معرض رسالة الإسلام يبث "السلام للعالم أجمع"

بلادنا الأربعاء ١٣/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
معرض رسالة الإسلام يبث "السلام للعالم أجمع"

مسقط - ش

"السلام للعالم أجمع".. بهذا الشعار يواصل معرض "رسالة الإسلام" جولاته العالمية، لبث قيم التعايش السلمي والتفاهم المشترك والحوار الإيجابي، حيث احتضنته جامعة جريفيث الأسترالية وسط حضور أكاديمي وشعبي، واهتمام إعلامي.
أقيم المعرض يوم أمس الأول الثلاثاء في مركز دراسات الأديان المتعددة التابع لجامعة جريڤيث الأسترالية، والذي يعد واحدا من أهم المراكز التي تعمل على نشر قيم السلام والاحترام المتبادل.
وصرح رئيس المركز د. براين آدمز قائلا إن ما يميز هذا المعرض أنه يعرف بالإسلام والسلطنة بصورته النقية الصافية من خلال الحياة العملية في التسامح والتفاهم والعيش المشترك مع جميع أجناس البشر وتقبل الآخر مع المحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة لمجتمعهم، وهذا درس مهم جدا لجميع البشر.
وأضاف: نحن في مركز الديانات المتعددة هدفنا إيجاد الاحترام للديانات المختلفة من خلال مد الجسور لفهم العادات والتقاليد التي تتمتع بها الديانات الأخرى.
واختتم حديثه قائلا: عندما يحترم بعضنا بعضا نستطيع أن نصنع مجتمعا منتجا فعالا، وهذا ما يدعو إليه المعرض من خلال نقل تجربة السلطنة إلينا.

بناء جسور التواصل

وفي كلمة الافتتاح شكر المشرف العام على المعرض محمد بن سعيد المعمري جامعة جريفيث ومركز دراسات الأديان المتعددة التابع لها على الجهود التي بذلت من قبلهم في استضافة المعرض وإقامته، مشيرا إلى أن التنسيقات ومشاركة الفكرة بحد ذاتها جزء من رسالة المعرض في الحوار الحضاري وبناء جسور التواصل مع المهتمين حول العالم.
وأضاف المعمري أن المعرض في جولته الأولى في أستراليا يكون قد اكتسب شراكة جديدة مع المؤسسات والمراكز المرموقة لإيصال (رسالة السلام) من عمان للعالم، مؤكدا أن الشباب في العالم بحاجة إلى مبادرات حقيقية لتبصيرهم بالقيم الروحية وأهمية قيام الجامعات والمراكز العلمية بدورها في هذا الجانب.
وأوضح المعمري أن هدف المعرض هو إيصال تجربة عمان في القيم المشتركة والمتعارف الإنساني من أجل غد أفضل للأجيال الحاضرة والمستقبل القادم.

نشر القيم الإنسانية

ويأتي المعرض في سياق الجهود التي تبذلها السلطنة في مجال نشر القيم الإنسانية الرفيعة، وإيصال رسالة السلام في العالم، وسط أجواء من التوترات الإقليمية، وامتداد رقعة التطرف والإرهاب والعنف، ليكون صوت (رسالة السلام) ردا على كل هذه الممارسات اللاإنسانية والتي تتعارض مع تعاليم الأديان والثقافات المحبة للرحمة والسلام.
وهذا ما أكدت عليه البروفيسورة ليزلي تشانويث مساعدة رئيس جامعة جريفيث الاسترالية في حديثها عن المعرض قائلة: نحن مسرورون جدا لتنظيم هذا المعرض في هذه الجامعة، وهذا أول معرض يقام بهذه المعاني والمبادئ التي تدعو إلى التسامح.
وأضافت: لقد اتخذت الجامعة مبدأ أساسيا حتى تستطيع أن تعمق التواصل المحلي والإقليمي، وهذا الهدف لا يتأتى إلا بقيم التفاهم والتسامح مع بقية المجتمعات المختلفة.
وأكدت نائبة رئيس الجامعة أنه نظرا لتمتع هذا المركز بعلاقة قوية مع الجهات الحكومية ومن خلال هذا المعرض فإننا نستطيع أن نوصل هذه التجربة المتميزة لسلطنة عمان إليهم.
وعبرت عن الشكر لجهود السلطنة على ما تبذله في إقامة مثل هذه المعارض وخصت بالشكر المشرفين والقائمين على نجاح هذا المعرض.

جهود السلطنة

وقد استطاع المعرض من خلال لوحاته ومعروضاته وفعالياته المتنوعة لفت أنظار الزوار إلى ما تتمتع به السلطنة من نهضة شاملة يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - والتي جعلت السلطنة محط تقدير العالم، باهتمامها بكل ما يؤدي إلى إحلال السلم وحل النزاعات بالطرق السلمية ومكافحة التطرف والعنف والكراهية.
وهذا ما دفع د.حليم رين الأستاذ المساعد في جامعة جريڤث والحاصل على جائزة أفضل معلم على مستوى أستراليا، إلى التفكير جديا في إعداد رحلة لطلاب الجامعة لزيارة السلطنة.
وفي لقاء معه حول الموضوع قال: تعودنا أن نأخذ طلابنا إلى دول إسلامية مختلفة لتعريفهم بالمجتمعات المسلمة، وبعد مُشاهدتي للمعرض والتعرف على سلطنة عُمان عن قرب قررنا أن تكون رحلتنا القادمة إلى السلطنة ليتعرف عليها الطلاب من أرض الواقع ويستفيدوا من تجربة هذه الدولة العريقة.
كما عبرت د.نورة أمث الباحثة المتخصصة في التقريب بين الديانات عن إعجابها بالمعرض قائلة: من خلال عملي في السنوات الخمس الماضية لم أشاهد معرضا يعرض فكرة التسامح بهذه الطريقة الإبداعية، وكانت لدي رغبة في زيارة سلطنة عُمان لمعرفتي بأنها دولة متسامحة وتعيش التسامح واقعا في تفاصيل حياتها، ليس فقط بين المذاهب، كذلك حتى مع الديانات الأخرى.
وأضافت: من خلال اطلاعي على اللوحات زادت رغبتي للاطلاع على تجربة المرأة العُمانية ودورها الفعال في تنمية البلد من خلال المساحة الكبيرة الممنوحة لها.

جمعية الطلبة العُمانيين

وشارك أعضاء من جمعية الطلبة العُمانيين في كوينزلاند في تنظيم فعاليات المعرض بحضورهم، كما شاركوا ببعض البرامج الهادفة إلى التعريف بالسلطنة وحضارتها ونهضتها الحديثة، مقدمين مثالا جميلا للطلبة العمانيين الدارسين في الخارج في بناء جسور التواصل مع العالم، والاستفادة من العلوم والمعارف مع الثبات على الهوية الوطنية ورسالة عمان الحضارية.
يقول الطالب علي بن حمد العبادي نائب رئيس الجمعية العمانية بكوينزلاند: جاء المعرض ليعمق صورة التسامح في السلطنة ويعكس أيضا صورة التسامح الحقة في الإسلام من خلال توضيح مفهوم التعايش السلمي والتفاهم المشترك.
وأضاف: نحن كطلبة في بلد الابتعاث كنا وما زلنا نعكس صورة عُمان والإسلام من خلال إقامة فعاليات تجمع العُمانيين بغيرهم من الشعوب.
الجدير بالذكر أن معرض (رسالة الإسلام) صوت من عُمان يجوب أقطار العالم، وقد أكمل في مسيرته منذ بدئها في عام 2010م إشعال أكثر من مائة شمعة في ثلاثين دولة، ليثبت أن السلام نهج عُماني مستمر، وأن قيم الحوار والتعايش ضرورات إنسانية من أجل غد أفضل، وعالم يرفرف الأمن والسلام حول الإنسان في كل مكان.
ويستمر المعرض في مركز دراسات الأديان المتعددة في جامعة جريفيث حتى الثاني والعشرين من يوليو الحالي، وسوف يستقبل في هذه الفترة وفودا من طلبة الجامعات والمدارس الإسترالية بالإضافة إلى الجمعيات الدينية والإسلامية في مدينة بريزبن وما جاورها.