صباح امس الأربعاء على بناية سكنية جديدة في "حارة بيضون" ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك عبر تسريبها لهم من قبل صاحبها.
وقال كايد الرجبي عضو اللجنة التنظيمية في سلوان:" إن عشرات المستوطنين اقتحموا صباحًا "حارة بيضون" في حي وادي حلوة بسلوان، ودخلوا البناية السكنية وبحوزتهم المفاتيح، وأوراق ثبوتية كاملة.
وأوضح أن البناية مكونة من طابق قديم مساحته 80 مترًا مربعًا، وطابق حديث تم بنائه قبل عدة أسابيع، لافتًا إلى أن هناك أرض تحيط بالبناية تبلغ مساحتها نحو 50 مترًا مربعًا.
من جهته، قال فخري أبو دياب رئيس لجنة الدفاع عن بلدة سلوان : فوجئنا صباح اليوم بهدم قوات الاحتلال لأحد المنازل في البلدة، وباستيلاء مستوطنين على بناية سكنية تم تسريبها من أحد ضعاف النفوس.
وأوضح أن الاحتلال من وراء هذه الممارسات يحارب وجودنا وهويتنا في مدينة القدس، ويريد تصفيتنا، وأن لا نشعر بالأمان والاستقرار في هذه المدينة، مضيفًا "نحن نناضل ونحارب من أجل بقائنا وصمودنا على هذه الأرض المقدسة، وبالذات في المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى.
وأضاف أن الحرب الإسرائيلية في المدينة المقدسة تشن ليس فقط على الأرض، بل تستهدف أيضًا الإنسان ووجوده، ومن المؤلم أن يتم مساعدة المستوطنين في تسريب المنازل لهم.
وأكد أبو دياب أن سلطات الاحتلال تخطط للاستيلاء على منزل تلو الآخر بالقدس، وخاصة في المنطقة المحيطة بالأقصى، وذلك من أجل فرض سيطرتها المطلقة على المسجد، وتنفيذ مخططاتها التهويدية والاستيطانية.
وقال إن "ضعف الإيمان والعقيدة لدى هؤلاء الناس يدفعهم إلى مساعدة المستوطنين في تسريب العقارات والمنازل بالمدينة، فهم لا يعوون قيمة الأرض والعقار، فقد باعوا دينهم وضميرهم في سبيل مساعدة الاحتلال".
بدوره، قال مركز معلومات وادي حلوة في بيان صحفي إن حوالي 35 مستوطنًا من جمعية "العاد" بدعم ومساندة كاملة من قوات الاحتلال الخاصة اقتحموا حارة بيضون في سلوان، ودخلوا البناية السكنية عبر بابه بكل سهولة ودون أي مقاومة أو اعتراض من أصحابها الذين لم يتواجدوا في المكان.
ولفت إلى أن المستوطنين دخلوا البناية من أبوابها حيث كانت المفاتيح بحوزتهم، موضحًا أن البناية مكونة من طابقين، الطابق الأول قائم قبل احتلال مدينة القدس، أما الثاني تم بنائه وتجهيزه قبل عدة أسابيع فور خروج المستأجر المحمي من الشقة السكنية (الطابق الأول).
وأضاف أن أرض واسعة تحيط بالبناية المسربة، وهي ملاصقة للبؤر الاستيطانية التي تم تسريبها عام 2014، مبينًا أن البناية تعود للمدعو أحمد أبو طير، والذي رفع خلال السنوات الماضية دعوى ضد المستأجر لإخراجه من المنزل، وقبل عدة أسابيع (نهاية العام الماضي) تمكن من إخراجه بعد دفع مبلغ مالي له.
وأوضح أن أبو طير وفور إخراج المستأجر شرع ببناء الطابق الثاني للبناية، وخلال عملية البناء، لم تأتي طواقم البلدية للمنطقة، ولم توقفه عن أعمال البناء، كما يحصل في أحياء سلوان، حيث يمنع البناء وفي حال تم دون ترخيص يتم مداهمة المنطقة، وتسليم صاحب المنشأة أوامر هدم، إضافة إلى مصادرة معدات البناء.
وأشار إلى أن هذا لم يحصل مع المدعو أبو طير ورثة زوجته في دليل واضح على تورطه بعملية التسريب، والذي أجل التسليم حتى الانتهاء من عملية البناء.
وأفاد المركز أن المستوطنين قاموا فور دخول البناية بهدم الجدار الذي يفصلها عن بؤرة أخرى تم الاستيلاء عليها عام 2014 لتسهيل الحركة بين البؤر الاستيطانية.
وأوضح أن الاستيلاء على بناية أبو طير شكل سلسلة لثلاث بؤر استيطانية بالمنطقة، مبينًا أن 9 بؤر استيطانية أصبحت في "حارة بيضون"، منها منازل وبنايات سكنية وأراض واسعة، وأول البؤر تم تسريبها في تسعينيات القرن الماضي.