علاج الذهان

دواج بولتون-ترجمة: أحمد بدوي
قال فريق من الباحثين من جامعة اكسفورد أنهم أجروا دراسة خلصت الى إمكانية استخدام تقنيات الواقع الافتراضي بفعالية كبيرة في علاج مرضى الذهان (البارانويا) paranoia من خلال استخدام مجموعة مختارة من أجهزة الواقع الافتراضي، VR headsets حيث تمكن الباحثون من تتبع حركات المستخدمين الذين يعانون الذهان والإنتقال بهم الى عالم المحاكاة لبيئات موحية بالضغط مثل القطارات المزدحمة أو المصاعد الضيقة.
ومن خلال التعامل مع هذه البيئات في وسط خاضع للسيطرة نجح المرضى في التعامل معها، وأظهرت النتائج في نهاية الاختبارات تحسنا كبيرا في حالة المرضى.
والمعروف أن واحد الى اثنين في المئة يعانون مرض الذهان (والذي يطلق عليه أيضا جنون الارتياب في الآخرين) كنتيجة رئيسية لاضطرابات الصحة العقلية مثل الفصام. والأشخاص الذين يعانون الذهان يعتقدون خطأ أن الآخرين يحاولون مهاجمتهم أو السخرية منهم أو الحاق أذى بهم بصورة متعمدة، وقد يكون هذا الشعور عميق للغاية لدى بعض المرضى الى حد يجعلهم غير قادرين على مغادرة المنزل. ويظهر المرضى بعض السلوكيات الدفاعية مثل تجنب التواصل بالعين مع الآخرين أو الحد من التفاعلات الاجتماعية حيث يبدو أن ذلك يبعث لديهم شعورا براحة مؤقتة، إلا أنه في الواقع قد يؤدي الى تفاقم المشكلة.
وخلال الاختبارات ارتدى المشاركون نظارات الواقع الافتراضي وساروا داخل قطار أنفاق افتراضي كان يتزايد الإزدحام فيه بصورة تدريجية في كل جلسة. وشجعت إحدى المجموعات المشاركة على استخدام آليات الدفاع الطبيعية مع إخبارهم أنهم سيكونون أكثر قدرة على تحمل المواقف مع اعتيادهم عليها. بينما طلب من مجموعة أخرى أن تتخلى عن كافة السلوكيات الدفاعية التي اعتادت عليها وأن تتواصل مع الشخصيات الخيالية وتواجهها بندية مع تركيز النظر عليها.
وأظهرت نتائج المجموعة الثانية تحسنا أكبر، وقال أكثر من 50 في المائة في نهاية يوم الاختبار أنهم لم يعد يعانون الذهان. وحتى مع المجموعة الأولى فقد تحسنت حالتهم وقال 20 في المائة منهم أن أعراض الذهان قد اختفت لديهم بعد تجارب الواقع الافتراضي.
وقال البروفيسور دانيال فريمان من قسم الطب النفسي بجامعة أكسفورد أن البارانويا في كثير من الأحيان تؤدي إلى العزلة والتعاسة والحزن العميق، وقد أظهرت الدراسة نتائج فورية إيجابية للغاية للمرضى تفتح طريقا جديدا للعلاج.
يذكر أن تقنية الواقع الافتراضي تستخدم بطرق مشابهة لعلاج المحاربين القدامى الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة، وتمكن سكيب ريزو الباحث في علم النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا من مساعدة أشخاص يعانون هذه الاضطرابات والتغلب على الذكريات والمشاعر المؤلمة بشكل أفضل.
وستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت الفوائد التي تحققت لدى المرضى المشاركين سوف تستمر الى ما بعد يوم الاختبار، وقالت د كاثرين أدكوك من مجلس البحوث الطبية الذي أشرف على تمويل الدراسة أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لاختبار نهج معالجة الأوهام إلا أن هذه الدراسة تمثل خطوة جيدة الى الأمام.

الاندبندنت