الاشتراطات تعيق حوار اليمن

الحدث الثلاثاء ١٩/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:١٥ ص
الاشتراطات تعيق حوار اليمن

عدن – إبراهيم مجاهد
رغمَ ذهاب أطراف الأزمة اليمنية إلى الكويت، لاستئناف المشاورات، فإن الأوضاع في الداخل ما تزال تشهدُ توتراً، ومواجهات، واشتباكات، لم تتوقف، فيوم أمس الاثنين، أفادت وكالة "فرانس برس" أن 11 جنود يمنيين قتلوا على الأقل وأصيب آخرين نتيجة تفجير سيارتين مفخختين في مدينة المكلا جنوب اليمن، فيما قالت وكالة رويترز بأن سيارة ملغومة انفجرت يوم أمس عند نقطة تفتيش أمنية في مدينة الضالع اليمنية، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخر، مضيفة أن انفجارا ثانيا ضرب مدينة المكلا الجنوبية أسفر عن مقتل جنديين، ويأتي ذلك بعد اعتقال السلطات اليمنية لاثنين من أخطر عناصر القاعدة، حيث نفذت الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن، جنوبي اليمن منزل شخص تعتبره السلطات الأمنية بالمحافظة أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في لحج. وقال بلاغ صادر عن إدارة أمن عدن – حصلت "الشبيبة" على نسخة منه- :تمكنت وحدة أمنية بإدارة أمن عدن متخصصة بمكافحة الإرهاب من مداهمة منزل "خلاد الدبا" أبرز قيادات تنظيم القاعدة في منطقة الدبا بمحافظة لحج.
وأضاف البلاغ: وخلال مداهمة المنزل عثرت قوات الأمن على خزانين ممتلئين بمواد شديدة الانفجار كانا مدفونين داخل المنزل بشكل متقن ومن بين المواد المتفجرة مادة "السيفور" وألغام وصواعق تفجير وقذائف مختلفة بالإضافة إلى أجهزة تحكم بالمتفجرات عن بعد. ولم يذكر البلاغ أنه تم القبض على أحد في المنزل.
وتتهم السلطات الأمنية بعدن "خلاد الدبا" بالتورط في التخطيط وتنفيذ والإشراف على عدة عمليات إرهابية واستخدام منزله لإدارة هذه العمليات الإرهابية. وتأتي هذه المداهمة ضمن سلسلة مداهمات وحملات اعتقالات تنفذها الأجهزة الأمنية في محافظتي عدن ولحج، جنوبي البلاد، منذ نحو أسبوع بشكل شبه يومي، اعتقلت خلالها العديد من الأشخاص للاشتباه في تورطهم بالتعاون مع تنظيم القاعدة أو "داعش". إلاّ أن السلطات لم تكشف عن نتائج أي تحقيقات في هذا الجانب رغم مضي أشهر على اعتقال بعض المشتبه بهم.
وعلى الصعيد السياسي؛ كشفت مصادر يمنية مقربة من الوفد الحكومي المشارك في مشاورات السلام اليمنية التي استأنفت يوم السبت الفائت بالكويت، أن الجولة الحالية من المشاورات السلام لن تختلف عن سابقتها من حيث النتائج، فالمؤشرات الأولية من خلال أولى جلسات هذه المشاورات كشفت أن هوة الخلاف والتباين بين طرفي المشاورات مازالت شاسعة.
وذكرت المصادر لـ "الشبيبة" أن تمسك وفد تحالف الحوثي – صالح بتشكيل حكومة ائتلافية قبل عملية تسليم السلاح والانسحاب من المدن، وتنفيذ إجراءات بناء الثقة المتفق عليها في مفاوضات بييل السويسرية، المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية والطبية. زاد من تعقيد جهود إحلال السلام وأعاد المفاوضات إلى المربع الأول الذي كانت عليه في إبريل المنصرم. الأمر الذي يجعل فشل هذه الجولة من المشاورات اليمنية، أمر وارد بقوة خاصة في ظل الانسداد المبكر لهذه المفاوضات.
المصادر اليمنية، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أكدت أن الوفد الممثل للحكومة اليمنية بات على قناعة تامة بأن هذه المشاورات لن تحقق لليمنيين شيء من السلام وأنها عبثية ولن تكون مجدية. ونقلت المصادر عن أحد مستشاري الوفد الحكومي في مشاورات السلام قوله: استمرار الوفد الحكومي في المشاركة في جلسات المشاورات في الكويت يأتي من باب الاستجابة للضغوط التي مُورست على السلطات اليمنية للمشاركة، والوفد الحكومي مقتنع بأن أي كلام يصدر من المبعوث الأممي في تحقيق السلام وإنهاء الحالة الراهنة في اليمن عبر المشاورات بتنفيذ قرار مجلس الأمن، مجرد بيع وهم لليمنيين والمجتمع الدولي ككل، مؤكدة في الوقت ذاته بأن الحوار الحقيقي هو في الميدان.
وطيلة الجولة الأولى من المشاورات، التي استمرت 73 يوما، تمسك الوفد الحكومي بـ "انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن اليمنية وتسليم السلاح الثقيل للدولة، وإنهاء الانقلاب وما ترتب عليه"، فيما يشترط الحوثيون "تشكيل حكومة وحدة وطنية يكونون شركاء فيها قبل الدخول في الاجراءات الأمنية".
واشترط الوفد الحكومي للمشاركة في الجولة الثانية من المشاورات بعد قرار سابق بمقاطعتها، التزام “الحوثيين” و”حزب صالح”، باحترام ثلاث مرجعيات، وهي “القرار الأممي رقم 2216 (ينص على انسحاب الميليشيا من المدن التي سيطرت عليها وتسليم السلاح الثقيل للدولة)، والمبادرة الخليجية (اتفاق رعته دول الخليج قضى بتسليم الرئيس السابق علي عبدالله صالح للسلطة عقب ثورة شعبية في العام 2011)، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني (مارس 2013 ـ يناير 2014 ونص على تقسيم اليمن إلى دولة اتحادية من 6 أقاليم، 4 في الشمال و2 في الجنوب).