دول الخليج تدين «اعتداء نيس»

الحدث الجمعة ١٥/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:١٩ م
دول الخليج تدين «اعتداء نيس»

عواصم – وكالات

دانت دول مجلس التعاون الخليجي ومصر بالاعتداء الذي أودى بحياة 84 شخصا على الأقل في نيس خلال الاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا مؤكدة وقوفها مع فرنسا في مكافحة الإرهاب.

اعتداء جبان

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني «تضامن دول مجلس التعاون مع الجمهورية الفرنسية إزاء هذا الحادث الإجرامي الجبان الذي تجرد مرتكبوه من كافة القيم الأخلاقية والإنسانية، ولم يتورعوا عن مهاجمة مدنيين أبرياء دون وازع من ضمير أو أخلاق».
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن «الإمارات تدين بكل قوة هذه الجريمة النكراء المروعة وتؤكد تضأمنها التام والكامل مع جمهورية فرنسا الصديقة و وقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات في هذه الظروف».
وأضاف «إن هذه الجريمة الإرهابية البشعة تحتم على الجميع العمل بحزم ودون تردد للتصدي للإرهاب بكل صوره وأشكاله»، متقدما إلى شعب فرنسا وأسر الضحايا «بخالص العزاء والمواساة متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين».
وفي الرياض، عبر مصدر مسؤول عن «إدانة المملكة وبأشد العبارات لعمل الدهس الإرهابي الشنيع الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية». وأكد المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية «على وقوف المملكة وتضامنها مع جمهورية فرنسا الصديقة والتعاون معها في مواجهة الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها وصورها».

وأدانت قطر في بيان لوزارة خارجيتها الهجوم الذي وصفته بأنه عمل إجرامي شنيع وقالت إنه «يتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والشرائع السماوية». وفي الأردن قال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة إن الأردن «يدين بأشد العبارات هذا الهجوم الوحشي على مدينة نيس الفرنسية والذي يثبت مرة أخرى الأساليب الهمجية واللاإنسانية للإرهابيين الذين يستهدفون الأبرياء الآمنين في كل مكان ويهددون السلم والاستقرار العالميين».

تضامن مصري

وفي مصر أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي «تضامن مصر التام مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، الذي لا يعرف حدودًا ولا دينًا، بل امتدت يده الغادرة لتطال حياة الأبرياء وتدمر دون تمييز في شتى دول العالم».
وبالمثل دان مفتي مصر الشيخ شوقي علام الذي يزور ألمانيا في بيان «بشدة الهجمة الإرهابية الدنيئة التي تعرضت لها مدينة نيس» مؤكدا أن «الإسلام لم يكن يوما داعيا إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء (...) إن من يقومون بتلك الجرائم البشعة مفسدون في الأرض واتبعوا خطوات الشيطان، فسفكوا الدماء وروعوا الأمنين فأصبحوا بذلك ملعونين في الدنيا والآخرة».
وقال مفتي مصر «لا سبيل لنا إلا أن نتعاون سويًا وعلى كافة المستويات من أجل مواجهة هذا الفكر المتطرف الذي بات يهدد العالم أجمع، فلم يعد خطر التطرف والإرهاب قاصرًا على منطقة بعينها». كما ندد الأزهر أمس بالاعتداء ودعا إلى «توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب» و »تخليص العالم من شروره».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء الذي قال الرئيس فرنسوا هولاند إنه «لا يمكن إنكار طابعه الإرهابي». واستهدفت منظمات جهادية أبرزها تنظيم داعش فرنسا بعدة اعتداءات منذ بداية 2015. وتشارك ابو ظبي والرياض إلى جانب فرنسا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ويشن حملة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.

الإرهاب المجرم

ودان عدد كبير من الدول العربية حادثة حافلة الموت، فقد دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاعتداء وأعلن «وقوف الشعب الفلسطينى مع الشعب الفرنسي الصديق في هذه الظروف الصعبة ضد الإرهاب المجرم والأعمى». ونددت تونس «بشدة بالاعتداء الجبان» الذي نفذه فرنسي من أصل تونسي ودعا الرئيس الباجي قائد السبسي إلى «التضأمن» في مكافحة الإرهاب.

من جانبه؛ أعرب الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس الجمعة في رسالة إلى نظيره الفرنسي فرانسو هولاند عن تعازيه بعد «الجريمة الإرهابية» التي وقعت في نيس جنوب فرنسا، مؤكدا على اهمية التعاون الدولي في «محاربة الإرهاب».

وجاء في الرسالة التي نشرت على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية «يغمرنا الألم الشديد حيال ضحايا جريمة حادث الدهس الإرهابي في مدينة نيس الليلة الفائتة».
وأضاف: «أعرب لكم باسمي شخصيا وباسم حكومة وشعب العراق عن مشاعرنا العميقة بالمواساة وعن تضأمننا العميق مع شعب الجمهورية الفرنسية الصديق، وعائلات الضحايا، وادانتنا بشدة لهذا العمل الهمجي الذي يتنافى مع كافة الشرائع السماوية والقيم الإنسانية».
وأضاف أن «جريمة الدهس الإرهابية النكراء في نيس تؤكد من جديد أهمية تعزيز التضأمن والتعاون بين الأسرة الدولية وتفعيل كل الوسائل اللازمة لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله».

أوباما يستذكر قيم فرنسا

عالميا؛ دان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحزم «ما يبدو انه اعتداء إرهابي مروع» في نيس. وأعلن في بيان «اننا متضأمنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في وقت تواجه هذا الاعتداء» مضيفا «في هذا الرابع عشر من يوليو (العيد الوطني الفرنسي في ذكرى الثورة الفرنسية عام 1789)، نستذكر القيم الديمقراطية التي جعلت من فرنسا مصدر إلهام للعالم أجمع». وندد وزير الخارجية الامريكية جون كيري الذي حضر عرضا بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في وقت سابق من يوم أمس الأول في باريس بـ »اعتداء مروع... ضد ابرياء في ذكرى الاحتفال بالحرية والمساواة والأخوة».
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة عن تضأمنه مع فرنسا منددا بـ»عمل وحشي» وداعيا إلى مواصلة «مكافحة الإرهاب»، فيما أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف على هامش قمة أوروبا -آسيا في اولان باتور ان «الإرهاب لا يعرف حدودا ويشكل تحديا مشتركا» واضاف «بما ان الإرهاب والجهات التي تمولهم لا يفهمون الا لغة القوة علينا استخدامها (ضدهم)». وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن «ألمانيا تقف إلى جانب فرنسا في حربها ضد الإرهاب»، واضافت «الكلمات لا تكفي للتعبير عما يوحدنا مع اصدقائنا الفرنسيين».

بيان مشترك

وفي بيان مشترك نددت الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي «باشد الحزم بالاعتداء الإرهابي الوحشي والجبان» في نيس، وعبر المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي في بيان بالفرنسية «بالنيابة عن البابا فرنسيس عن «المشاركة والتضأمن مع الام الضحايا والشعب الفرنسي بأجمعه».
رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أعرب قائلا: «يوما حزينا لفرنسا ولأوروبا ولنا جميعا»، وقال «الأشخاص الذين استهدفهم الاعتداء كانوا يحتفلون بالحرية والمساواة والاخوة». وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي تبلغها بـ »الحادث الرهيب» وعبرت عن «صدمتها وقلقها الشديدين». وعبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الجمعة عن «حزنه» للاعتداء «الجبان والوحشي»، وعبر عن اسفه «للحصيلة الفادحة». وتقدم رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي تعازيه إلى الشعب الفرنسي على تويتر وندد ب»الاعتداء المقيت». فيما عبرت رئيسة وزراء بولندا بياتا جيلدو عن «المها» و»غضبها الشديد».
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كتب في تغريدة ان «الكنديين مصدومون» لما حصل. وكتب رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم في تغريدة بالفرنسية ان «تركيا تقف دائما إلى جانب دول العالم في الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب وتشارك الشعب الفرنسي المه»، وضااف ان «الإرهاب جريمة ضد الانسانية ولا احد يعلم متى او من سيستهدف مجددا».

أولان باتور – – وكالات: ألقى اعتداء نيس بظلاله على قمة أوروبا-آسيا التي افتتحت في منغوليا أمس الجمعة وطغى على رفض بكين قرار محكمة التحكيم الدولية الذي اسقط الادعاء باحقيتها في بحر الصين الجنوبي. والقمة التي تنعقد مرة كل عامين وتحيي الذكرى العشرين لانطلاقها، يفترض ان تكون مكانا لتعزيز التعاون في منطقة اورآسيا واستكشاف السبل لتقوية النظام الدولي للاتفاقات التي تحكم كل شيء من التجارة إلى الطيران المدني.

وكانت مناقشة جهود مكافحة الإرهاب على جدول الاعمال، لكنها اتخذت طابعا اكثر الحاحا بعد الاعتداء الذي وقع في نيس جنوب فرنسا ونفذه سائق شاحنة دهس جمعا من الناس كانوا يحيون العيد الوطني مما أوقع 84 قتيلا على الأقل، واعتبره الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هجوما «إرهابيا».

وشارك قادة وممثلون عن حكومات من ايرلندا إلى إندونيسيا في دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا في افتتاح القمة في اولان باتور.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك «من المفارقة المفجعة ان المستهدفين في هذا الهجوم كانوا اشخاصا يحتفلون بالحرية والمساواة والأخوة». واضاف «اليوم نحن جميعا، أوروبا وآسيا، نقف متحدين مع الشعب الفرنسي وحكومته. ندين هذه المأساة ونواصل حربنا ضد العنف المتطرف والكراهية».
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان «الإرهاب المقزز الذي يحصد الابرياء لا يمكن التسامح معه»، بحسب وكالة جيجي برس. و وصف وزير خارجية فرنسا جان-مارك ايرولت الهجوم بـ «المأساة» وقال إن قادة العالم أعربوا عن «تضامن عفوي وصادق مع الشعب الفرنسي».
وقال لوكالة فرانس برس قبيل عودته المبكرة إلى فرنسا مختصرا زيارته للمشاركة في القمة «العالم بأسره يشارك فرنسا محنتها». كما أعرب رئيس الوزراء الصيني لي كه شيانغ عن تعاطفه مع الضحايا.
والقمة هي اول تجمع دولي كبير منذ قرار محكمة التحكيم في لاهاي بشأن عدم احقية بكين في بحر الصين الجنوبي. والصين التي قاطعت جلسات المحكمة، قالت انها لن تحترم قرارا اتخذته هيئة تعتبرها غير شرعية. وقالت ايضا ان المسألة لا يجب تناقش في قمة آسيا-أوروبا (اسيم).