بان كى مون: أغلب ضحايا العنف من المسلمين وعلينا مواجهة التطرف

الحدث الأربعاء ٢٠/يناير/٢٠١٦ ٢٣:٢٩ م
بان كى مون: أغلب ضحايا العنف من المسلمين وعلينا مواجهة التطرف

القاهرة - ش قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن التطرف المصحوب بالعنف ينال مباشرة من المبادئ المكرسة فى ميثاق الأمم المتحدة، ويهدد بشكل خطير السلام والأمن الدوليين. وأشار بان كى مون - فى بيان وزعه المكتب الإعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة- إلى أن جماعات إرهابية مثل داعش وبوكو حرام وغيرهما قامت باختطاف الفتيات بوقاحة، وبإنكار حقوق المرأة بشكل منهجي، وبتدمير المؤسسات الثقافية، وتحريف القيم السلمية للأديان، وبقتل آلاف الأبرياء بوحشية فى جميع أنحاء العالم، وباتت هذه الجماعات تستقطب المقاتلين الإرهابيين الأجانب، الذين يذعنون بسهولة للخطابات الساذجة وينقادون لنغمات الإغواء.
ولفت مون إلى أن خطر التطرف المصحوب بالعنف ليس مقصورا على دين بعينه أو قومية بعينها أو جماعة عرقية بعينها، فالغالبية العظمى من ضحاياه فى العالم بأسره هم مسلمون، فى الوقت الحاضر، مشددا على أن مواجهة هذا التحدى تتطلب ردا موحدا، ويستلزم العمل بطريقة تفضى إلى حل المشكلة لا إلى استفحالها.
وأضاف أن سنوات عديدة من التجربة أثبتت أن السياسات المتسمة بقصر النظر، والقيادة الفاشلة، والنهج المتشددة، والتركيز المطلق على التدابير الأمنية والتجاهل التام لحقوق الإنسان كثيرا ما تؤدى إلى استفحال الأمور، داعيا إلى عدم نسيان أن الجماعات الإرهابية لا تسعى إلى إطلاق العنان لأعمال العنف فحسب، وإنما أيضا إلى إثارة ردود فعل صارمة.
وقال إن المجتمع الدولى يحتاج إلى التزام الهدوء والتروى والتصرف وفق الحس السليم، ويجب ألا يتحكم فينا الخوف - أو أن يستفزنا من يسعون إلى استغلاله، حتى لا يؤدى التصدى للتطرف المصحوب بالعنف إلى نتائج عكسية. وأشار إلى أنه قدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة عمل لمنع التطرف المصحوب بالعنف، تتضمن نهجا عمليا وشاملا للتصدى للعوامل المساهمة فى نشوء هذا الخطر، وتركز على الفكر المتطرف العنيف الذى يمكن أن يؤدى إلى الإرهاب، وتعرض هذه الخطة أكثر من 70 توصية لاتخاذ إجراءات متضافرة على الصعد العالمى والإقليمى والوطني، تستند على خمس نقاط مترابطة.
وقال بان كى مون إن النقطة الأولى هى ضرورة إعطاء الأولوية للوقاية، حيث أن المجتمع الدولى له كل الحق فى صد هذا الخطر باستخدام الوسائل المشروعة، لكن علينا أن نولى اهتماما خاصا لمعالجة أسباب التطرف المصحوب بالعنف من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة على المدى الطويل، وليس هناك طريق واحد يؤدى إلى التطرف المصحوب بالعنف، ولكننا نعلم أن التطرف ينمو حينما تنتهك حقوق الإنسان، ويقلص الحيز السياسي، وتتجاهل تطلعات الإدماج، وحينما يفتقر عددا كبيرا للغاية من الناس - لا سيما الشباب - إلى آفاق أمامهم وإلى معنى لحياتهم. وأضاف مون "نرى فى سوريا وليبيا وفى أماكن أخرى أن المتطرفين المستخدمين للعنف يجعلون النزاعات التى لا تجد طريقها إلى الحل والتى يطول أمدها أكثر استعصاء على التسوية، ونعلم أيضا ما هى العناصر الأساسية للنجاح، الحوكمة الرشيدة، وسيادة القانون، والمشاركة السياسية، والتعليم الجيد وفرص العامل اللائق، والاحترام التام لحقوق الإنسان، ويتعين علينا أن نقوم بجهد خاص للتواصل مع الشباب والإقرار بما لديهم من إمكانات ليكونوا بناة للسلام. ويجب أن يكون حماية المرأة وتمكينها أيضا عنصرا رئيسا فى تدابيرنا للتصدى لهذا التطرف". ودعا بان كى مون إلى تبنى القيادة القائمة على المبادئ والمؤسسات الفعالة، حيث أن الإيديولوجيات السامة لا تنشأ من فراغ، فالاضطهاد والفساد والظلم كلها عوامل تغذى مشاعر الاستياء، والإرهابيون بارعون فى زرع بذور الاستلاب، ولهذا السبب حث بان كى مون القادة على مضاعفة الجهود لبناء مؤسسات شاملة تكون حقا مسؤولة أمام الشعب، والاستماع لمظالم شعوبهم والعمل على معالجتها.