صحفي إسرائيلي يفخخ 12 طائرة في مطار بن غريون في اختراق أمني كبير

الحدث الأربعاء ١٣/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٢٤ م

القدس – غزة – علاء المشهراوي – زكي خليل

كشف الصحفي الإسرائيلي ديفيد سليمان هشاشة إجراءات الأمن الإسرائيلية في مطار بن غريون بمدينة تل ابيب، حيث فخخ 12 طائرة مخترقا كل تدابير الأمن. ووفقا لما ذكره موقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فإن الصحفي نفذ الاختبار محاكيا ما حدث مع الطائرة الروسية التي تم تفجيرها فوق سيناء في أكتوبر 2015 لكن على نطاق اوسع واخطر هذه المرة.
وتقدم الصحفي لسلطات المطار بطلب للعمل في وظيفة عامل نظافة وقدم وثائق شخصية تعود لصديق له "يانيف تامير" الذي يختلف عنه بالشكل تماما ورغم ذلك وبطاقة الهوية الشخصية العائدة لشخص آخر لم يجد الأمن الإسرائيلي في المطار مانعا من منحه الوظيفة ليجتاز "سليمان" الامتحان بنجاح ويصبح عامل نظافة في المطار.
وتمكن الصحفي "عامل النظافة" خلال يومين فقط من عمله بهذه الوظيفة من الوصول إلى جميع اقسام المطار دون عائق بما في ذلك الاقسام المغلقة قبل ان يتمكن الأمن من اكتشافه في ثالث يوم لكن اليومين كانا كافيان بالنسبة له ليزرع قنابل وهمية على متن 12 طائرة فيما قام بتصوير بعض عمليات "التفخيخ" التي نفذها داخل الطائرات.
وتسببت هذه التجربة بفضيحة أمنية من العيار الثقيل اجبرت أمن مطار تل ابيب على بذل كل جهد ممكن لمنع تكرار مثل هذا العمل متهما مدير شركة التوظيف بالاهمال في اختيار الموظفين. ورفعت سلطات مطار تل ابيب دعوى قضائية ضد الصحفي.
وعلى صعيد آخر؛ قدم رئيس جهاز الامن العام الإسرائيلي الجديد "الشاباك"، نداف ارجمان، استعراضا امام لجنة الخارجية والامن البرلمانية، قال خلاله انه على الرغم من انخفاض عدد العمليات في الآونة الاخيرة، الا ان الواقع في الضفة شديد الانفجار، ومن شأن احداث غير اعتيادية، كالتوتر في الحرم القدسي، ان تقود إلى اندلاع جديد.
وقال ارجمان انه لو كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد شجب العمليات بشكل اكبر، لكان ذلك سيؤدي إلى انخفاض مستوى التحريض، وبالتالي انخفاض حجم المقاومة. كما قال ارجمان ان عباس والسلطة الفلسطينية لا يشجعون "الارهاب"، ولكنهم ينتهجون سياسة التحريض ضد إسرائيل. وحسب ارجمان، فان عباس لا يزال يؤيد مفهوم الاتفاق مع إسرائيل ويعارض استخدام العنف. وقال: "ياسر عرفات اخذ الهَبات الصغيرة وحولها إلى كبيرة، وابو مازن لا يتصرف هكذا".
وبحسب اعضاء الكنيست فقد قال ارجمان ان حقيقة عدم شجب الرئيس عباس بما يكفي للهجمات على إسرائيل، يزيد من التحريض و"الارهاب". ولكن عندما يشجب عباس، فان ذلك يترك تأثيرا مهدئا للأوضاع. واضاف ارجمان انه يستدل من المعلومات المتوفرة لدى الشاباك ان التحريض ضد إسرائيل ينجح بشكل خاص في صفوف الشبان في جيل 16-18 عاما. وعرض معطيات تشير إلى ان 40 عملية تم تنفيذها من قبل نساء، ويدعي ان تم في غالبية هذه العمليات تحريض النساء من قبل عائلاتهن على تنفيذ العمليات من اجل التكفير عن المس بشرف العائلة.
واشار ارجمان إلى اعتماد قسم كبير من المجتمع الفلسطيني على العمل في إسرائيل. وقال ان 140 الف فلسطيني يعملون في إسرائيل بشكل قانوني، او غير قانوني، ويوفرون المعيشة لحوالي ثلث الفلسطينيين في الضفة. وحسب رأيه "عندما يتوفر العمل بشكل اكبر، يقل الميل إلى تنفيذ عمليات".
مع ذلك اشار ارجمان إلى وجود تنسيق امني وثيق مع اجهزة الامن الفلسطينية والتي تعمل بشكل مكثف ضد نشطاء حماس في الضفة الغربية، بفعل مصلحتهم في محاربة التنظيم. وقال رئيس الشاباك ان المنافسة الداخلية في فتح على خلفية الاعتقاد بأن عهد عباس يقترب من نهايته، تدفع مسؤولين كبار في التنظيم إلى اطلاق تصريحات قتالية ضد إسرائيل في محاولة لتحسين مكانتهم استعدادا "لليوم التالي" لعباس.
وتطرق ارجمان إلى الوضع في غزة واشار إلى ان "الهدوء الحالي هناك يضلل". واشار اعضاء الكنيست الذين حضروا الجلسة إلى ان ارجمان اكد بأن الضائقة المتزايدة في القطاع، والتضخم الحثيث لحماس والتحديات التي تواجهها من قبل جهات الجهاد العالمي، كتنظيم داعش، يمكن ان تقود إلى اشتعال جديد. واكد ارجمان ان من يقف وراء غالبية اطلاق النار من قطاع غزة، هي جهات الجهاد العالمي، وليست حماس التي لا تزال مرتدعة وليست جاهزة لحرب اخرى ضد إسرائيل.
وحسب اقواله فان "حركة حماس تواجه ضائقة استراتيجية بسبب عزلتها السياسية والتنكر لها من جانب المعسكر السني، خاصة مصر، والمصاعب التي تواجهها امام المعسكر الشيعي بقيادة ايران".واضاف: "توجد خلافات داخلية في الحركة، خاصة بين المؤسسة العسكرية في القطاع والقيادة في الخارج، في وقت يتزايد فيه تأثير المؤسسة العسكرية".
كما اشار ارجمان إلى ازدياد الانتقاد لحماس في الرأي العام في غزة، على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب. ومع ذلك، يقدر الشاباك بأن الجمهور في غزة لن يسعى إلى انقلاب ضد التنظيم بسبب التخوف من رد صارم، وبسبب الاعتماد الاقتصادي على التنظيم وغياب البديل السلطوي الاكثر اعتدالا.