التفاؤل يطيل العمر

مزاج الاثنين ١٨/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٠١ ص

ترجمة: أحمد بدوي
هل تتطلع إلى الأسبوع المقبل؟ وهل تشعر أنك أصغر سنا من عمرك الفعلي؟ وهل تحمل شعورا بالهدف؟ إذا كان الأمر كذلك فقد فعلت شيئا للحد من خطر الأمراض التنكسية، بل وربما تكون قد أضفت سنوات إلى حياتك.
تقول د. لورا كوبزانسكي أستاذ العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد: نظرتك للحياة وشعورك بالتفاؤل ووجود الهدف ينبئ بنتائج صحية.
وقد درست د. لورا الآثار الصحية للعديد من أشكال الصحة النفسية، ووجدت أن الحيوية العاطفية التي تتميز بوجود الحماس والأمل والمشاركة في الحياة والقدرة على مواجهة ضغوط الحياة بتوازن عاطفي ترتبط بانخفاض كبير في خطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
وقامت د. لورا مع زملائها بتحليل بيانات نتائج للحيوية العاطفية والصحة من دراسة وطنية لفحص الصحة والتغذية، وهي دراسة وطنية سارية تتضمن مقابلات شخصية وكشف طبي.
وفي عام 2007 ذكر فريقها أن من بين 6025 مشارك، كان أولئك الذين يتمتعون بمستويات عالية من الحيوية العاطفية في وقت مبكر أقل عرضة بكثير لأمراض القلب والأوعية الدموية، وتأخرت احتمالات تعرضهم لتلك الأمراض حتى 15 عاما لاحقة. وفي عام 2015 كانت نتيجة دراسة مماثلة شملت 6019 مشارك لمدة 16 عام في المتوسط وجود ارتباط بين الحيوية العاطفية وانخفاض احتمالات الاصابة بالسكتة الدماغية.
كما أشارت دراسات أخرى الى أن الأشخاص الذين يحتفظون بالحيوية العاطفية أثناء المرض المزمن والعجز يظهرون نتائج طيبة.
أما إذا كانت نظرتك الى الحياة أكثر تركيزا على "نصف الكوب الفارغ" ويكاد يكون هو التوجه الغالب عندك لسنوات طويلة، ربما تكون هناك صعوبة أكبر في عملية تكوين نظرة أكثر ايجابية، بيد أن الاقتراحات التي تحملها الفقرة التالية قد تكون مفيدة.
لا تسهب في الحديث عن عمرك، فهناك مجموعة متزايدة من البحوث تشير إلى أن الأشخاص الذين يقولون أنهم يشعرون أنهم أقل سنا من أعمارهم الفعلية يميلون إلى العيش لفترة أطول. ووجدت دراسة بريطانية شملت 6500 شخصا متوسط أعمارهم 65 عاما أن معدلات الوفاة لدى الأشخاص الذين قالوا أنهم يشعرون أنهم أكبر سنا من أعمارهم كانت أكبر بنسبة 41٪ خلال السنوات الثماني التالية مقارنة مع الأشخاص الذين يشعرون أنهم أصغر من عمرهم الحقيقي. وعند التفكير في الشيخوخة ليكن ذلك من منظور الجوانب الإيجابية، مثل الحكمة والخبرة والنضج العاطفي.
وفي عام 2000 قام فريق من الباحثين بتحليل بيانات دراسة ممتدة في أوهايو للشيخوخة والتقاعد، ووجد الباحثون أن الرجال والنساء الذين أعربوا عن وجهات نظر إيجابية عن الشيخوخة قبل 23 عاما عاشوا في المتوسط 7.5 سنوات أطول من أصحاب المواقف السلبية.
وليكن تركيزك على ما هو أهم، فعدد كبير من البحوث خلصت الى أن مثل هذا التركيز يتحسن مع التقدم في السن كما تقول د. لورا، ونصبح أكثر قدرة على غربلة القضايا التي تتطلب اهتمامنا من تلك التي قد تكون مجرد مضايقات طفيفة.
النظرة الواعية للحظة الراهنة، فهناك أدلة متزايدة تشير إلى أن قبول الأفكار والمشاعر الآنية بانتظام يمنح مجموعة من المزايا النفسية، مثل سد الطريق على القلق والمساعدة في فقدان الوزن، وعلى المدى القصير، يمكن أن تحميك من العودة إلى الأفكار السلبية.
الحفاظ على الشعور بالهدف، ربما يحمل سن التقاعد مشاعر الاجبار على ترك العمل، ولكن هذا لا يعني أن تقبل فكرة أنك فقدت قدراتك السابقة، قم بتوجيه هذه القدرات لتكون فرصة لبدء عمل تجاري أو متابعة رياضة أوتعلم لغة أو المشاركة في الأنشطة التطوعية وغيرها من المجالات التي تفتح لك آفاقا جديدة لحياة صحية نشطة.
تربيون ميديا