الشبيبة- ابراهيم مجاهد
على مدى عشرة أشهر واليمنيون يعيشون ظروفاً إنسانية أشد صعوبة وكارثية في ظل تفاقم الصراع الدائر في هذا البلد الفقير الذي بات المواطن يفتقد فيه لمقومات الحياة الضرورية التي تبقيه على قد الحياة، فأغلب اليمنيون اليوم يفتقرون للقوت الضروري ويعيشون تحت خط الفقر وثمة ملايين اليمنيين باتت المجاعة تتهددهم، سيما في المناطق التي لازالت واقعة ضمن خارطة الحرب المجنونة، وتشهد نزوحاً مستمراً إلى الأرياف وبعض المحافظات التي يرون أنها أمنة نسبياً رغم فقدانهم لمصادر كسبهم، ناهيك عن انعدام الخدمات الأساسية في معظم أرجاء البلاد.
اليمن الذي كان يطلق عليه البلد السعيد، لم يعد كذلك اليوم بسبب ماتشهده من حرب التي قاربت مدتها على إنهاء سنتها الأولى بعد شهرين وبضعة أيام. هذه المدة يبدو أنها لم تكن كافية لإقناع أطراف الصراع بأنه حان الوقت لإيقافها والاستماع إلى صوت العقل والسلام، فمفاوضات السلام التي كان يفترض أن تعقد منتصف الشهر الجاري، تم تأجيلها إلى موعد غير محدد. وهو مايجعل الباب مفتوحاً أمام استمرار الحرب التي حصدت حتى اليوم بحسب إحصائيات شبه دقيقة أكثر من 6000 شخص وخلفت أكثر منهم جرحى. غير الدمار الحاصل في البنية التحتية والممتلكات الخاصة والعامة.
مأساة حقيقية
أمام هذه المأساة والوضع الإنساني الكارثي يرى الدكتور فؤاد الصلاحي، استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، أنه وفقاً للمشهد الراهن في اليمن حيث الحروب من الداخل والخارج وتعميم الفوضى وانهيار الدولة وضعف شديد في الخدمات الإنسانية الأساسية يعيش المواطن اليمني مأساة حقيقية حيث يعاني في صعوبة الحصول على المواد الغذائية والعلاجية، ناهيك عن الخوف المستمر من القتل العشوائي الذي يصيب الأحياء السكنية خاصة في مدينة تعز (حاليا)، معتبراً هذا الأمر نتاج سياسات فاشلة وصراع على السلطة نجم عنه تدخل الخارج زاد المشهد سوءاً وقتامة..
ويقول الدكتور الصلاحي في حديثه لـ "الشبيبة" إن المواطن اليمني يعاني بشكل عام في كل أمور حياته وأكثر الفئات معاناة هم الأطفال والنساء والشيوخ وذوي الأمراض المتعددة، فنقص العلاج أو غيابه هدد آلاف من السكان ووقع بعضهم في الموت المحقق..
مساعدات لاتصل
ويؤكد الصلاحي إن الواقع اليمني يعكس انتهاك لحقوق المواطن في معيشته واستقراره. خاصة مع ضعف الدور الإغاثي الحكومي وغياب أي دور لسلطة صنعاء، مشيراً إلى أن الأدوار الأهلية والقادمة من المنظمات الإغاثية الدولية والإقليمية لاتكاد تذكر ولاتصل الى المحتاجين والمتضررين الحقيقيين في الريف وفي غالبية أحياء المدن المتعددة.
وبهذا الخصوص يقول الصلاحي: هناك من يسيطر على مواد الإغاثة لتوجيهها لمصالح جماعته أولا، المنظمات الأهلية بعضها تلعب دوراً ايجابياً وهناك منظمات ترفع صوتها عاليا في التعبير عن حاجة المواطن للدواء ا وترسل تقاريرها عبر الميديا الى المنظمات الدولية، مضيفاً: حقيقة الأمر المشهد السياسي والفوضى الأمنية أدخلت المجتمع وغالبية السكان في أزمات متعددة. والملمح الأبرز حاليا بحسب أستاذ الاجتماع السياسي، هو المعاناة الإنسانية لغالبية السكان وتعرض الأطفال والمرضى لنقص شديد في الأدوية اللازمة، ناهيك عن مخاطر تعرض هؤلاء دوما لإصابات متعددة ..
ويؤكد الصلاحي أنه تجاه هذه المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمن فمن الواجب على الدول العربية والخليجية مثل سلطنة عُمان وغيرها القيام بدور ايجابي بروابط الجيرة والأخوة، داعياً المنظمات الدولية كالأمم المتحدة أن تسرع الى دعم المواطن اليمني. وتحدث الصلاحي عما وصفه فشلاً لدور المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، حيث أنه لم يستطع في كسب دعم مالي من المتبرعين كرجال الأعمال والمؤسسات لصالح اليمن، ولم يستطع الحصول على مبالغ مالية من الأمم المتحدة نفسها توجه نحو الإغاثة.
الاستقرار لا الحرب:
واعتبر الدكتور الصلاحي ذلك مؤشراً على أن المبعوث الأممي فشل سياسيا وفشل في الإغاثة إنسانياً، مؤكداً أنه أمام هذا الفشل للمبعوث الدولي والغياب الحكومي و لسلطة صنعاء، يكون الدور كله مرهون بتعزيز التضامن الداخلي وحضور التساند وفاعلية ما هو قائم من منظمات إنسانية، مشدداً على ضرورة تحريك المطالبة شعبيا ومن الحكومة نحو المنظمات الدولية لإغاثة اليمن، مستدركاً بالقول: وهنا يجب أن تكون الخطوة الأولى في نظري لتحقيق الدعم الإنساني أن نطالب بإيقاف الحرب وكل مظاهر الاقتتال وهو أمر غاية في الأهمية حيث كنت ولا أزال أدعو الى رفض الحرب فاليمن بحاجة الى التنمية والاستقرار وليس الى مزيد من الفوضى والحروب من الداخل والخارج.
وقال في ختام حديثه لـ "الشبيبة": لابد من الاهتمام بالإنسان واحترامه بتوفير وسائل معيشته شأنه شأن أي إنسان في العالم. ومنع الدواء والغذاء عنه إنما هو حقوق شعب بكاملة وهو أمر يدخل في نطاق الجرائم الإنسانية.. أدعو المندوب الاممي والمنظمات الإنسانية عربيا ودوليا الى تعزيز حضورها في اليمن لتقوم بدورها الإغاثي لإنقاذ آلاف المواطنين في ريف ومدن اليمن.. الواقع الراهن مأساوي وحمل كبير على عاتق المواطنين والعائلات. ولا تستطيع المنظمات الأهلية الصغيرة أن تقوم بدورها لمحدودية ما تملكه من موارد.. وهنا يكون الأمل مرهون بإيقاف الحروب وبدور إنساني وتنموي لدول الخليج والأمم المتحدة.
ميدانيا قصفت طائرات دول التحالف العربى فجر امس مواقع تابعة لجماعة الحوثيين وصالح فى صنعاء باليمن. وذكر شهود عيان أن الطائرات استهدفت فجر مدرسة الحرس الجمهورى بجوار الأكاديمية العسكرية على طريق مطار صنعاء شمالى العاصمة مما أدى إلى حدوث انفجارات عنيفة بالمدرسة. كما استهدفت الطائرات معسكر الصيانة وموقعا آخر بالقرب من معسكر الغوش للدفاع الجوى بمنطقة ضلاع همدان شمال غربى العاصمة ومواقع فى مديرية نهم شرقى صنعاء المجاورة لمحافظة مأرب ومنطقة نقيل نهم على الطريق بين صنعاء ومأرب ومواقع أخرى فى مديرية بنى حشيش المجاورة لنهم. واستمرت طائرات التحالف فى القيام بطلعات استكشافية فوق العاصمة صنعاء على فترات متقطعة استمرت حتى صباح امس .