«شاحنة نيس» قتلت عرباً ومسلمين

الحدث الجمعة ١٥/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:١٦ م

لندن – باريس – وكالات

لا يفرقُ الإرهاب في هجماتهِ العشوائية والمتكررة بين الضحايا؛ فالكل سواء لديه، بغضِّ النظر عن الجنسية، واللون، والدين، وهذا ما تجسدَ في «اعتداء نيس» الذي أودى بحياة 84 شخصا على الأقل في نيس خلال الاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا مساء أمس الأول.
وفي هذا السياق؛ أكدت تقارير إعلامية وجود ضحايا عرب ومسلمين، حيث كشف شاهد عيان جزائري في تصريحه لقناة «فرنس 24»، أنه وقف على مقتل العشرات من الأشخاص من جنسيات مختلفة من بينهم جزائريون وفلسطينيون وتونسيون، دون أن يشير إلى وجود مغاربة من بين هؤلاء الضحايا.
وأوضح هذا الشاهد أن الشاحنة كانت تسير بسرعة 160 كيلومترا في الساعة، وقد استهدفت لمسافة تجاوزت 2 كيلومتر المئات من الأشخاص الذين كانوا بكورنيش مدينة نيس السياحي.
وكانت وسائل إعلام فرنسية قد كشفت أن الاعتداء الدموي الذي شهده كورنيش مدينة نيس خلال الاحتفال بالعيد الوطني، خلف مقتل 73 شخصا، وإصابة أكثر من 100 آخرين.
الإعلامية الإيرانية مريم فيلتي ذكرت على موقعها في تويتر أنها سمعت بعض ذوي الضحايا يتحدثون بالعربية، وقالت لصحيفة «غارديان» البريطانية، إنها وجدت إحدى العائلات وقد فقدت الأم «وأفراد عائلتها تحدثوا بالعربية و وصفوها بشهيدة»، وفق مريم المالكة لحساب باسم @MaryamViolette في «تويتر» وفيه نشرت صورتين التقطتهما بهاتفها الجوال.
ومريم المقيمة في لندن، كانت تقضي عطلة بالجنوب الفرنسي، أكدت فيها أن «عددا كبيرا من المسلمين» هم بين ضحايا «شاحنة نيس» ورأت بنفسها رؤوس بعضهم مغطاة بحجاب وأوشحة أو زي عربي، في إشارة إلى نساء ورجال، وهي شهادة تشير إلى أن سائق الشاحنة التونسي كان يرى من نافذتها عربا ومسلمين بين من انقضّ بها عليهم ودهسهم، لكنه لم يعرهم اهتماما، بل أمعن في الدهس مسافة كيلومترين، حصد فيهما العشرات.
وفي متابعتها لخبر الدهس عبر قنوات تلفزيونية عدة من لندن، شاهدت موقع «العربية.نت» في لقطات عرضتها قناة RAI الإيطالية في تغطيتها المباشرة من موقع العملية الانتحارية، عددا من المرتدين اللباس التقليدي الخليجي وهم يتراكضون في كل اتجاه.
كما نرى في الفيديو أعلاه عدداً من العرب ظهروا بين من دب فيهم ذعر مشهود، وهم يفرون من الخطر الداهم، وبدت بعد الثانية 20 إلى يمين الفيديو امرأة تركض مع اثنين آخرين، وعلى رأسها وشاح أبيض وتجر عربة للأطفال، وتلتها عند الثانية 29 متحجبة ومعها زوجها أو شقيقها. كما في فيديو آخر بثته «العربية.نت» في خبر منفصل، نرى امرأة تصرخ في موقع حادث الدهس: «وين بنتي»؟ وعلى رأسها حجاب وهي تسير بين الجثث.
وأكدت السلطات الفرنسية مقتل سائق الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس، وقالت النيابة الفرنسية إن عملية الدهس امتدت على مسافة كيلومترين.
وعلى الرغم من أن الحكومة الفرنسية تلتزم الصمت، حاليا بخصوص هذا الموضوع، إلا أن وزارة الخارجية الروسية أكدت، صباح اليوم، مقتل مواطنة روسية في نيس وإصابة أخرى وفقدان الاتصال بـ 3 مواطنين روس آخرين كانوا في المنتجع الفرنسي وقت وقوع الهجوم. هذا وقال القنصل الروسي العام في مارسيليا، أمس الجمعة، إن هناك عددا كبيرا من الأجانب بين القتلى، ولم يتم تحديد هويات العديد منهم حتى الآن.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن جنسيات الضحايا الأجانب متنوعة، حيث تم التعرف على جنسية مواطن جزائري، لقي حتفه إثر هذا الإعتداء، بالإضافة إلى آخر تونسي و فلسطيني، فضلا عن بعض الجنسيات الأوروبية المختلفة، أما الباقي فهم مواطنون فرنسيون.
وقال مصدر إن المهاجم الذي قالت الشرطة إنه فرنسي من أصل تونسي يبلغ من العمر 31 عاما فتح النار أيضا قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص. وكان الرجل معروفا لدى الشرطة بسبب جرائم شائعة في المجتمع لكنه لم يكن معروفا لدى أجهزة المخابرات.
وقال وزير الداخلية برنار كازنوف إن 18 من الجرحى في حالة خطيرة بعد أن قاد المهاجم الشاحنة وحمولتها 25 طنا بشارع برومناد ديزانجليه المطل على البحر في نيس مع انتهاء عرض بالألعاب النارية للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي بعد العاشرة والنصف مساء بقليل من يوم أمس الأول. وذكر مسؤولون أن المئات أصيبوا عندما قاد المهاجم سيارته على طريق الكرنيش وصدمهم في طريقه. وقال مسؤول حكومي محلي إنه تم العثور على أسلحة وقنابل داخل الشاحنة التي لم تكن تحمل لوحة معدنية.