جدل في تركيا حول «طائرة أردوجان»

الحدث الثلاثاء ١٩/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٢١ ص
جدل في تركيا حول «طائرة أردوجان»

أنقرة - إسطنبول - - وكالات

في ذروة محاولة الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوجان كانت طائرته في مرمى بصر اثنين من الطيارين المتمردين يقودان مقاتلتين من طراز إف-16. ومع ذلك تمكنت طائرته من مواصلة رحلتها. كان أردوجان عائدا إلى إسطنبول من عطلة كان يقضيها قرب منتجع مرمريس الساحلي بعد أن بدأ فصيل من الجيش المحاولة الانقلابية مساء يوم الجمعة وأغلق جسرا على البوسفور وحاول السيطرة على المطار الرئيسي في إسطنبول وأرسل الدبابات إلى البرلمان في أنقرة.

تطورات الأحداث

وقال ضابط عسكري سابق مطلع على تطورات الأحداث لرويترز: «طائرتان على الأقل من طراز إف-16 تحرشتا بطائرة أردوجان وهي في الجو في طريقها إلى إسطنبول. وثبتت الطائرتان رادارهما على طائرته وعلى طائرتين أخريين من طراز إف-16 كانتا تحرسانه».
وأضاف «أما لماذا لم تطلقا النار؟ فهذا لغز.» كان من شأن نجاح خطة الإطاحة بأردوجان الذي حكم تركيا منذ العام 2003 أن يزج بالبلاد في دوامة صراع ويحدث هزة جديدة في الشرق الأوسط بعد خمس سنوات من تفجر انتفاضات الربيع العربي وانزلاق سوريا الجار الجنوبي لتركيا إلى أتون الحرب الأهلية.

وأكد مسؤول تركي رفيع لرويتـــرز أن طائـــــرة أردوجــــان تعــــرضــــت لمضايقات أثناء طيرانها من المطار الذي يخدم مرمــــريس مـــن جانب مقاتلتين مــــن طراز إف -16 يقودهما طــــياران من الانقلابيين، غير أنه تمكن من الوصــــول بسلام إلــــى إسطنبول.

محاولة اعتقال

وقال مسؤول كبير آخر إن طائرة الرئاسة واجهت «متاعب في الجو» لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال أردوجان خلال محاولة الانقلاب إن المتمردين حاولوا الاعتداء عليه في مدينة مرمريس وقصفوا أماكن بعد أن غادرها بفترة قصيرة.

وقال المسؤول الثاني إن أردوجان «أفلت من الموت بفارق دقائق». وقالت قناة سي.إن.إن ترك إن حوالي 25 جنديا هبطوا من طائرات هليكوبتر بحبال على فندق في مرمريس عقب مغادرة أردوجان فيما بدا أنها محاولة للقبض عليه.
وقال المسؤول إن رئيس الوزراء بن علي يلدريم استهدف استهدافا مباشرا في إسطنبول خلال محاولة الانقلاب ونجا بأعجوبة. وأظهرت مواقع تتبع حركة الطائرات انطلاق طائرة من طراز جلف ستريم من النوع الذي تمتلكه الحكومة التركية من مطار دالامان الواقع على مسافة ساعة وربع الساعة بالسيارة من مرمريس نحو الساعة 22:40 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة.

وظلت هذه الطائرة تدور في مسار تحليق ثابت جنوبي إسطنبول في الوقت الذي كان شاهد من رويترز مازال يسمع فيه أزيز زخات من الرصاص في المطار وذلك قبل أن تهبط في نهاية الأمر.

استهداف المخابرات التركية

وهز دوي النيران والانفجارات مدينتي إسطنبول وأنقرة مساء يوم الجمعة بعد أن أطلق فصيل القوات المسلحة المتمرد النار على مقر جهاز المخابرات التركية، وعلى البرلمان في العاصمة في محاولته للاستيلاء على السلطة.
وخلال المحاولة أرغم الإنقلابيون تلفزيون الدولة على قراءة بيان يعلن حظر التجول في جميع أنحاء البلاد. غير أن المحاولة انهارت بعد أن تصدت القوات الموالية لأردوجان للمتمردين وبعد أن ظهر الزعيم التركي بنفسه على شاشة قناة سي.إن.إن ترك في مكالمة هاتفية بالفيديو ليحث شعبه على الخروج إلى الشوارع دعما له.
وسقط أكثر من 290 قتيلا في أحداث العنف منهم 104 من أنصار الانقلاب والباقون أغلبهم من المدنيين وضباط الشرطة. ويبدو أن النشاط الجوي للانقلابيين تركز على قاعدة أكينجي الجوية الواقعة على مسافة 50 كيلومترا تقريبا إلى الشمال الغربي من أنقرة، وقال ضابط سابق بالجيش إن 15 طيارا على الأقل شاركوا في المحاولة تحت إمرة أحد قادة المتمردين.
واحتجز رئيس هيئة أركان القوات المسلحة خلوصي أكار رهينة في القاعدة خلال المحاولة الانقلابية غير أنه تم إنقاذه في نهاية الأمر. وخلال الفوضى التي سادت البلاد مساء يوم الجمعة حلقت طائرات حربية أقلعت من قاعدة أكينجي يقودها الطيارون المتمردون على ارتفاعات منخفضة فوق إسطنبول وأنقرة مرارا فحطمت زجاج النوافذ وأفزعت المدنيين بدوي اختراقها حاجز الصوت.
وقال المسؤول الأول إن مقاتلات أقلعت من قاعدة جوية أخرى في اسكي شهر غربي أنقرة لقصف قاعدة أكينجي ومحاولة دحر المتمردين. غير أن طائرات الانقلابيين تمكنت من مواصلة التحليق خلال الليل من خلال إعادة التزود بالوقود في الجو بعد الاستيلاء على طائرة صهريج.
وأقلعت طائرة الوقود من قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا التي يستخدمها التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة لقصف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وقال المسؤول إنه تم اعتقال قائد قاعدة انجرليك يوم الأحد بتهمة التواطؤ.
وقال ثلاثة مسؤولين كبار في أنقرة إن أكين أوزترك قائد سلاح الجو حتى العام 2015 وأحد أعضاء المجلس العسكري الأعلى أرفع مؤسسات الإشراف على القوات المسلحة هو أحد المخططين الرئيسيين للمؤامرة الانقلابية.
وكان أوزترك واحدا من آلاف العسكريين الذين تم اعتقالهم وظهرت صورهم يوم الأحد وأيديهم في الأصفاد ويرتدون قمصانا مقلمة من نوع بولو شيرت في مقر قيادة الشرطة في أنقرة.
وكان من المقرر إحالة أوزترك للتقاعد في أغسطس المقبل خلال اجتماع للمجلس العسكري الأعلى الذي ينعقد مرتين كل عام. وتوضح بياناته الشخصية التي ما زالت موجودة على موقع القوات المسلحة على الإنترنت أنه من مواليد العام 1952.
وقال المسؤولون الثلاثة في أنقرة إن من المعتقد أن المخطط الثاني وراء محاولة الانقلاب هو محرم كوسا المستشار القانوني السابق لرئيس هيئة الأركان الذي وصفه بأنه من أتباع فتح الله كولن رجل الدين التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة ويتهمه أردوجان بأنه وراء تنفيذ المحاولة الانقلابية.