بيروت -العمانية
يعتبر لبنان من أفضل الأماكن السياحية في الشرق الأوسط لأنه غني بالمعالم الأثرية والطبيعية ويتميز بمناخه الجميل وشعبه المضياف، ومن الوجهات السياحية والطبيعية بلبنان شلالات بالوع بلعة أو بالوع الجسور الطبيعية يتوسطها شلال هادر في بلعا قرب بلدة تنورين في الشمال اللبناني، رحلة نادرة بين محطات الحياة ترفيهية كانت أو ثقافية أو بيئية في بلعا لكنها تنطبع في الذاكرة وتترك مغزى وحيدا ألا وهو الخشوع والتواضع أمام عظمة الخالق.
والزائر في رحلته إلى بلعة الواقعة بين منطقتي تنورين واللقلوق في أعالي قضاء البترون شمال لبنان يمرّ في مدينة الحرف - جبيل ومنها صعودا الى عنايا، حيث يشاهد من حواليه قرى وبلدات متناثرة في أعالي الجبال نزولا إلى الارتفاعات المتوسطة فالأودية السحيقة والمسطحات الخضراء تلفها من كل حدب وصوب.
والذهاب إلى الشلالات أو منطقة بالوع الجسورالطبيعية يحتاج إلى خبرة للوصول إلى المكان المطل على البالوع فيرى أمام ناظريه فجوة كبرى تتقطع بالعرض بين 3 جسور طبيعية ومحيطها الصخري وأمامها فسحة وقبلها منحدرات جبلية منبسطة تسهل الانتقال والوصول، وبإمكان الزائر وهو في طريقه إلى أماكن الشلال الاستمتاع بالطبيعة الجبلية اللبنانية الجميلة، حيث يجد في محيط البالوع كل أنواع النقوش والأشكال الصخرية والمظاهر التي تميز الجبال اللبنانية.
وما أن تطل على منطقة بالوع بلعة من بعيد ويشاهد شلاله يخترق جسوره الثلاثة متدفقا بقوة هادرة في اتجاه القعر حتى يدرك جمال المنظر ورهبة اللحظة ويتفكر في عظمة الخالق وبعدها ينزل وينزل فيكبر أمام ناظريه منظر تساقط الشلال وسط الجسور، وعند اقترابه من البالوع سيصاب بالخوف فالخشية من عظمة الخالق ستحضر بقوة والرغبة في تسلق الجبال ستسيطر على نفسه والتساؤل الغريب سيطرح نفسه عليه كيف أن الطبيعة كونت هذا المعلم الطبيعي.
ومنطقة بالوع بلعة هي الوحيدة من نوعها في العالم، خصوصا أنها تتألف من 3 جسور وقد يكون تكوينها جيولوجيا يعود الى حوالى 160 مليون عام أي في العصر الجوراسيكي الرابع، ويبلغ ارتفاعها حوالي 148م وبين كل جسر وآخر حوالي 25م وقد استطاع المستكشفون أن يغوصوا إلى عمق 122م، أما شلالها فهو عبارة عن الماء الذائب من الثلوج المتساقطه من أعالي الجبال ويعرف بنهر "بعتارة" ويبلغ طوله عند فوهة البالوع حوالي 100م، وقرب بالوع الجسور الثلاثة يتوافد الافراد والعائلات للتنزه وتناول الطعام وممارسة رياضة التسلق والتزحلق على الحبال من تلة إلى أخرى إضافة إلى الغوص داخله.
ويشير مؤسس جمعية الثلاثة جسور د.فادي الشاعر إلى أن "النشاطات مجانية وكذلك الدخول اليه وستكون هذه النشاطات من الآن فصاعدا بإشراف متخصصين مما سيضع حدا نهائيا لاي خطر من جراء ممارستها سواء داخل البالوع أو في محيطه، مع أنه لم يقع أي حادث من هذا القبيل سابقا" موضحا أن "هذا اليوم قرب البالوع ليس الا أول الغيث في نشاطات الجمعية التي تقوم بأعمال أخرى في مناطق ومواقع أخرى من لبنان".