ميسي الحاضر باحتفال رونالدو

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٣/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:١٤ م
ميسي الحاضر باحتفال رونالدو

حسام بركات
husam@karmicholding.com

انهالت السخرية على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بمجرد أن رفع غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو كأس أوروبا لكرة القدم.

خروج كابتن البرتغال باكياً من أرض الملعب في الدقيقة 25 في مباراة نهائية حاسمة لم يؤثر لاحقاً على احتفالات صاروخ ماديرا باللقب الكبير الأول له مع منتخب بلاده إذ إن رفاقه نجحوا في تعويض غيابه وفازوا على فرنسا بجدارة في الوقت الممدد للمباراة.

ولكن ما علاقة ميسي وفشله مع منتخب بلاده في نهائي كوبا أمريكا بأفراح واحتفالات رونالدو بلقب اليورو والمسافة بينهما آلاف الأميال؟
هناك من يقول إن صراع الكرة الذهبية المحتدم بين النجمين منذ 8 سنوات وما يزال هو السبب المباشر في الكره الكبير بين معسكر اللاعبين.
في منطقتنا العربية انقسم الناس لمشجع رونالدو ومشجع ميسي وتبعاً لذلك أصبح هناك مشجع للبرتغال وآخر للأرجنتين، وأمل كل طرف ألا يتوَّج الطرف الآخر بلقب يرى حكما أنه لا يستحقه.
الغريب أن الطفل البرتغالي الذي تطوع لمواساة المشجع الفرنسي بعد نهائي اليورو والذي انتشرت صوره في العالم لم يكن ليلهم جماهيرنا العربية -التي لا ناقة لها ولا جمل أصلا- بأن أخلاق المنتصر لا يجب أن تنسيه حق احترام المهزوم.
جماهيرنا العربية للأسف ما تزال تمارس هواية التشفي بحرفية عالية وإتقان ما بعده إتقان كلما سقط المنافس.

وعودة إلى البرتغال فقد طاف موكب سيلساو أوروبا بطرقات العاصمة لشبونة واعتلى نجمهم الأول المنصة وشكر جماهير بلاده على دعمهم الكبير له وزملائه، غير أن ما لفت انتباهي في كلام رونالدو هو تهنئة المهاجرين وإهدائهم الكأس على قدم المساواة مع السكان الأصليين.

هذه اللفتة من جانب رونالدو تعطي أبعاداً جديدة لشخصية اللاعب النجم الذي يلعب من أجل إمتاع الجميع وليس زمرة دون غيرها، ويهدي إنجازاته للجميع وليس لفئة دون أخرى، ولذلك لم يتردد في إهداء الكأس للجماهير العربية كافة عندما طرح عليه مراسل بي إن سبورت السؤال.

ولكن هل يعلم رونالدو عن أخلاق المشجعين في هذا القسم الكبير من العالم، وأن هناك من يكرهه حتى الموت، كما أن هناك من يكره منافسه ميسي بذات الطريقة تماماً.

لو أنه يعلم ذلك لما أهدانا الكأس التي يحملها ولما وافق على الإجابة عن السؤال من الأساس .. والحدق يفهم.