سعيد الوهيبي
يعتبر الانضمام للسلك العسكري شرفا كبيرا ووساما يتقلد به كل منتسبي قواتنا المسلحة، فالذود عن مصالح الوطن وحفظ الأمن هو واجب على كل من يعيش على هذه الارض الطيبة.
ولكن ما يتردد كثيراً على مسمعي ـ خصوصا من طلبة الجامعات والكليات ـ هي عبارة "مردها عسكرية"، حيث يعتقد الكثير منهم بأنه لا مجال للعمل سوى في المجال العسكري وأن سوق العمل بات مشبعاً بالكوادر التي تلبي كافة متطلباته. لذلك وبعد كل إعلان للشواغر في القطاعات العسكرية يقوم هؤلاء الطلبة بترك مقاعد الدراسة والتقدم لتلك الوظائف، وحتى إن لم تكن لهم نية للعمل في ذلك المجال سوى الحصول على الامتيازات وحسب.
هنا يظهر لنا مؤشر خطير جداً يتمحور في صعوبة الحصول على وظيفة بعد الحصول على المؤهل الجامعي، مما جعل الكثير من القدرات الشبابية تتخلى عن فكرة الحصول على المؤهل الجامعي، ولو تأملنا فعلا في سوق العمل بالسلطنة لوجدناه يفتقر للعديد من الكوادر العمانية المؤهلة، وهنا نتساءل لماذا نجد أعدادا من الخريجين دون وظائف بالرغم من حاجة السوق لهم، وما مدى جدية الشركات في تشغيل القوى العاملة الوطنية، والسؤال الأخطر إلى متى يستمر مسلسل التخبط بين المؤهلات المتوفرة في الجامعات والكليات وحاجة سوق العمل الفعلية؟، أم أن المسألة مختصرة في "خذ المؤهل وبعدها تنفرج، ومردها عسكرية".