تقرير إخباري الإعلام المصري يعيشُ فرحةً ناقصة بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا

الحدث السبت ١٦/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٣٤ م
تقرير إخباري
الإعلام المصري يعيشُ فرحةً ناقصة بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا

القاهرة - خالد البحيري
فور تواتر الأنباء عن محاولة انقلاب عسكري في تركيا؛ منتصف ليل السبت، بدأت وسائل الإعلام المصرية في فتح نوافذ البث المباشر، لمتابعة الأحداث، وراحت جميعها تشرب نخب الإطاحة بحكومة العدالة والتنمية التي يتزعمها الرئيس التركي رجب طيب أردوجان، واستبقت الأحداث ولم تلتفت إلى حالة السيولة والفوران في تطورات الأحداث ميدانيا.
وصب المذيعون ومن رافقوهم في استديو التحليل أو من تواصلوا عبر الهاتف جام غضبهم على الحكومة التركية، وكيف أنها تدعم الإرهاب في مصر، وتأوي عناصر من جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها الحكومة المصرية "إرهابية"، وأنه قد حان الوقت ليدفع أردوجان ثمن سياساته العدائية -على حد وصفهم- تجاه مصر وموقفه المتعنت من أحداث 3 يوليو والتي عزل فيها الجيش المصري الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم.
أما الصحف المصرية فقد وقعت بعض الصحف في أخطاء مهنية ومنها "الأهرام" الرسمية صدرت بعنوان رئيس: "الجيش التركي يطيح بأردوجان"، وخرجت المصري اليوم بمانشت رئيس يقول: "الجيش التركي يطيح بأردوجان"، وكذلك كان العنوان الرئيس لصحيفة الوطن المصرية: "الجيش يحكم تركيا.. ويطيح بأردوجان".
كما رحبت صحف مثل اليوم السابع وفيتو وغيرها بمحاولة الانقلاب في تركيا، وأفردت مساحة لتحليلات العسكريين السابقين والصحفيين الرافضين لحكم أردوجان أبدوا فيه شماته واضحة بالانقلاب وأسموه "ثورة".
وفور بث التلفزيون التركي الرسمي لبيان الانقلاب الذي قادته مجموعة من ضباط الجيش، انبرت فضائيات مصرية خاصة وحكومية في التعليق على الأحداث التي تشهدها الساحة التركية، وبث أخبار ما كان من الوقت إلا القليل حتى ثبت عدم صحتها؛ من قبيل "مظاهرات في إسطنبول مؤيدة للجيش وهتافات معادية لأردوجان"، و"أردوغان يهرب لألمانيا ويطلب وساطة دولة كبرى لمنحه خروجا آمنا له ولأسرته"، و"أردوجان يهدد شعبه بحمامات دماء ليستعيد حكمه".
وظهر الإعلامي أحمد موسى قائلا: "إن أردوجان أنفق ملايين الدولارات على التنظيمات الإرهابية، والجيش التركي تحرك في الوقت المناسب لإعادة تركيا لسابق عهدها وأن ما حدث ثورة وليس انقلاب".
وأضاف خلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي" على فضائية صدى البلد: "أردوجان يجب عليه تعلم درس وهو معرفة الفرق بين الانقلاب في تركيا والثورة في مصر، وأنه حاول كثيرا الترويج ان ما حدث في مصر في 30 يونيو انقلاب".
وفيما يبدو أنه دعم إعلامي للعناصر التي قامت بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، تم استضافة العديد من الأصوات التركية المناوئة لحكم العدالة والتنمية، لتعزف لحنا واحدا: "أردوجان أساء لسمعة تركيا دوليا.. حان وقت القصاص منه.. العسكريون الأنسب للحكم في تلك الفترة".
أما المتفائلون بمحاولة الانقلاب، فقد ابتهجوا بقرب تسليم قوات الجيش التركية لعناصر جماعة الإخوان لتقديمهم إلى محاكمات عاجلة في مصر، كما تساءلوا عن مصير ما يسمى بقنوات "دعم الشرعية" والتي تبث من تركيا وتعارض حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتم الربط المباشر بين ما قامت به القوات المسلحة المصرية في 3 يوليو 2013 وما قامت به مجموعة عسكرية في تركيا، دون النظر في الفروق الجوهرية بين الحالة المصرية التي لم يحكم فيها نظام الإخوان المسلمين سوى عام واحد، والسخط الشعبي على أداء مؤسسة الرئاسة والانقسام في الشارع المصري، وتهيئة الرأي العام قبل عزل مرسي بشهور، فضلا عن تحرك الشارع أولا وتدخل الجيش لاحقا.
أما في الحالة التركية فإن حزب العدالة والتنمية يحكم من 14 عاما وقد حقق إنجازات هائلة على المستوى الاقتصادي تحديدا، فضلا عن إمساك الحكومة بعدد من المناصب القيادية في الجيش والشرطة وجهاز الاستخبارات، وتخوف الأتراك موالين ومعارضين لحكم أردوجان من العودة لعهد الانقلابات العسكرية وما يتبعه ذلك من تدني في مستويات المعيشة.
وبالرغم من تكشف فشل الانقلاب بعد أقل من 4 ساعات إلا أن الإعلام في مصر ظل منحازا لفكرة سيطرة الجيش على الحكم في تركيا، والتأكيد على أن الاقتصاد التركي سوف ينهار، والسياحة سوف تتراجع، وبالتالي سوف يزيد السخط الشعبي ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم وسوف يعود الشعب قريبا للانقلاب مرة أخرى والإطاحة بأردوجان.
أما على صفحات التواصل الاجتماعي فقد استبق الإعلاميون الأحداث وغردوا على صفحاتهم معلنين الشماتة في تركيا وقياداتها وكتب الإعلامي يوسف الحسيني المذيع بقناة أون تي في الفضائية يقول: "العالم الغربي سيستقبل خلع الطاغية أردوجان بهدوء وربما بشيء من الترحاب نظرا لمعاناتهم من ارهاب التيارات الإسلامية". أما المحامي والإعلامي خالد أبو بكر فقد كتب يقول: " اللي ييجي على مصر ميكسبش.. عاشت بلادي وتحيا مصر". وكتب الإعلامي مجدي الجلاد على صفحته على تويتر: "هذه نهايتك يا أردوجان.. يوم أسود في تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية".
وعلق الاعلامي والبرلماني، مصطفى بكري، على الأحداث في تركيا، في سلسلة تغريدات أبدى فيها سعادته بما حدث من انقلاب قائلاً: "الجيش التركي يعلن سيطرته على البلاد.. إلى الجحيم يا أردوجان".
وأضاف بكري عبر حسابه على تويتر: "هناك غموض حول مصير العملية العسكرية ومحاولات تجرى للقبض على الرئيس أردوجان"، وأشار إلى "أحاديث عن محاولات هروب جماعي لرموز إخوانية مصرية في تركيا".
وكانت أبرز تغريداته المثيرة للجدل قوله: "ذهب أردوجان وبقي بشار، سبحان مغير الأحوال، النصر للجيش العربي السوري، عاشت سوريا العربية، وعاش الشعب السوري العظيم، أردوجان يجب أن يحاكم كمجرم حرب".
وعلى موقع فيس بوك كتب العديد من المصريين الذين يرون في حزب العدالة والتنمية امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، شامتون في أردوجان ونشروا شائعات عن اعتقال الجيش له، وطلب لجوئه إلى ألمانيا، وكتب أحدهم يقول: "سيظل أسوأ مشهد في تاريخ الأمم هو مشهد جنود يخلعون بدلهم العسكرية وخوذهم ويلقون بأسلحتهم على أرض المعركة فارين بحياتهم الحمد لله على نعمة الجيش المصري ورجال الجيش المصري".
وكتب آخر يقول: "قنوات مصر كلها الحقيقة؛ رسمية وخاصة عاملة أحلى واجب ...كلهم شغالين مباشر تركيا.. كملها على خير يا رب.