نتنياهو يزعم: التطبيع مع العالم العربي قد يحقق السلام مع الفلسطينيين

الحدث الجمعة ١٥/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٢٨ م
نتنياهو يزعم: التطبيع مع العالم العربي قد يحقق السلام مع الفلسطينيين

القدس المحتلة – زكي خليل

ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحدث أمس الأول عن «انقلاب» في علاقات إسرائيل مع دول عربية مهمة. وقال في خطاب القاه في مراسم إنهاء السنة الدراسية لكلية الأمن القومي في قاعدة الجيش في غليلوت، إن تلك الدول تفهم بأن إسرائيل ليست عدوا، وإنما حليف وسند أمام التهديدات الناشئة، كتهديد «داعش».

وتطرق نتنياهو أيضا إلى تأثير هذه العلاقات على الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وقال: «لقد قلنا دائما إنه في اللحظة التي سنخترق فيها العلاقات السلمية مع الفلسطينيين يمكننا الوصول إلى علاقات سلام مع العالم العربي كله. لا شك أن هذا الأمر كان قائما بشكل دائم، ولكنني اعتقد بشكل اكبر انه يمكن لهذه العملية ان تتحرك بشكل معاكس».

وبحسب مزاعم نتنياهو فإن تطبيع العلاقات مع العالم العربي يمكنه أن يساعد على دفع السلام الحكيم والأكثر استقرارا والأكثر مدعوما، بيننا وبين الفلسطينيين. كما تطرق نتنياهو إلى العلاقات الأمنية مع الأردن ومصر، وقال إنه «يجري الحفاظ على السلام مع هذين البلدين، وهو حيوي جدا لمستقبلنا».
وصرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد، قائلا بأن الشعوب العربية، وعلى خلاف ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا ترى في إسرائيل دولة حليفة أو سندا في مواجهة التطرف والإرهاب، بقدر ما ترى فيها دولة عنصرية معادية ودولة احتلال كولونيالي استيطاني ودولة تمارس الارهاب بأبشع صوره ضد الشعب الفلسطيني وتقدم في الوقت نفسه المساعدة لمنظمات إرهابية ومتطرفة في دول عربية مجاورة وتستضيف جرحاها للعلاج في مستشفياتها.
وحذر خالد من محاولات حكومة نتنياهو خلط الأوراق واستغلال الخلافات المذهبية والطائفية في المنطقة، التي تغذيها الدوائر الاستعمارية الحليفة لإسرائيل، من أجل تجميل الوجه الارهابي القبيح لدولة إسرائيل.
كما حذر من مخاطر الصمت على هذه التصريحات والمناورات الإسرائيلية ومن دعوة نتنياهو إلى تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل أو دفع العلاقات مع العالم العربي في الاتجاه المعاكس، أي في اتجاه معاكس لمبادرة السلام العربية.
فيما عقبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صدر عنها أمس، على أقوال نتنياهو بالقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يصر باستمرار على الادعاء بتطور العلاقات الإسرائيلية العربية، وأن هذه العلاقات قد تطورت بعد ظهور أعداء مشتركين يهددون الجميع.

وقالت في البيان «أعاد نتنياهو هذا الادعاء في كلمة له أمام حفل تخريج طلاب في كلية الأمن القومي في إسرائيل، حيث تحدث عن وجود (ثورة في علاقات إسرائيل مع دول عربية مهمة)، وأن تلك الدول (باتت تدرك أن إسرائيل ليست عدوا لها)، مضيفا: (.. كنا ندعي بأن حل الصراع مع الفلسطينيين يمكننا من الوصول إلى سلام مع العالم العربي، لكن أعتقد أن هناك فرصة للعمل بشكل عكسي، وأن التطبيع وتطوير العلاقات مع العالم العربي، يمكن أن يساعدنا في التقدم نحو سلام مستقر أكثر مع الفلسطينيين).

وأكدت الوزارة أن نتنياهو يسعى من خلال حديثه عن تقدم في العلاقات مع العالم العربي إلى توجيه رسائل سياسية إلى أكثر من جهة، فمن ناحية يرغب في أن يظهر للداخل الإسرائيلي أنه يحقق الانتصارات والانجازات الدبلوماسية، وأن حكومته لا تعاني من أية عزلة، رغم حالة الجمود التي تعيشها عملية السلام، كما يحاول نتنياهو الترويج بأن السلام من خلال البوابة الاقليمية مازال ممكناً بهدف قطع الطريق على جهود السلام الدولية، وإعطاء الانطباع أنه يبحث عن فرص ومخارج تسمح بعودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من خلال البوابة العربية، وهو بالتالي يعكس اطار تنفيذ مبادرة السلام العربية، ويخرجها عن شكلها الحالي، حيث تعرض المبادرة علاقات تطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، بعد التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى حل عادل ومتفق عليه في موضوع اللاجئين.