منشأ الألم

مزاج الثلاثاء ١٢/يوليو/٢٠١٦ ٠٧:٠٠ ص

دواج بولتون - ترجمة: أحمد بدوي

قال علماء بريطانيون أن النظرية السابقة حول الشعور بالألم وارتباطها بأجزاء معينة من الدماغ غير دقيقة، وكان الهدف من الدراسة التي أجراها علماء من جامعة كوليدج في لندن وجامعة ريدينج اختبار طبيعة «منشأ الألم» ويقصد به نمط معين من نشاط المخ يعتقد أنه مؤشر موثوق للإحساس بالألم.

وعن طريق المسح الضوئي لأدمغة مشاركين في الاختبارات أثناء تعريضهم للألم، لاحظ العلماء في الدراسات السابقة وجود إضاءة مستمرة في أجزاء معينة من الدماغ، ما أدى إلى القبول بفكرة «منشأ الألم» على نطاق واسع.
بيد أن الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة جاما لعلوم الأعصاب JAMA Neurology وضعت هذا الاعتقاد موضع تساؤل. وخلال الاختبارات التي أجراها العلماء في الدراسة الأخيرة شارك شخصان بحالة نادرة تجعلهم غير قادرين على الشعور بالألم إلى جانب مشاركة أربعة أشخاص آخرين بحالة طبيعية وفي نفس العمر تقريبا. وقام الباحثون بتعريض المشاركين الستة لوخز مؤلم مع وضع أدمغتهم في نفس الوقت تحت تصوير جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي.
والغريب أن الأشخاص الذين لا يشعرون بالألم قد ظهر لديهم نفس نمط النشاط في الدماغ مثل الأشخاص الطبيعيين، ما يعني أن نظرية منشأ الألم ليست مؤكدة كما هو عليه الاعتقاد.
وأوضح د. تيم سالمونز من ريدينج أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة تشير إلى أن هذه الأنماط ليست في الواقع استجابات للألم ولكنها استجابات للمثيرات التي تشد الانتباه بغض النظر عن ما إذا كان الشخص يشعر بالألم.
وعن طريق اختبار أشخاص لا يشعرون بالألم، يمكن الحكم بشكل قاطع أن ما يصدر ليس استجابات معينة للألم، وهؤلاء الأشخاص ما زالوا يحتفظون بجميع الحواس الأخرى بما في ذلك اللمس غير المسبب للألم، ومن ثم فإن نشاط الدماغ الذي كان يطلق عليه اسم «منشأ الألم» من المحتمل أن يمثل هذه الحواس وليس الألم الفعلي.
وبعبارة أخرى، في حين أن «منشأ الألم» قد يمثل محفزات مؤلمة، ويمكن أن تكون مشاركة في عملية معالجة الألم إلا أنه من الخطأ القول بوجود صلة واضحة بين هذا النمط والشعور بالألم. وقال البروفيسور وود: تماما مثل الإحساس بالجمال أو السعادة، فالمكان الدقيق للإحساس بالألم في الدماغ يظل مجهولا حتى الوقت الراهن.

الإندبندنت