صيفيات.. على السريع!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٤/يوليو/٢٠١٦ ١٥:٢٦ م
صيفيات.. على السريع!

محمد بن سيف الرحبي

الصيف ثقيل العبور..

كأنه صيف قدّ من حمام بخاري يجعلنا نستشعر دخولنا إليه، في الهواء الطلق.. أو على افتراض أن هناك هواء.. وأنه طلق أيضا.

طلقنا أيها الصيف قليلا.. مللناك حدّ الاختناق.

**

حتى لوحة المفاتيح تحت أصابعي، أشعر بأنها رطبة ولزجة، وأن الحروف التي تولد على الشاشة تتقاطر عرقا..

كيف لي أن أختزن بعض هذه الحرارة لأعيد إلى الحروف بعض الحيوية حينما تتجمّد داخل العقول فلا تجد للخروج سبيلا.

**

قال المسؤول الكبير، وهو يشرح، كما سمعته بالضبط، كل شيء سيتوقف الأشهر القادمة، مجالس البلاد ستغلق أبوابها خلال هذه الأشهر، حيث الصيف يلقي بإجازاته، قلت في نفسي: يكفيها هذه الحيوية بقية أيام السنة، آن لها أن تستريح.. بضعة أشهر!

**

هكذا اتضح أكثر أن صيف هذا العام لن يحمل لنا خبرا عن ملتقى أدبي وفني يستحقه شباب السلطنة، وهو الفعالية السنوية الثقافية والفنية الوحيدة التي حافظنا عليها من بين تراجعاتنا في هذين المجالين، بخاصة أنهما محددتان لجيل الشباب، إنما، نقول، لا توجد مشكلة أبدا، أغلقوا ملفي الثقافة والفنون، هذا الصيف وكل صيف، دعونا نعيش أجواء الصيف، بلا هذه المعضلة الكبرى والتي تسمى.. ثقافة.

**

خلال أشهر قليلة من انتخاب، أو لنقل إعادة انتخاب غالبية أعضاء مجلس إدارتها، أنفقت جمعية مجتمع مدني عشرات الآلاف من الريالات، حيث الوجوه الجديدة بقيت عاجزة عن اللوبي القديم، وآخر التقليعات استمرارها في الإقراض، بدءا من الرئيس، وليس انتهاء بمن يرضون عنه من الأعضاء، يستحقون جميعا، ومع ذلك يأخذون وينتقدون الجالسين على كراسي الحكومة تفريطهم في الأمانة، مع أنهم يطعنونها كلما وجدوا لذلك سبيلا، فقط يتقنون صنع.. المبرر.

حان الصيف أيها الرفاق، لماذا لا تقيمون فعالية في صلالة حيث يمكنكم أخذ سياحة خريفية رائعة.. على حساب «القضية»؟!

**

.. ومضى الشتاء يا ولدي.. ولم يأت التغيير.

وسيمضي صيف وصيف، ولن يأتي التغيير.. فكل شيء تمام.. كل شيء تمام التمام!