مواقع التواصل الاجتماعي تهدد الفكر التأملي

مزاج الأربعاء ١٣/يوليو/٢٠١٦ ٠٩:٠٦ ص

لندن – إيلسا فولياماي-ترجمة: خالد طه

كشفت الدراسات مؤخراً أن كتابة الرسائل النصية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤدي إلى ضحالة معرفية وأخلاقية.

وقد بيَّنت الأبحاث أن الناس الذين كثيراً ما يستخدمون الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي هم أقل احتمالاً للانخراط في «الفكر التأملي» و«أولوا أهمية أقل للأهداف الأخلاقية للحياة».
في كتابه المرشح لجائزة بوليتزر بعنوان «The Shallows»، ناقش الكاتب نيكولاس كار فكرة أن الإنترنت أصبح «يغيّر من طريقتنا في التفكير والقراءة والتذكر».
وعلى وجه التحديد، تكهن نيكولاس كار بأن الإنترنت يتسبب في انحدار في الفكر التأملي. وسبب ذلك هو إلى حد كبير طبيعة الاتصال بالإنترنت ذي الوتيرة السريعة، والذي يتضمن عادة نصوصاً وتغريدات وتعليقات ورسائل قصيرة لا تستغرق وقتاً طويلاً لمعالجتها.
وتشير «فرضية الضحالة» إلى أن «الاتصال الدائم بالإنترنت ووسائل الإعلام الترفيهي المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي قد أدى إلى حدوث انخفاض هائل في الفكر التأملي اليومي العادي».
والفكرة هي أنه كلما اعتدنا أكثر على الاتصال القصير السريع، فإننا نتعود أيضا بالمثل على التفكير القصير السريع. وهذا سيسبب انخفاضاً في الفكر التأملي، وهو ما يسهم بدوره في انخفاض الأهمية التي يتم إيلاؤها للأخلاق وزيادة الأهمية التي يتم إيلاؤها للمتعة والصورة.

وجدت دراسة تم إجراؤها العام 2013 في جامعة ويسكونسن الأمريكية أنه من بين الطلاب البالغ عددهم 2314 طالبا الذين تم تطبيق الدراسة عليهم، كان الذين يكتبون الرسائل النصية بشكل أكثر تكراراً لديهم أيضاً «صفات وأهداف ومواقف يتميز بها الأفراد ذوي الاهتمام المنخفض بالفكر التأملي».

فقد كان المشاركون الذين يكتبون الرسائل النصية بشكل أكثر تكراراً هم الأقل احتمالاً لإعطاء رد إيجابي على عبارات مثل «أريد أن أعيش حياة أخلاقية ذات مبادئ» و«أريد أن أعيش حياتي في سلامة حقيقية».

وقد سعت دراسة حديثة إلى إجراء اختبار آخر لفرضية أن الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي تسبب انحداراً معرفياً وأخلاقياً أو أحدهما.

وقد قيَّمت هذه الدراسة عادات استخدام الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي عند المشاركين وقاست مقدار التفكير التأملي لديهم، وكذلك حللت مواقفهم تجاه أهداف معينة في الحياة من حيث الأخلاق أو المتعة.

وقد وجدت الدراسة أن «استخدام الرسائل النصية بوتيرة كبيرة يرتبط ارتباطاً سلبياً بأهداف الحياة في مجال الأخلاق» ويرتبط ارتباطاً إيجابياً «بالأهداف في مجال الصورة والمتعة».

بعبارة أخرى، كلما زادت عادات استخدام الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي، قل احتمال إيلاء أهمية للأهداف الأخلاقية في الحياة وزاد احتمال إيلاء أهمية للأهداف القائمة على المتعة والصورة.
كما وجدت الدراسة أيضاً أن مَنْ يكثر استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي هم أقل احتمالاً لأن يتسموا بالتأمل من الذين يقل استخدامهم لتلك الوسائل.

خدمة إندبندنت -