جهود متواصلة لجمع أرشيف فلسطين السينمائي

مزاج الثلاثاء ١٢/يوليو/٢٠١٦ ٠٧:١٦ ص
جهود متواصلة لجمع أرشيف فلسطين السينمائي

الدوحة - العمانية

أعلن منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال (ومقره إسطنبول)، عن تأسيس مركز الفيلم الفلسطيني ليكون أول مؤسسة دولية تسعى لخدمة الفيلم الفلسطيني والفيلم عن فلسطين من خلال توثيق الأفلام والتعريف بها وتسهيل نشرها بطريقة تتناسب والإيقاع السريع للعصر الحديث وتتأقلم مع المنصّات الحديثة للإعلام الإلكتروني.

ويعدّ جمعُ «سينما فلسطين» ضمن أرشيف مركزي، خطوة مفصلية في توثيق الذاكرة البصرية الفلسطينية في مواجهة مساعي الاحتلال الإسرائيلي لطمسها ومحوها وإلغائها بكافة أشكالها: المكتوبة والبصرية والشفوية. وتأتي أهمية هذه الخطوة من كون الأرشيف الفلسطيني بما يمثله من ذاكرة بصرية وسينمائية، قد فُقد خلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت سنة 1982، وضاع ما تبقّى منه على إثر الخروج من لبنان. ويقول المخرج والمنتج الفلسطيني بشار حمدان، عضو اللجنة التحضيرية للمركز إنهم يعملون مع عدد من المختصين، على بناء قاعدة بيانات إلكترونية للسينما الفلسطينية، شبيهة بقاعدة بيانات الأفلام العالمية (IMDB)، مشيراً إلى أن اجتياح بيروت 82، انعكس سلباً على العديد من صناع الأفلام الذين فقدوا أعمالاً لهم، كما تشتت الكثيرون منهم في بقاع مختلفة من الأرض، مثل المخرجين العراقيين قاسم حَوَل وقيس الزبيدي، بالإضافة إلى من رحل إلى رحمة الله وأبرزهم المخرج الفلسطيني مصطفى أبو علي. ويوضح حمدان، أن بدايات السينما في فلسطين تعود إلى العام 1935، على يد إبراهيم سرحان الذي قام بتصوير أول فيلم تسجيلي عن زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز إلى فلسطين بكاميرا اشتراها آنذاك بمبلغ 50 جنيهاً فلسطينياً. ويضيف أن هناك من يعود بتاريخ هذه السينما إلى ما قبل ذلك، وتحديداً مع الأخوين إبراهيم وبدر لاما، الفلسطينيَّين اللذين كانا عائدَين من تشيلي التي هاجرا إليها مطلع القرن العشرين، مع معدات التصوير والتحميض لإنشاء صناعة سينمائية في فلسطين.

ويتابع حمدان بقوله إن دور العرض السينمائية انتشرت بكثرة في فلسطين، وكانت هناك مجلة سينمائية متخصصة بعنوان «الأشرطة السينمائية» أصدرها إبراهيم تلحمي باللغتين العربية والإنجليزية في العام 1937، إلى جانب صحف ومجلات أخرى اهتمت بالسينما مثل مجلة «الحقيقة المصورة» التي أصدرها محمد مصطفى غندور العام 1937 في عكا، وصحيفة «الرياضة والسينما» لصاحبها ومحررها جبرائيل شكري ديب، وصدرت في القدس العام 1945. ومن بين دور السينما التي انتشرت وكانت تعرض أفلاماً عربية وأجنبية في ذلك الوقت: صالة أديسون، وصالة ركس في القدس. وفي حيفا كانت هناك سينما الكرمل، وسينما الحمراء في يافا، وسينما البرج في عكا.
ويرى حمدان أن «سينما الثورة» ليست سوى نموذج لمرحلة من المراحل الرئيسية التي مرت بها السينما الفلسطينية، وتشكل وثيقة تاريخية، ليس فقط بما فيها من أفلام، بل بما تشكله من قراءة مهمة لتلك المرحلة، والاستفادة منها كمادة بصرية يمكن الاتكاء عليها اليوم في صناعة الأفلام، وثائقياً وروائياً، والتي تسير بمسارات متنوعة إنتاجياً.