نيويورك – – وكالات
وحدة الانتحاريين في تنظيم داعش تعمل بشكل تصاعدي في ضوء ما يواجهه التنظيم من حربٍ على أكثر من جبهةٍ في سوريا والعراق، علاوةً على حصارهِ عبر الحدود التركية بمنع عمليات التسلل، وفي هذا السياق كشف أحد المسؤولين الإداريين في تنظيم «داعش» بعد انشقاقه عنه في هذا الشهر، يدعى فياض طايع، في لقاء أجراه الصحافي حسن الحسين بصحيفة «نيويورك تايمز» عن ارتفاع عدد المتقدمين من مقاتلي تنظيم داعش كأعضاء انتحاريين عن السنوات الفائتة، وأضاف طايع وهو أحد العاملين الإداريين في داعش في منطقة دير الزور غرب سوريا: «من عملوا معي لاحظوا ذات الأمر»، وذلك من خلال الرسائل المتبادلة بيننا». وأكدت الإحصائيات التي أعلن عنها التنظيم الشيء ذاته، وفقا لمجلة داعش الشهرية «أعماق» فإنه بحسب الأرقام التي نشرتها المجلة بلغ عدد العمليات الانتحارية شهريا وحتى نوفمبر الفائت، ما بين 50-60 عملية انتحارية. بلغت هذه العمليات اليوم ما بين 80 و100 هجوم انتحاري شهريا، بمعدل عملية أو عمليتين في اليوم الواحد، إلا أن هذه الموجة وصلت ذروتها في شهر مارس بتفجير 112 مقاتلا داعشيا أنفسهم في كل من العراق وسوريا.
وقال طايع: «منذ أن بدأت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية على مواقع التنظيم في 2014، خسر التنظيم ما يقارب 50 بالمئة من مناطقه في العراق، و20 بالمئة منها في سوريا، ففي صيف 2014 تمكن التنظيم من السيطرة على مساحة بحجم بريطانيا، أما اليوم فبات حجم مناطق سيطرته قريبا من مساحة اليونان، ومازالت تتقلص أكثر فأكثر، مضيفا أن عددا من قيادات «داعش» ممن تنبهوا إلى واقع انهيار التنظيم انشقوا عنه، وقد أشار إليهم زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في خطاب له قائلا: «كلما ازداد ارتفاع عدد المنشقين استطاعت جماعته الكشف عن المنافقين والأدعياء ضمن صفوفهم». وأكد أن تنظيم داعش كان مستعدا ومنذ لحظة إنشائه لكافة المتغيرات والمستجدات، مضيفا: «قابلت رجلا يكنى بأبي عدنان في نوفمبر 2014 في مدينة عورفا التركية بالقرب من الحدود السورية، أخبرني أنه كان أحد عناصر الاستخبارات لدى تنظيم داعش، وكان مسؤولا عن إعداد الخلايا النائمة وشبكة جواسيس في داخل تركيا».
ولفت إلى استراتيجية وتكتيك التنظيم، والذي تمكن في جيل الأطفال السوريين والعراقيين ممن بقوا في معاقل التنظيم، حيث تم غسل أدمغتهم، لذلك ولأسباب سياسية وأمنية واجتماعية ستبقى خطورة وجود هذا التنظيم قائمة، قائلا: «عدد كبير من هؤلاء الأطفال ربما يكونون الأسوأ في المستقبل القريب».
وأكد فياض طايع أن تهديد تنظيم »داعش» لن يزول، قائلا: «أهداف التنظيم المحددة وغاياته مازالت كما هي لم تتغير: وهي التحكم بالعالم الإسلامي، وأن البغدادي مؤسس تنظيم «داعش» لديه القناعة بأنه مأمور من الله لإكمال هذا الهدف»، مشيرا إلى أن تنظيم داعش سيسعى إلى تغيير تكتيكه طالما تطلب الأمر ذلك في سبيل الاقتراب من هدفهم، سواء أكانت من خلال مضاعفة أعداد الانتحاريين أو بالانتقال إلى خطوط المواجهة الأمامية في سوريا».
إلى ذلك؛ أعلن وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، عن اعتزام بلاده إرسال 560 عسكرياً أمريكياً إلى العراق لدعم القوات العراقية في عملية تحرير الموصل. ونقلت وكالة «الفرات نيوز» التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق بزعامة عمار الحكيم عن وزير الدفاع الأمريكي قوله إن بلاده عازمة على «إرسال 560 جندياً إضافياً لدعم العراق في معركة الموصل»، والتي من المنتظر أن تشهد حرباً لمواجهة تنظيم داعش الذي يسيطر على المدينة العراقية. وأضاف أن «العمليات الإجرامية في بغداد تؤكد عمق الجريمة لهذه الجماعات وإفلاسها الأخلاقي، وهي دليل عدم قدرتها على مواجهة القوات المسلحة العراقية». وقال إن «الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم كل الدعم المطلوب وبما يلبي متطلبات القوات العراقية وبسرعة في عملية تحرير الموصل». وستتمركز القوات الجديدة في قاعدة القيارة الجوية على بعد 50 كيلومتراً جنوبي الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. والسبت، استعادت القوات العراقية القاعدة الجوية، التي استولى عليها مسلحو تنظيم داعش في عام 2014. واجتمع وزير الدفاع الأمريكي، الذي وصل أمس الأول إلى بغداد، مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، ومع وزير الدفاع خالد العبيدي، حيث تم بحث سير المعارك مع تنظيم داعش ومعركة تحرير الموصل المرتقبة. من جانبه، ذكر وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، إن التحضيرات والاستعدادات لتحرير مدينة الموصل وصلت إلى مراحل متقدمة. ودعا إلى «حشد جهد دولي واسع لمعالجة مشكلة النازحين».