عواصم - ش - وكالات
بعد الإعلان عن فشل محاولة الانقلاب في تركيا، توالت ردود الفعل الأوروبية التي عبرت عن ارتياحها، وطمأنينتها لاستقرار الأوضاع وتسويتها في تلك البلاد.
رئيس البرلمان الأوروبي شولتس أبدى ارتياحه لعودة الهدوء إلى البلاد، فيما قالت برلين إنها تدعم الحكومة المنتخبة في أنقرة. وفي حدود الساعة العاشرة ليلا أغلق جسرا البوسفور والسلطان محمد الفاتح. وهو الإجراء الذي لم يعرف أسبابه حينها. وأظهرت لقطات نشرتها وكالة دوجان للأنباء عمليات تحويل السيارات والحافلات إلى مسارات أخرى. كما شهدت العاصمة أنقرة انفجارات عديدة.
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس السبت أشاد "بالتأييد القوي" الذي ابداه المجتمع المدني والسياسي التركي بعد إحباط محاولة الانقلاب العسكرية. وكتب ستولتنبرغ على تويتر "أحيي التأييد القوي الذي أبداه الشعب وجميع الأحزاب السياسية للديموقراطية وللحكومة المنتخبة ديموقراطيا في تركيا".
كما وأبدى مارتين شولتس رئيس البرلمان الأوروبي رد فعل إيجابيا حيال عودة الوضع إلى الهدوء في تركيا. وكتب شولتس أمس على موقع (تويتر) معلقا على فشل الانقلاب:" أنا أرحب بعودة سيادة القانون صباح اليوم". وطالب شولتس بإنهاء سفك الدماء بالكامل وضمان الفصل بين السلطات وحريات الأفراد واختتم كلمته بالقول إن" الاستقرار في تركيا عامل حاسم بالنسبة للمنطقة برمتها".
وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت قال أمس إن فرنسا "تأمل في أن تخرج الديموقراطية التركية قوية" من "محاولة الانقلاب على النظام الدستوري والديموقراطي". وأضاف الوزير الفرنسي في بيان انه يأمل "في العودة السريعة للهدوء" وفي "احترام الحريات الأساسية احتراما تاما" بعد هذه الاحداث التي تستدعي "إدانة شديدة من فرنسا".
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي ان "الشعب التركي أثبت نضوجه الكبير وشجاعته من خلال حرصه على احترام مؤسساته. وقد دفع ثمن ذلك عددا كبيرا من الضحايا".
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير عن "انزعاجه الشديد" حيال محاولة الانقلاب التي وقعت في تركيا مساء أمس الجمعة. وفي أول رد فعل رسمي، قال الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم:" أدين بأشد العبارات كل محاولات تغيير النظام الديمقراطي في تركيا بالقوة".
في الوقت نفسه، دعا شتاينماير "كل الأطراف" إلى احترام المؤسسات الديمقراطية والدستور، وأضاف " يجب على كل المسؤولين التمسك بقواعد اللعبة الديمقراطية وسيادة القانون والعمل على منع إراقة المزيد من الدماء".
وكانت الخارجية الألمانية دعت المواطنين الألمان الموجودين في تركيا إلى التزام "أقصى درجات الحذر"، وعقدت لجنة أزمة تابعة للحكومة الألمانية اجتماعا قبل ظهر اليوم لبحث تطورات الوضع، وأفادت دوائر قريبة من شتاينماير بأنه ظل ليلة أمس يتابع باستمرار مجريات الأحداث في تركيا.
على صعيد متصل، أعرب جيم أوزديمير زعيم حزب الخضر الألماني عن تأييده لتغيير النظام في تركيا بدون عنف. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال السياسي الألماني التركي الأصل اليوم السبت: "من يريد التخلص من الحاكم المستبد أردوغان عليه أن يفعل ذلك باستخدام صناديق الانتخاب".
وتابع أوزديمير:"لا يمكن القبول بانقلاب عسكري"، وأعرب عن أمله في"وقف محاولة الانقلاب بأسرع ما يمكن وبدون دماء". وكان أوزديمير كتب على تويتر في وقت سابق: "لا للانقلاب العسكري، ولا للديكتاتورية المدنية، تركيا تحتاج الآن إلى الديمقراطية للجميع".
في غضون ذلك، أدانت فرنسا أمس السبت محاولة الانقلاب في تركيا وعبرت عن أملها في أن تصمد الديمقراطية في البلاد أمام هذا الاختبار. وقال وزير الخارجية جان مارك إيرلت في بيان "أظهر الشعب التركي نضجا وشجاعة كبيرين بدفاعه عن مؤسساته".
وقال البيان "تأمل فرنسا أن يعود الهدوء بسرعة. وتأمل أن تخرج الديمقراطية التركية معززة من هذا الاختبار وأن يتم احترام الحريات الأساسية بشكل كامل."
*-*
التمرد في الجيش التركي ومحاولة الانقلاب فاجأت العالم
لندن – ش – وكالات
فوجىء متتبعو الوضع في تركيا بحركة العسكريين المتمردين، لا سيما ان الاعتقاد السائد كان ان الرئيس رجب طيب أردوجان المنتمي الى حزب العدالة والتنمية المحافظ نجح في ارضاخ الجيش الذي يعتبر نفسه الدرع الحامي للعلمانية.
واعلن رئيس هيئة الاركان بالنيابة الجنرال اوميد دوندار أمس فشل محاولة الانقلاب. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم اعلن في وقت سابق تعيين دوندار قائدا جديدا لهيئة الاركان بالنيابة محل رئيس الاركان الجنرال خلوصي آكار الذي كان محتجزا لدى العسكريين الانقلابيين في قاعدة جوية بضاحية انقرة قبل ان يتم تحريره.
ويضم الجيش التركي 510600 جندي بتراجع عن 800 الف في 1985 ويعتبر احد افضل الجيوش تدريبا في العالم. وخلال السنة الفائت، زج الجيش بقسم كبير من قواته لمحاربة انفصاليي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد، ونفذ غارات على المعاقل الخلفية لهذا الحزب في شمال العراق. وقتل المئات من الجنود الاتراك في القتال الذي اندلع بعد انهيار هدنة استمرت سنتين ونصف السنة في منتصف 2015.
وانضمت تركيا في العام الماضي الى التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والذي ينفذ غارات جوية على مواقع الجهاديين.
وتفيد ارقام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للعام 2016 ان الجيش التركي يعد 402 الف جندي بينهم 77 الفا من المحترفين و325 الفا من المجندين في القوات البرية، و48600 جندي في البحرية و60 الفا في سلاح الطيران.
يضاف الى هؤلاء اكثر من مئة الف من قوى الدرك او الشرطة شبه النظامية التي تتبع لوزارة الداخلية بدلا من وزارة الدفاع، وفقا لارقام العام 2015.