سلطنة عمان.. حمامة السلام إلى العالم

الحدث الجمعة ١٥/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٥٦ ص
سلطنة عمان.. حمامة السلام إلى العالم

مسقط - العمانية
على مدى العقود والسنوات الماضية وانطلاقا من إيمان عميق بأهمية وضرورة تحقيق السلام والاستقرار لدول وشعوب هذه المنطقة الحيوية من العالم ومن حولها باعتباره ركيزة لا غنى عنها لتمكين شعوب ودول المنطقة من حشد طاقاتها الوطنية وبناء تنميتها وتحقيق حياة أفضل لأبنائها جعل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - من السلطنة دولة سلام حيث تتبنى نهج السلام في سياساتها وعلاقاتها مع الاشقاء والاصدقاء خليجيا وعربيا ودوليا ومن ثم تبنت السلطنة دوما وعلى مدى العقود والسنوات الماضية مواقف وسياسات وانتهجت سبلا تنطلق في النهاية من الحرص على تحقيق السلام والاستقرار وحل الخلافات بالطرق السلمية وتهيئة افضل السبل لتحقيق التقارب بين دول وشعوب المنطقة ودفع علاقاتها وتعاونها الثنائي والمتعدد الاطراف خطوات كبيرة الى الأمام ، بدأ ذلك منذ سبعينيات القرن الماضي قبل انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى امتداد مسيرته وحتى الآن.

وانطلاقا من هذه الأرضية الراسخة سعت السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - الى بذل كل ما يمكنها من أجل حل الخلافات وتحقيق التقارب بين الأشقاء والأصدقاء وتهيئة افضل مناخ ممكن لإمكان تحقيق ذلك . ولعل ما ساعد ويساعد السلطنة دوما في هذا المجال بالغ الاهمية ، انها تمكنت من بناء علاقات طيبة ، وثقة عميقة ، وتقدير كبير مع مختلف الاطراف الاقليمية والدولية ، وهو ما انبني على مواقفها وسياستها الحكيمة ، والبعيدة النظر ، خلال السنوات الماضية . يضاف الى ذلك انها قدمت بالفعل المثل والنموذج العملي في الالتزام دوما بالمبادئ التي تتبناها وتنطلق منها سياساتها ، ومن ابرزها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ، والالتزام بحسن الجوار والتعامل بحسن نية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول الشقيقة والصديقة ، دوما وتحت كل الظروف.

وفي حين شهدت السنوات الماضية العديد من المواقف والنماذج الطيبة ، التي اسهمت السلطنة بجهد طيب وموفق فيها لتحقيق التقارب بين الأشقاء حينا وبين الأشقاء والأصدقاء حينا آخر وبين الأطراف على صعيد هذه الدولة الشقيقة او تلك وهي نماذج أكثر من أن تحصى ومن احدثها استضافة السلطنة لمشاورات اللجنة التأسيسيه الليبية لوضع مسودة مشروع الدستور الليبي ، فان اليمن الشقيق حظي دوما باهتمام عميق من جانب جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ويرعاه - وحكومة جلالته من أجل الاسهام قدر الامكان في تحقيق السلام والأمن والاستقرار والرخاء للشعب اليمني الشقيق ، الذي تربطه بالشعب العماني اواصر عميقة وراسخة من الاخوة والترابط والمصالح المشتركة والمتبادلة ، على كل المستويات.

ومن هنا لم تتردد السلطنة أبدا في العمل بكل الوسائل الممكنة للم الشمل والتقريب بين الاشقاء في الجمهورية اليمنية الشقيقة ، سواء عبر مساعيها الحميدة ، او عبر دعم الجهود التي قام بها مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، والتي تجسدت في المبادرة الخليجية ، او في دعم الحوار الوطني ومخرجاته التي توافقت عليها الاطراف اليمنية من قبل . ومن هذا المنطلق ايضا لم ترد السلطنة المشاركة في عمليات عاصفة الحزم ، التي يقوم بها التحالف العربي منذ أواخر مارس عام 2015م ، حيث إنها تؤمن بشكل تام بأن الحل في اليمن هو في النهاية لا بد وأن يكون سلميا ، وأن اليمن الشقيق لا يقبل الاستئثار ولا الاستبعاد التام لأي من مكوناته السياسية والاجتماعية ، ولذا فانه من المهم والضروري العمل على تحقيق اكبر قدر من التوافق بين الأشقاء في اليمن وتهيئة كل ما يمكن ان يقرب بينهم ، وطي صفحة الصراعات المسلحة التي ادمت الشعب والمجتمع اليمني ، وأثرت بشدة على حاضر ومستقبل الدولة اليمنية وفرص وإمكانات استقرارها ايضا.

واذا كانت السلطنة قد شاركت دوما في كل الجهود الخيرة الرامية الى حل الازمة اليمنية وتهيئة فرص الالتقاء والتفاهم بين الاطراف اليمنية ، خاصة وان لها علاقاتها الطيبة والايجابية، والمتواصلة ايضا مع مختلف الاطراف اليمنية ، فانها دعمت وتدعم الجهود الطيبة التي تقوم بها دولة الكويت الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وحكومته ، بالنسبة للمشاورات الجارية بين وفدي الحكومة اليمنية ووفد جماعة أنصار الله الحوثية وأنصار الرئيس اليمني السابق . ومع الاستعداد لاستئناف مشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية، وبرعاية المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد ، مبعوث الامين العام للأمم المتحدة الى اليمن ، فان السلطنة وكما اكدت دوما تدعم كل جهد مخلص لتحقيق الاستقرار في اليمن الشقيق ، ولا تتردد في بذل كل ما يمكنها لتحقيق صالح واستقرار الشعب اليمني ، وإنهاء المعاناة التي يعيشها بسبب اتساع شقة الخلافات بين الأطراف اليمنية ، واللجوء الى السلاح لتحقيق مكاسب على الأرض ، لصالح هذا الطرف او ذاك ، وهو ما يدفع الشعب اليمني الشقيق ثمنه في النهاية .

وفي هذا الاطار فانه ليس مصادفة على أي نحو ان يقوم المبعوث الاممي الى اليمن بزيارة الى السلطنة اليوم ، حيث التقى مع معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بصلالة وذلك عشية استئناف مشاورات الكويت خاصة وانه يبدو ان هناك حاجة الى بناء وتعزيز الثقة بين الأطراف اليمنية من ناحية ، والى اتخاذ خطوات عملية لتحقيق ذلك على الأرض من ناحية ثانية ، والالتزام من جانب كل الأطراف بمرجعيات الحل السلمي في اليمن وهي معروفة لكل الأطراف ، وضرورة التوافق التام عليها من ناحية ثالثة . واذا كان الشعب اليمني الشقيق يتطلع الى تحقيق السلام واستعادة الاستقرار في بلاده ، وانهاء المعاناة الحالية فان مسؤولية كبيرة تقع في الواقع على عاتق كل الأطراف اليمنية والاقليمية والدولية ايضا لتهيئة سبل التوصل الى ذلك وبما يحافظ على اليمن الشقيق سلامته واستقراره وهو ما تعمل السلطنة من أجل تحقيقه.