العنصرية تحاصر "سوريو لبنان"

الحدث الثلاثاء ١٩/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:١٩ ص
العنصرية تحاصر "سوريو لبنان"

بيروت – ش – وكالات
خرق أبو عدنان حظر التجول المفروض على اللاجئين السوريين في بلدة رميش في جنوب لبنان، ليحمل طفله الرضيع إلى الطبيب، فأوقفه عناصر شرطة البلدية.. لم يقتنعوا بإجابته فرافقوه إلى وجهته، ولم يغادروا حتى تأكدوا من عودته إلى المنزل.
حظر تجول، توقيف وترحيل ومداهمات، إجبار على تنظيف الشوارع، وتحديد عدد سكان الغرف المستأجرة.. إجراءات اتخذتها بلديات لبنانية في حق السوريين تحت عنوان حفظ الأمن، لاسيما بعد الاعتداءات الأخيرة في بلدة القاع (شرق)، لكنها اثارت غضب شريحة واسعة من اللبنانيين، ودفعت بناشطين أمس الاثنين إلى الدعوة للتظاهر احتجاجا على ما اعتبرته إجراءات "عنصرية".
ويروي ابو عدنان، وهو اسم مستعار، لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي "مرض مولودي الجديد وكان عمره 15 يوما، سارعت به مع زوجتي مساء إلى الطبيب. أوقفنا عناصر من شرطة البلدية وبدأوا بالتحقيق معنا، إلى أين أنت ذاهب؟ ولماذا؟" ويضيف "سمحوا لنا بمواصلة طريقنا إلا أنهم ساروا خلفنا، انتظرونا وعادوا معنا حتى وصلنا إلى البيت". ويقول "أصبحت الأمور صعبة جدا أخيرا".
ويروي أن "مجموعة من الشبان السكارى دخلت مرة إلى سكن للاجئين سوريين في رميش، وبدأوا يضربونهم وبوجهون لهم إهانات، إلا أن البلدية لم تقف مع السوريين، بل رحلت العشرات منهم".
وعلى صفحتها على موقع "فيسبوك"، تدعو بلدية رميش "كل مواطن لأن يكون خفيرا" والتبليغ عن "أي حركة مريبة"، مؤكدة "وضعنا مشروع تنظيم الوجود السوري ضمن اولوياتنا".
ويقول رئيس بلدية رميش مارون شبلي "كان يوجد في رميش اكثر من الف سوري، ما يفوق قدرة البلدة البالغ عدد سكانها ستة آلاف على التحمل". واتخذ قرار بالابقاء على كل من له كفيل من اهل البلدة فقط، ولم يبق حتى الآن سوى "نحو 500 لاجئ".
واعربت الباحثة في شؤون اللاجئين لدى منظمة العفو الدولية خيرونيسا دهالا عن "القلق تجاه التقارير التي تتحدث عن انتهاكات واساءة جسدية يتعرض لها اللاجئون السوريون ومنها توقيف عشوائي واخلاء بالقوة لمخيمات".
وتم خلال الاسبوع الماضي تداول صور عبر وسائل الاعلام والانترنت حول مداهمة عناصر من شرطة بلدية عمشيت شمال بيروت، لمكان سكن لاجئين سوريين ليلا، ظهر فيها ستة سوريين على الاقل وهم راكعون على الارض، فيما يبدو في صورة اخرى اكثر من عشرة اشخاص يقفون وجوههم إلى الحائط وايديهم إلى الخلف.
ورفضت بلدية عمشيت اتهامها "بالعنصرية"، مؤكدة في بيان ان "الحملات التي تقوم بها وحدة الشرطة والحرس تأتي انسجاما مع مختلف التدابير الامنية المتخذة من قبل القوى الامنية والعسكرية في المناطق اللبنانية كافة لناحية استباق اي عمل او اختراق أمني تقوم به جهات ارهابية".
وازدادت وتيرة الممارسات تجاه اللاجئين السوريين بشكل لافت بعد التفجيرات الانتحارية في بلدة القاع حيث قتل خمسة مدنيين واصيب 28 آخرون بجروح في 27 يونيو. وذكرت تقارير ان منفذي الاعتداءات من السوريين، بينما اوقفت القوى الامنية اشخاصا على ارتباط بالاعتداءات بينهم سوريون.
وخلال الاسبوع الماضي، اعادت بلديات في مناطق عدة رفع لافتات على الطرق تطلب من السوريين عدم التجول ليلا، في اجراء تكرر السنوات الماضية. وتروي السورية ام لؤي (اسم مستعار) في قرية خربة سلم في الجنوب "بعد تفجيرات القاع، داهم رجال الامن منازل السوريين عند الساعة العاشرة والنصف ليلا، بعثروا في الثياب وبحثوا في المحادثات على الاجهزة الخلوية واوقفوا كل من اوراقهم ليست نظامية".